حذرت المنظمة العالمية لصحة الحيوانOIEمن انتشار الكثير من الأوبئة بإفريقيا خاصة مرض الحمي القلاعية ومرض حمي الوادي المتصدع ونظرا لحصد تلك الأوبئة للثروة الحيوانية والبشرية طالبت المنظمة بتشديد إجراءات الحجر الصحي بالمنافذ الحدودية لحماية الثروة الحيوانية والداجنة من الأمراض الوافدة ودراسة الموقف الوبائي لدول العالم المختلفة بصفة دورية ولايتم الاستيراد للحيوانات الحية أو اللحوم إلا من الدول الخالية من الأمراض الوبائية والمعدية ,بجانب التنسيق بين هيئات الطب البيطري بالعالم ومكتب الأوبئة العالمي لتدبير كافة الاحتياجات من اللقاحات والأمصال للسيطرة علي تلك الأوبئة ,كما يجب الرش الدوري للقضاء علي الحشرات الطائرة المسببة لنقل الأوبئة.
حمي الوادي المتصدع
نظرا لإعلان منظمة الصحة العالمية عن ظهور مرض حمي الوادي المتصدع بدولة السودان والذي أودي بحياة 60 شخصا منذ 2007/10/18 وحمي الوادي المتصدع عبارة عن نوع من الحمي الحادة يسببها فيروس يصيب الحيوانات الثديية مثل الأبقار والجاموس والخراف والماعز والجمال والبشر وهو ينقل بواسطة البعوض خلال فترات المطر الكثيف أو عند ازدياد نسبة الرطوبة كان أول بلاغ عن المرض بين المواشي من قبل البيطريين في كينيا عام .1900
حمي الوادي المتصدع توجد عموما في مناطق شرق وجنوب إفريقيا في أماكن تربية الماشية ويؤثر الفيروس بصفة أولية علي الحيوانات ثم ينتقل إلي الإنسان المخالط للحيوانات المصابة وأكثر انتشار وبائي حيواني تم ملاحظته لمرض حمي الوادي المتصدع كان في كينيا عام 1950 – 1951 وأدي الوباء إلي موت100. ألف من الغنم كما نقل المرض لإفريقيا الغربية في عام 1987 بسبب إنشاء مشروع نهر السنغال حيث سبب المشروع فيضانا في منطقة نهر السنغال المنخفضة مما أدي إلي اختلاط بين الحيوانات والبشر ثم ظهر الوباء في السودان عام 1987 وفي مصر عام 1988 حيث ينتشر الوباء في المطر الكثيف والفيضانات لأن ذلك يسمح لفقس بيض البعوض من جنس إيدس وبيض هذا البعوض يكون مصابا بالفيروس بشكل طبيعي وبالتالي يقوم البعوض بنقل الفيروس إلي المواشي بالإضافة إلي ذلك فإنه من المحتمل انتقال الفيروس عن طريق الحشرات القارصة الأخري كالنحل مثلا كما ينتقل المرض للإنسان إما نتيجة قرص البعوض والحشرات الأخري الماصة لدم المريض أو التعرض إلي دماء أو سوائل الجسم الأخري من الحيوانات المصابة .هذا التعرض يمكن أن ينتج من الذبح أو التعامل مع الحيوانات المصابة أو عند لمس اللحم الملوث أثناء تحضير الطعام أو انتقال الفيروس من خلال الرذاذ الناتج عن الحيوان المصاب للإنسان أو من عينات المختبر التي تحتوي علي الفيروس.
وأعراض فيروس حمي الوادي المتصدع غير ثابتة فهي أعراض متلازمة مع عدة أمراض أخري مثل حمي مصاحبة باضطرابات في الكبد أو حمي ترفية أو التهاب في الدماغ يؤدي إلي صداع أو غيبوبة أو تشنجات أو صدمة أو نزيف كما يؤثر المرض علي عين المصابين بالمرض حيث يؤدي بهم إلي ضعف عام في الأبصار وألم في الظهر حاد ودوخة وغثيان وفقدان في الوزن عند بدء المرض ويتعافي المصابون عادة خلال يومين إلي سبعة أيام إذا تم عمل اللازم لهم وتناولوا اللقاح الخاص بالمرض.
الحمي القلاعية
أما مرض الحمي القلاعية الذي يعد من الأمراض الفيروسية التي تنتشر بسرعة مخيفة متسببة في قتل ونفوق الأبقار والخنازير والخراف والماعز والإنسان وأثبت العلماء ذلك عام 1967 أن الإنسان ينتقل له المرض نتيجة لشرب اللبن الملوث بالمرض أو نتيجة حدوث جروح بالجلد واختلاط دم الحيوان المريض بالإنسان وأعراض الحمي القلاعية تكون علي شكل حمي تصل درجة الحرارة بها إلي 42 درجة مئوية بجانب تقرحات في الفم وعلي جلد اليدين والقدمين وتصل نسبة الخسائر به إلي 100% كما يمتنع الحيوان عن الأكل والاجترار نتيجة لظهور فقاقيع صغيرة في الفم واللسان وأيضا سيولة في اللعاب علي هيئة خيوط ضعيفة مما يؤدي إلي عدم قدرة الحيوان علي الوقوف وقلة إدرار اللبن ثم الموت المفاجيء وتكون الحيوانات حاضنة للمرض ما بين 3 إلي 5 أيام وبدأ أول ظهور له في عام 1929 في شمال القارة الأمريكية ثم أصبح وباءا في عام 1967 ببريطانيا حينما أدي إلي إعدام 442 مليون حيوان ثم عاود الظهور مرة أخري في بريطانيا أيضا عام 1981 ثم عام 1990 ثم عام 1995 ولايزال تظهر حالات من وقت لآخر حتي الآن.
والجدير بالذكر أن أحد أنواع المرض السبعة الأقل خطورة متوطنة في مصر منذ عام 1970 ثم عام 2006 ,تم اكتشاف نوع آخر منه في محافظة الإسماعيلية حيث تم إرسال عينات من الحيوانات المصابة إلي المعمل المرجعي بالمملكة المتحدة وتم السيطرة علي المرض, ولكن قد يشهد عام 2008 امتزاجا للوبائين في حالة عدم السيطرة وبالتالي سيتم القضاء علي الثروة لحيوانية ثم ينتقل للإنسان ,وبالقضاء علي الثروة الحيوانية ستتعرض إفريقيا لمجاعة أكثر وأكثر في ظل قضاء إنفلونزا الطيور علي الثروة الداجنة بها.
المصادر:منظمة الصحة العالمية -منظمة الصحة العالمية للحيوان