تقع منطقة أبو مينا الأثرية علي الحافة الشمالية للصحراء الغربية علي مساحة 65كيلومترا غرب مدينة الإسكندرية بالقرب من محطة بهيج علي خط السكة الحديد بين الإسكندرية ومرسي مطروح المعروف بخط الصحراء الغربية ويطلق عليها بدو المنطقة اسمبومناويطلق عليها اسمأبو مينا بالخرائط المساحية وهو الاسم الذي تعرف به عالميا.
ففي عام1905أتي إلي مصر من فرانكفورت العالم الألمانيكارل ماريا كاوفمانوبرفقته العالمإيوالد فولزوذهبا إلي الصحراء الغربية للبحث عن مدينة القديس مينا.وكا أهم ما استرشدا به الطريق الذي سلكه البابا بنيامين البطريرك الثامن والثلاثون إلي برية شيهيت والوارد في كتابتاريخ البطاركةلساويرس ابن المقفع وأيضا وصف الرحالة البكري الذي زار المنطقة حتي وصلا إلي منطقة مليئة بالأنقاض وعرفهما الدليل البدوي المصاحب لهما بإن هذه المنطقة تسميبومناأوكرم أبو مينا وهناك قدم طفل بدوي للعالمكوفمان قارورة صغيرة عليها رسم للقديس مينا والجمال مع كتابات يونانية ويذكر العالم:
في اليوم التالي درنا حول المكان فرأينا تلالا من الأنقاض ذات لون رمادي يميزها عن الصحراء المحيطة بها ذات اللون الأصفر.
ويعتقد البدو المرافقون أن هذه الأكوام هي بقايا قصر أحد الخلفاء ثم أصبح مسكنا للأشباح لا يمكن المساس به.
وعن بداية التنقيب يذكر العالم كاوفمان أنه بعد اكتشاف موقع المدينة المقدسة بدأت أعمال الحفريات ومازال يتابعها حتي الآن المعهد الألماني للآثار الشرقية بالقاهرة بالاشتراك مع هيئة الآثار المصرية التي تتبعها المنطقة .
التقتوطنيبنيافة الأنبا كيرلس آفامينا أسقف ورئيس دير الشهيد مارمينا بمريوط لمعرفة المزيد عن هذه المنطقة الأثرية حيث يقول…
الحفائر التي قام بها كاوفمان لم تقتصر علي الكنيسة فقط بل شملت المنطقة المجاورة من الجهة الشمالية البحرية فعثر علي آثار كنيسة كبيرة في وسط جبانة,وكنيسة أخري صغيرة,وأيضا حمام له صالة من الطراز البازيليكي وآبار وخزانات صهاريح وجرار للنبيذ ودواليب لصناعة التماثيل والقوارير والأواني الفخارية,وكشف بعض المساكن والمباني.
وحسب رأي الأثريين لم تبدأ إقامة هذه المباني مع ذيوع شهرة القديس مينا إذ كما يذكر العالم بيتر جروسمانأن مدفن القديس مينا الموجود أسفل الكنيسة كان ينتمي إلي منطقة سكنية أكثر قدما إلا أنه لم يتم التعرف علي الموقع الدقيق لهذه المنطقة لكن المخطوطات القديمة تؤكد وجوده بجوار قرية تسميإس وفي عهد الملك زيتون أقيمت مدينة حول منطقة القبر فالمخطوط القبطي يدعوهايوليسأيمدينةباليونانية وأطلق عليها اسممدينة الشهيد مارتيروبولسوأسفرت أعمال الحفر والتنقيب التي تمت بالمنطقة عن اكتشاف سبعة مصانع للنبيذ ومنازل وكنائس وأديرة وقلالي للرهبان ومعالم أسوار مشيدة بالحجارة مع أبراج للحراسة وهذا يؤكد أنها كانت مدينة إذ من المعروف أن القري لم تكن تحاط بأسوار.
الكنيسة الكبري أو كنيسة البابا ثاوفيلسالبازيليكا الكبير ويبلغ طولها60مترا وبها 56عمودا والشكل العام للكنيسة يتكون من جناح مستعرض شرقا وصحن الكنيسة,إلا أنه كان هناك اختلاف حول تحديد تاريخ بنائها فتري بعض المخطوطات أنه كان في أول القرن الخامس حين شيدها البابا ثاوفيلس البطريرك الثالث والعشرون385-412مفلما رأي عدم اتساع الكنيسة التي بناها القديس أثناسيوس كتب للملك أردكاديوس الذي أمر ببنائها.لكن يؤكد عالم الآثار الألماني بيتر جروسمان والباحثان الألمانيان جينرلا,هانز سيفيرين أنها بنيت في آواخر القرن الخامس وبداية القرن السادس الميلادي وعلي الأرجح خلال حكم الأمبراطور زيتون.
وبالنسبة لتطوير المنطقة الأثرية فإن هناك مشروعا كبيرا تقوم به هيئة الآثار لإنقاذ المنطقة الأثرية من المياه الجوفية والعمل علي خفض منسوبها الذي يدمرها وتم رصد18مليون جنيه لهذا المشروع.
خاصة بعد أن هددت هيئة اليونسكو يرفع منطقة آثار أبومينا الأثرية من قائمة التراث العالمي إذا لم يتم خفض منسوب المياه الجوفية فيها,فهي تعتبر رقم5من المواقع المصرية الموضوعة في قائمة التراث العالمي,وتمت مخاطبة الآثار بما يفيد أن الدير علي استعداد لعمل الدراسات الخاصة بترميم كنيسة البازيليكا الكبري وإعادة بنائها بكافة مراحلها علي نفقة الدير وهما مرحلتان الأولي هي مرحلة الحماية والثانية إعادة الترميم.