تعد الكتابة عن رجل أعمال أمر محفوف بالمخاطر من عدة جوانب ليس أقلها الاتهامات السريعة بالتزلف والنفاق.ولكن ماذا لوهناك كلمة حق..هل يكتمها المرء خوفا من أصحاب الحناجر العالية.أظن أن دورنا هو نشر الحقائق حتي لو كره الكارهون.من هذا المنطلق أحاول أن أجيب علي هذا السؤال الذي تحول إلي اتهام وتقرير واقع والذي يدور حول رجل الأعمال نجيب ساويرس وإفساد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.حاول العديد من أصحاب الأقلام إرجاع كل خطايا المهرجان للراعي الرئيسي ساويرس فإذا لم يجد الصحفيون دعوات لحفل الافتتاح أو الختام فالسبب هو ساويرس وعمال شركاته..علي الرغم من أن هذه المعاناة مكررة منذ عدة سنوات والسبب فيها العدد الضخم الذي ترشحه كل جريدة من صحفيين إلي جانب طلاب المعاهد الفنية.والأمر برمته يتطلب حالة تنظيم من المكتب الصحفي للمهرجان, كما أنه إذا تم الإخلال بجدول العروض وتم عرض فيلم مغربي بدلا من الفيلم الإيطالي المعلن عنه..أو فيلم تركي بدل الألماني فرن السبب هو الراعي الرئيسي, مع أني أتابع فعاليات المهرجان منذ عدة سنوات وعدم الالتزام بجدول العروض صفة أساسية فيه بل إن واحدا من كبار النقاد أتهم ساويرس بوضع العلامات التجارية لشركاته بصورة كبيرة علي كل فعاليات المهرجان…مع أن كل الرعاة يضعون علامتهم التجارية ,وأري أنه من حقهم في مقابل كل النفقات التي يقدمونها لخدمة المهرجان منها استضافة الوفود,بل وطبع الكتب الخاصة بالمهرجان والتي تميزت هذا العام بالفخامة والأناقة وهو أمر لم يشر إليه أحد..ففي ظل الدورات السابقة كانت الكتب التي تتحدث حول المكرمين بالمهرجان عبارة عن نبذات صغيرة أبيض وأسود ليست فيها أي معالم للذوق ولا للجمال,وهذه هي المرة الأولي التي يصدر فيها كتاب عن المكرمين بالدورة بصورة جيدة,ولا يقل فخامة عن السينما البريطانية وآخر عن نجيب الريحاني, وكتاب نقدي بعنوان سنوات الضحك في السينما المصريةللزميل طارق الشناوي.
ولعل من أطرف الانقادات الأتهام الذي وجه لساويرس بأنه صاحب فكرة إهداء الدورة لاسم الفنان الكبير نجيب الريحاني لأن اسمه نجيب مثله!!فبدلا من أن يتم توجيه الشكر لرجل الأعمال الذي تذكر فنانا كبيرا بحجم وقيمة نجيب الريحاني مر علي رحيله نحو 58 عاما ولم يذكره أحد..يتهم بالاستحواذ علي المهرجان! إنها بالفعل حالة استعداد وتصيد ظهرت بوضوح في ندوة فيلم بلد البنات حيث وقف أحد الصحفيين.مؤكدا أن هذا الفيلم دخل المهرجان لأن ساويرس شارك في إنتاجه ولسوء حظ صاحب الاتهام أن منتج الفيلم كان موجودا ونفي ذلك بالكلية.
لا أشك في أن حالة العداء هذه سببها التصريحات التي حرفت علي لسان ساويرس والخاصة بحالة التشدد في الشارع المصري.لذلك رأيت أن أقول للرجل كلمة يستحقها هي شكرا لكل ما قدمته للمهرجان وأرجوك لا تهرب.
E.M:[email protected]