*أيام معدودة في تاريخ الزمن تجاوزت أربعة شهور بعدة أيام غاب فيها قداسة البابا شنودة عن أرض الوطن للعلاج في مستشفي كليفلاند بأوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية,ولكنها مضت كأنها سنوات…ويحكي لنا نيافة الأنبا موسي أنه سافر خصيصا إلي قداسة البابا بعد أن أجريت لقداسته العملية الجراحية في الساق اليسري-صباح الخميس2008/6/12-وكان قداسة البابا وقتها مازال في العناية المركزة…وفي نفس اليوم-الذي زاره فيه الأنبا موسي-انتقل قداسة البابا إلي حجرة خاصة بالمستشفي,ويصف لنا الأنبا موسي كيف كان قداسة البابا يجلس في حجرته بالمستشفي مع الآباء الأساقفة والكهنة الذين توافدوا إلي هناك للاطمئنان علي سلامة قداسته…فيقول:…كانت روح المرح لا تفارقه في أشد لحظات المرض…ويتحدث إلينا أحاديث كلها محبة واهتمام بأخبار الخدمة والسؤال عنها…وكان يرشدنا في نهاية كل زيارة إلي مواصلة العمل والخدمة..وكانت تصرفاته أمامنا أكبر من كل توجيه كان-وهو مازال غير قادر علي الحركة بعد العملية مباشرة-لا يكف عن العمل,وتلقي مكالمات تليفونية,وتقارير بالفاكس والرد عليها,ويتابع كل الأمور بالتفصيل مع كل من يزوره فردا فردا من الآباء الأساقفة أو المسئولين…وعندما كنا نتركه لم يكن يخلد إلي الراحة فقد وضع علي مائدة إلي جواره أوراق كتاب لم ينته من كتابته…وكان يقضي الساعات التي نتركه فيها للراحة في مواصلة الكتابة…وأصدر بعد أيام من سفره عددا من مجلة الكرازة…وأجري قداسته أكثر من حديث مع برنامجالبيت بيتكوقناة C.T.V ,وقناة أغابي ليطمئن الشعب.
*سألنا نيافة الأنبا موسي كيف كان قداسة البابا يدير مهام الكنيسة ويضع حلولا للمشاكل التي تتعرض لها,خاصة أن فترة غيابه سادها عدة مشاكل أكثرها شدة وحدة موضوع دير أبوفانا الذي تفجر قبل إصابته وسفره بأيام.
*قال الأنبا موسي:
…في زيارتي التالية-بعد حوالي شهر-كانت مشكلة دير أبوفانا قد أخذت أبعادا,وكان لابد من وضع حل نهائي وحاسم…وكان لابد بالتالي من عرض الأمر علي قداسة البابا الذي اضطر للسفر للعلاج بأمريكا في أعقاب أحداث دير أبوفانا مباشرة…وحضرت جانبا من المفاوضات مع قداسته للوصول إلي حل…وكان يجلس ويناقش لساعات متصلة…في إحدي هذه اللقاءات كان معنا النائب علاء حسانين الذي حضر خصيصا من مصر إلي أمريكا لوضع حل للمشكلة مع قداسة البابا…وكان قداسته يواصل المناقشة وبحضور رجل الأعمال القبطي عيد لبيب وعدد من أصحاب النيافة الأساقفة…وكان قداسة البابا علي اتصال دائم بالمسئولين في القاهرة,وقد قربت وسائل الاتصال الحديثة المسافات وجعلت من العالم قرية صغيرة…واضطرت بعد أيام من الاطمئنان علي قداسة البابا للذهاب إلي مؤتمرات الشباب في عدد من الولايات الأمريكية,وإن كنت ظللت أتابع مجريات الأمور وحكمة قداسة البابا وحسمه للأموروبالفعل وصل قداسته معهم إلي حلول ودخلت الأمور-كما نعلم-إلي مراحل حل علي وشك أن تصل إن شاء الله إلي الحل النهائي بعودة قداسته.
*أضاف نيافة الأنبا موسي
…لم تكن مشكلة دير أبوفانا هي المشكلة الوحيدة التي تابعها قداسة البابا…كان يتابع كل أمور الكنيسة والشعب..ونشكر الله أنه كان متمتعا بحماس وذاكرة ولا يكف عن الخدمة طوال تواجده مع أولاده…ولهذا لم نشعر بغيابه إلا جسديا فقط…لم نشعر بأي فراغ لأنه كان حاضرا معنا ودائما…ولقد علمت أن قداسته غادر الفندق الذي يقيم به تحت العلاج الطبيعي بجوار مستشفي كليفلاند لتعميد أحد الأطفال بالكنيسة المجاورة,وزار أيضا بعض الأقباط في منازلهم.
*لم نخض في حديثنا مع نيافة الأنبا موسي في كل الملفات التي فتحها قداسة البابا خلال إقامته في كليفلاند,ولكننا سألناه عن الملفات التي تنتظر قداسة البابا بعد عودته.
*قال نيافة الأنبا موسي
**هناك ملفات كثيرة في انتظار عودة قداسة البابا..فالاجتماع السنوي للمجمع المقدس والذي يعقد برئاسة قداسة البابا لم ينعقد هذا العام,لأنه يكون دائما في يوم السبت السابق لعيد العنصرة,وكان محددا لانعقاده صباح السبت14يونية الماضي,ولكن شاء الرب أن يصاب قداسته قبلها بأيام-9يونية- ويسافر إلي كليفلاند مساء الإربعاء2008/6/11 ومن ثم تأجل انعقاد المجمع المقدس وعند عودة قداسة البابا سيدعو إلي انعقاد المجمع المقدس.
**أيضا كانت هناك رسامات لعدد من الأساقفة والكهنة وكانت ستتم عشية عيد العنصرة وتأجلت,وسيقوم قداسة البابا بعد عودته برسامة عدد من الآباء الأساقفة والكهنة…وهذه ليست مهمة سهلة فقداسة البابا يأخذ بمبدأين في الرسامات لا يحيد عنهما,هما مبدأ الصلاحية,ومبدأ اختيار الشعب وهو ما يستغرق جهدا كبيرا من قداسة البابا…فاختيار الصالح يحتاج إلي دراسة الشخصية المرشحة للرسامة وجمع المعلومات عنها واختبارها,واختيار الشعب يحتاج إلي مقابلات تستغرق أياما وساعات طويلة,ولكم أن تتصوروا مثلا: ماذا يحدث عند رسامة كاهن في كنيسة بالقاهرة ينطوي تحت رعايتها عدة آلاف؟..حتي حينما يكتفي قداسة البابا بلقاء قيادات الشعب وكبار الأراخنة فهذا يأخذ أيضا وقتا وجهدا من قداسة البابا.