بعد فترة طويلة من الإهمال نظرت الدولة إلي معبد إسنا,فعلي الرغم من أن هذا المعبد يقع جنوب مدينة الأقصر بحوالي 60 كم,إلا أنه لم يحظ بأي اهتمام أو تطوير,إلا في الفترة الماضية حينما بدأت وزارتا السياحة والثقافة بالتعاون مع محافظة قنا في تنفيذ خطة طموحة بتحويل منطقة معبد إسنا الأثرية إلي متحف مفتوح يطل علي النيل مباشرة ويصبح المعبد علي مرمي بصر السائحين أثناء تواجدهم بالبواخر السياحية بالمرسي وحتي دخولهم المعبد باستثمارات تصل إلي 100 مليون جنيه,وتهدف إلي وضع المدينة علي الخريطة السياحية وجذب رؤوس الأموال العاملة في مجال السياحة بما يساهم في إيجاد فرص عمل للشباب.
وقد صرح اللواء مجدي أيوب, محافظ قنا, بأنه وضعت خطة يتم تنفيذها علي ثلاث مراحل.
المرحلة الأولي:
سحب المياه الجوفية من داخل وحول المعبد,وترميم جدران المعبد بإزالة آثار الإصلاح وتثبيت النقوش والألوان الزاهية بالأعمدة والسقف بأيدي الأثريين المصريين باستخدام أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية وبتكلفة بلغت 5 ملايين جنيه وهذه المرحلة تم تنفيذها فعلا.
المرحلة الثانية:
تشمل تطوير الميناء النهري والمرسي السياحي في المسافة من مجلس المدينة جنوبا وحتي قناطر إسنا شمالا بالتعاون مع وزارة الري,بحيث تستوعب الأعداد الكبيرة من البواخر السياحية والمتوقع وقوفها بالمرسي مع وضع المدينة علي خريطة وبرامج الشركات السياحية. وجار حاليا إنشاء كورنيش ومرسي سياحي علي النيل.
المرحلة الثالثة:
تهدف إلي إزالة جميع المباني والمنازل والأكشاك حول حرم المعبد في المسافة من مدخل المعبد وحتي نهر النيل بطول 750 مترا والتي يتم حاليا حصرها وتشكيل لجان لنزع الملكية وتعويض أصحابها بالمبالغ المالية اللازمة..
كما يتم حاليا إقامة سوق سياحية متطورة تضم بازارات وكافتيريا ومراكز اتصالات.
وأضاف السيد زين العابدين فخري, رئيس مدينة إسنا, أن المرحلة الأخيرة تشمل دهان واجهات جميع المنازل بالمنطقة المحيطة بالمعبد باللون الأبيض وتنفيذ مشروع الصوت والضوء بكل اللغات والذي يحكي تاريخ المعبد كواحد من أجمل المعابد الأثرية المتكاملة التي تعود إلي العصر الروماني وتعتبر تحفة فنية رائعة.
معبد إسنا:
يقع معبد إسنا في منتصف المدينة علي مقربة من النيل,إنه يبعد عن النيل بشارع صغير لذلك أقيم مرسي نيلي أمامه وغالبية الزائرين من السياح يأتون عن طريق الرحلات النيلية.
معبد إسنا لم يكتشف جميعه حتي الآن. أما المعبد الحالي فقد أقيم في عهد البطالمة علي أنقاض معبد قديم من الأسرة الثامنة عشرة وهو مخصص للإله خنوم إله الخلق في مصر الفرعونية سنة 1703-1462ق.م.
الواجهة مستندة إلي 24 عمودا ذات تيجان كل واحد منها عليه نقوش مصرية وفي أسقف هذه المباني توجد منطقة البروج من عصر الرومان كانت بمدينة دندرة. والهيكل كان مكرسا لعبادة الثالوث وهو معبود خنوم الذي يرسم علي هيئة كبش وزوجته نيبوت وابنها كاهرا وهي المعبودات التي تراها علي مدخل الباب رسوم بأنواع,وعلي جانب المدخل توجد حجرة صغيرة كانت مطهرا للكهنة, وفوق جدران المعبد المعبودات وغيرها من جملة رسوم من الإمبراطورية الرومانية.
وبصحنه فتحتات من الظاهر أنها موصلة غرب المدينة وهي التي تدل علي ما كان عليه المعبد من الاتساع وقد ردم مع طول الزمن ولا يري الزائر منه سوي القاعدة الأولي ذات العمد وعلي جدرانها يظهر اسما الإمبراطورين كلاوديوس وفسبازيان. كما يظهر في أسفل الطرف قرص الشمس المجنح وتبدو علي هذه القاعدة ذات العمد أمارات العظمة ويستند سقفها علي 24 عمودا في ستة صفوف وتزين المناظر الفلكية,سقفها وعلي جانب مدخل المعبد يظهر اسم الإمبراطور الروماني دسيوس 240 – 251 وهو صاحب المرسوم الشهير بأنه من المحتم علي كل مسيحي أن يقدم القرابين إلي آلهة الرومان فهؤلاء الذين يذعنون يحصلون علي شهادة من حاكم المنطقة بينما الذين يرفضون يستحقون الموت.