ما زالت المواجهات الكلامية والانتقادات المتبادلة بين المرشحين وحملتيهما تجري علي قدم وساق في الأيام الأخيرة التي تسبق موعد الانتخابات في الرابع من نوفمبر المقبل. , فقد حذر أوباما من ##الخطر## الذي سيتعرض له الأمن القومي إذا ما انتخب منافسه الجمهوري جون ماكين.
وقال أوباما,أن الفائز سيتعرض ##لامتحان## أمني, والسبب يعود جزئيا إلي سياسات الرئيس بوش ##الخاطئة##.
وتابع قائلا: ##السؤال هو: هل يستطيع الرئيس القادم اجتياز هذا الاختبار بتحويل أمريكا إلي اتجاه جديد, وتوجيه رسالة واضحة إلي باقي العالم,مفادها أننا لم نعد تهديدا للعالم##.
واتهم أوباما منافسه بالعزم علي مواصلة سياسات الرئيس الحالي ##التي وضعت اقتصادنا في أزمة, وعرضت أمننا القومي للخطر##.
وكان مرشح الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس جو بايدن قد صرح من قبل بأن أوباما سيواجه ##أزمة عالمية## خلال الأشهر الستة من توليه منصب الرئاسة. ورد ماكين علي ذلك قائلا:إن تصريحات بايدن دليل علي أن انتخاب أوباما يعد مخاطرة.
وفي وجه العاصفة الانتخابية التي تعترض الجمهوريين وتعد الأقوي منذ سقوط ريتشارد نيكسون بفعل فضيحةووترجيتفي سبعينيات القرن العشرين, انقلب ماكين علي حزبه وسياسات بوش الاقتصادية, مشيرا في مقابلة نشرتها صحيفة واشنطن تايمز إلي أن مسئولي الجمهوريين والبيت الأبيض أفرطوا إلي حد كبير في إدارتهم للاقتصاد. ولام بوش علي زيادة الإنفاق والعجز, وبالتالي الوصول إلي الأزمة الحالية .
وأوردت صحيفة بوليتيكوإن تصريحات ماكين لم ترق لشخصيات في الحزب الجمهوري فأنذرت حملته بأن عليه مهاجمة الديموقراطيين وليس حزبه. وحذرت هذه الشخصيات من أن علي ماكين عدم إغراق السفينة بكاملها في حال خسارته.
وتأتي تصريحات ماكين, في أوج صعود الديموقراطيين في استطلاعات الرأي وفي أكثر من 13 ولاية حاسمة أعطت أصواتها لبوش عام 2004, مثل نورث كارولينا وكولورادو ونيفادا وأوهايو.
وبحسب أرقام الاستطلاعات, ضمن أوباما أكثر من 300 هيئة انتخابية في مقابل 160 لماكين, فيما العدد المطلوب للفوز هو 270 صوتا. وعلي الصعيد الوطني, وصل الفارق بين المرشحين إلي 7 نقاط مئوية لمصلحة أوباما, وهي فجوة يصعب التغلب عليها , مع استثناء وحيد سجل عام 1948 حين نجح الرئيس السابق هاري ترومان في الانقضاض علي خصمه توماس ديوي في الأيام الأخيرة من السباق وحقق نصرا ساحقا.
ويتطلب من ماكين اختراقمثلث أوهايو- بنسلفانيا – فلوريدا حيث يسجل تراجعا هناك, والوصول إلي الذين صوتوا لهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية ولديهم تحفظات علي مواقف أوباما الليبرالية.
لكن الأزمة الاقتصادية ومخاوف الأمريكيين من خسارة عقاراتهم وصناديق التقاعد إلي جانب ارتفاع نسب البطالة, لا تساعد الجمهوريين. وباستثناء قضايا الأمن القومي وشئون الإرهاب, يتصدر أوباما الاستطلاعات في المسائل التي تهم الناخب الأمريكي. وسربت مواقع يمينية علي الإنترنت مقاطع من شريط وثائقي فرنسي في 1968, تصور خمس دقائق بالأبيض والأسود المرشح الجمهوري حين كان معتقلا خلال حرب فيتنام. ويتضمن الفيديو لقطات مؤثرة لماكين ورفضه ترك رفاقه في الجيش والقبول بإطلاقه وحيدا يومها.
ويري الكثير من السياسيين أن إعلان الجمهوري كولن باول, وزير الخارجية الأمريكي الأسبق, دعمه لأوباما ورفضه الطريقة التي ينافس فيها ماكين ويسيئ لسمعة أوباما, جاء بمثابة الضربة التي قصمت ظهر الجمهوريين, وقضت علي آمالهم بالفوز. وذلك لان خيار باول الديموقراطي وتفضيله علي منافس مرشح حزبه الجمهوري لخلافة بوش, يحمل في طياته أهمية كبيرة تكمن جزئيا في كونها دعوة للناخبين الأمريكيين الذين لم يحددوا موقفهم بعد, للثقة بالمرشح الديموقراطي أوباما كقائد للقوات المسلحة, ورئيس قادر علي معالجة الأزمات الاقتصادية, وتحسين وضع الولايات المتحدة في العالم, وربما ينجح في إخراج أمريكا تدريجيا من الورطات التي تعيشها حاليا نتيجة السياسات الهوجاء لإدارة بوش.