هل يمكن أن تتخيل عزيزي القاريء يوم الأحد ولم تصدر وطني؟إن تأخر أي صحيفة عن موعد نزولها إلي يد القاريء هو درب من الانتحار الصحفي وبالتالي فإن عنصر الوقت في العمل الصحفي هو في المقام الأول من حيث الأهمية.
وفي وطنينعيش دورة دقيقة من العمل الأسبوعي حتي تتمكن الجريدة من الطباعة ليلة السبت وتكون في يد القاريء في أي مكان من أرجاء المحروسة صباح الأحد .
والمسئول الأول عن ضبط دورة العمل في وطني حتي خروج الجريدة للنور في موعدها كل أسبوع هو أحمد حياتي أو أ. أحمد كما يحلو لأفراد أسرة وطني أن ينادونه. وعند ذكر أ. أحمد ترتسم في الذهن صورة إنسان غاية في الاحترام يمتاز بالبنيان الضخم والأناقة الشديدة ووجه يأبي الإفصاح عن المشاعر وهدوء يحار المحررون الشباب في تقسيمه. ولكن الصفة الأهم لأحمد حياتي هي التزامه المتناهي في العمل.
كده الجرنال حيقع!!
وبقدر التزام الأستاذ أحمد الشخصي في العمل فهو يطالب كل فرد فيوطنيبمثل هذا الالتزام والتعبير الشهير له إذا تهاون أحد في تسليم عمله في موعده هو التهديد الغاضبكده الجرنال حيقعوبالطبع لايقع الجرنال,ليس لأن الكلام كان يحمل مبالغة, لكن لأن الأستاذ أحمد يقف كالأسد مطالبا الكل بأداء واجبه وتسليم العمل في دقته- لأن بين يديه تقع مسئولية الإعداد لطباعة الـ24 صفحة من وطني فأي تأخير في تسليم مادة أو صورة يؤثر بصورة مباشرة علي إعداد الصفحة بأكملها وبالتالي علي بقية الصفحات.
والمتعامل مع الأستاذ أحمد لايمكنه إلا أن يلحظ وبمنتهي القوة مدي حبه لوطني وهو يقدم عمله في الأهمية علي أي اعتبار آخر حتي أنه قد يفضل العمل في أيام الأعياد أو الإجازات الرسمية حتي يضمن صدور الجريدة في موعدها. ولم أتمالك نفسي من أن أسأله ذات مرة أ. أحمد… ألا تعترض زوجتك أو أبناؤك علي خروجك إلي العمل يوم عيد؟فكانت إجابته هم يعرفون جيدا كم أحب وطني.
شهامة أب
وبسبب الالتزام الصارم للأستاذ أحمد في العمل: فإن الكثير من الشباب بوطني يخشونه ويعتقدون أنه شديد القسوة عليهم, ولكن تدور الأيام ويكتشفون أن أ. أحمد رغم صرامته فهو في منتهي الشهامة وهو أب يهب لأداء أية خدمة لأبنائه وأذكر أن إحدي الزميلات التي كثيرا ما تضررت من صرامة أ. أحمد جاءت يوما باكية من أجل مشكلة ما تعرض لها شقيقها ولما استمعنا لها قال لها أحد الزملاء:الأستاذ أحمد يمكنه مساعدتك فردت في دهشةوهل يمكنني أن أطلب منه؟ولما شجعها الزميل ذهبت إلي أ. أحمد وعرضت عليه المشكلة وطلبت منه التدخل وبالفعل تم حل المسألة في أقل من ثلاثة أيام.
حكاية الجنيه
ويشكل مساء الجمعة أحرج وقت في إخراج الجريدة, حيث إنه الوقت للإعداد النهائي للطباعة فتلتهب الأعصاب وتتعالي الأصوات الغاضبة ويتصاعد السباق مع الزمن.ويمتلك أحمد حياتي حسا صحفيا وملكة قوية في استخدام وتطويع مفردات اللغة وحرفية عالية في إعداد الصفحات وحدث في أحيان عدة أن يطرأ خبر مهم أثناء وجوده بالجريدة في المطبعة فيقرر ضمه فورا للصفحة الأولي قبل الطباعة بدقائق وهو أفضل من يمكن اللجوء إليه في حالة ما إذا أردت معرفة المساحة المطلوبة لمادة معينة أو لنصيحة خاصة بعنوان ماء أو ببروتوكول ترتيب أسماء أو صور المسئولين.
ورغم هذه الحرفية العالية فإن الأستاذ أحمد يتقبل بروح رياضية أيقفشةينبهه إليها أي من الزملاء بل ويكافؤه عنها بإعطائه جنيها ممهورا بتقديره وإمضائه وقد أصر أحد الزملاء علي تصوير هذا الجنيه ووضع الصورة علي شاشة الكمبيوتر اعتزارا منه بهذا التقدير.وظل هذا الجنيه يطالعنا علي الشاشة كلما دخلنا الحجرة لأسابيع طويلة!!
شكرا أ. أحمد
وفي مقابل الصرامة المتناهية في العمل نجد الأستاذ أحمد يتمتع بروح المرح وابتسامة رائعة وكثيرا ماينطلق علي سجيته يمكن النوادر ويطلق القفشات والضحكات.
وليس أدل علي التأثير العميق للأستاذ أحمد علي كل من يعمل معه من القصة التي حدثت مع أحد الزملاء الشباب الذي خطب زميلة له, وفي أول زيارة له لمنزل خطيبته سألته والدة العروس إن كان يريد كوبا من الشاي فما كان منه إلا أن أجاب:لا شكرا يا أستاذ أحمد!!ويذكر لتلك السيدة الفاضلة أن هذا الزميل مازال خطيبا لابنتها!