دائما ما تكون الأزمات الاقتصادية العالمية هي لحظة انتقال تاريخية وكيفية للعالم ما بين نمط إنتاج قديم ونمط إنتاج جديد..وربما يكون ماركس الفيلسوف الاقتصادي من أهم من تنبأ بتلك الظواهر في نظرية المادية التاريخية,حيث رأي أن التغيرات الحقيقية تبدأ بالتناقض بين قوي الإنتاج وعلاقات الإنتاج,حدث ذلك بالفعل إبان الانتقال من عصر الإقطاع إلي عصر البرجوازية والرأسمالية بالتزامن مع الثورة الصناعية,وفي الانتقال من الثورة الصناعية إلي الثورة العلمية التكنولوجية,وكيف تزامن ذلك مع الأزمة الاقتصادية العالمية في ثلاثينيات القرن الماضي.وفي عصرنا الحالي حيث يتم الانتقال من الحداثة إلي ما بعد الحداثة سبقت ثورة الاتصال الأزمة الاقتصادية…بل وشكلت الأساس العلمي للتناقض بين قوي الإنتاج في السوق وعلاقات الإنتاج في دورة رأس المال الحالي.إذا كانت الثورة الصناعية مهدت للحداثة ونظريات مثل فصل الدين عن الدولة,فإن أزمات ما بعد الحداثة والتي هي جزء من أطوارها..الآن سوف تدعونا إلي فصل الدين عن السوق.
ورغم أننا نعيش هذه اللحظة حيث يرتبط التدين بالسوق وآلياته الاقتصادية والاجتماعية خاصة في عصر العولمة وتفاعل ثورة الاتصالات حيث تحل رويدا رويدا منابر الفضائيات والإنترنت محل منابر المعابد والكنائس والمساجد.
ويتضخم الدور المالي لرجال الدعوة في ارتباطات بآليات السوق إلا أننا لا ندرك ذلك,لذلك فإننا بحاجة لدراسة موضوعية حول اقتصاديات التدين وبيزنس الروحانيات!حينذاك سوف نطالب بتدخل الدولة وفصل الدين عن السوق…والله أعلم.