تحدثنا الأسبوع الماضي علي أن أول مجال للتفاعل الاجتماعي هو التفاعل مع الله ونواصل حديثنا:
2- مع الأسرة:
فعلاقات المحبة والتفاعل مع أعضاء الأسرة تتراوح بين الدفء المفرح والمشاكل العاتية… وسبب ذلك أن لكل فرد من أفراد الأسرة ذاته الخاصة, وإرادته المستقلة, ومن هنا يكون ناتج التفاعل, هو ثمر نوعية المتفاعلين!! وفرق بين أسرة يسودها حب المسيح الباذل المحتمل, وأسرة تسودها الذات البشرية بأنانيتها المدمرة!!
وميادين التفاعل الأسري كثيرة, بدءا من علاقات الزواج المقدسة, إلي التدبير المادي, إلي العلاقة مع الأسرتين, إلي العلاقة مع من هم خارج الأسرة, إلي المذبح العائلي, إلي الانتماء الكنسي, إلي اختلاف الأجيال, إلي التواصل والتكامل والحوار البناء… إلخ.
***
3- مع الكنيسة:
فنحن جميعا أعضاء في جسد واحد, هو جسد المسيح, والتفاعل جار ونشيط بين الرأس والأعضاء (أي المسيح والمؤمنين), وبين الأعضاء السمائية والأرضية (أي بين القديسين في السماء ونحن المجاهدين في الأرض), وبين المؤمنين وبعضهم البعض (علاقات الخدمة والمحبة), وبين أعضاء الكنيسة والكنائس الأخري (الحوارات اللاهوتية للتقارب طلبا للوحدة المسيحية), وبين المسيحية والأديان الأخري (حوار الأديان)… إنه تفاعل حي وخلاق, في مجالات عديدة, فيها الإيجابيات والسلبيات, وفيها الاجتهاد من أجل إنماء روح التفاعل الإيجابي مع الآخر, وفلسفة قبول الآخر المختلف بالحب, والاحترام, والتفهم, ومحاولة الوصول إلي فهم مشترك وإيمان واحد سلمه لنا القديسون.
***
4- مع المجتمع:
فالمسيحي يتفاعل مع إخوته في المجتمع, بحيوية الكائن الحي, الذي يتحرك مع التيار أو ضده, حسب الموقف, في مرونة قوية, وإفراز سليم.
وقد شبه الكتاب المقدس المؤمن بعدة تشبيهات:
* فهو النور, الذي يهزم فلول الظلام.
* وهو الملح, الذي يحفظ العالم من الفساد, والذي يذوب دون أن يضيع.
* وهو الرسالة, المعروفة والمقروءة من جميع الناس.
* وهو الخميرة الحية, التي تخمر العجين كله.
* وهو رائحة المسيح الزكية, في الذين يخلصون والذين يهلكون.
* وهو السفير, الذي يحمل طابعا جديدا, ويمثل رب المجد وسكان السماء, أمام المجاهدين علي الأرض.