أعلن أحد المرشدين السياحيين مؤخرا بأن تمثال أبو الهول في منطقة هضبة الأهرامات الأثرية يتعرض لخطورة بالغة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي منذ عدة سنوات لمنطقة نزلة السمان التي يقع فيها تمثال أبو الهول,وأوضح أن مياه الصرف تحتوي علي نسبة عالية من المواد الكيميائية لذلك فهي أكثر خطورة,وتأثيرا علي الأحجار المكون منها التمثال مما يتسبب في تآكلها.وهذا يمثل خطرا قريبا عليه إذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية العاجلة لحمايته من التشقق والانهيار.
ولأهمية هذا الموضوع كان لنا هذا التحقيق.
قال أ.عاطف أبو الدهب مدير عام آثار القاهرة والجيزة لـوطنيإن المجلس الأعلي للآثار يقوم بإعداد دراسة ميدانية للتعامل مع ارتفاع منسوب المياه الجوفية لهضبة أبو الهول,وقام بتكليف مركز هندسة الآثار بجامعة القاهرة لعمل مجسات اختبارية لدراسة منسوب المياه الجوفية بمنطقة نزلة السماء التي تقع بها هضبة أبو الهول وذلك لمعرفة مصادر المياه لوقف الأخطار التي قد تنجم عنها,وسوف يتم طرح المشروع للمناقصة أمام الشركات المتخصصة المصرية والأجنبية خلال الفترة القادمة وأكد علي أن ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية تحت تمثال أبو الهول تم التعامل معها بنجاح منذ أكثر من عشر سنوات وذلك في إطار علمي دقيق من خلال العلماء المتخصصين في مجال المياه الجوفية وميكانيكا التربة حيث كان منسوب المياه في الماضي علي عمق مترين فقط أسفل التمثال وتم تخفيض هذا المنسوب حتي سبعة أمتار أسفل جسمه وهي مسافة آمنة لأحجار جسم التمثال.
وأشارأبو الدهبإلي أنه يتم متابعة حركة ومنسوب المياه من وقت لآخر أسفل أبو الهول,كما أن هناك فريق عمل دائما طوال العام منذ عام1997لترميم أحجار التمثال والحفاظ عليه,نظرا لأن منطقة أبو الهول تتميز بالرياح الشديدة والدوامات الهوائية مما قد يسبب نحرا لأحجار التمثال بفعل العواصف والرياح وخاصة منطقتي صدر ورقبة تمثال أبو الهول لأنهما من الحجر الجيري الضعيف.
ومن جانبه أضافكمال وحيدمدير منطقة آثار الأهرامات وأبو الهول لـوطنيأن المجلس الأعلي للآثار قام بمواجهة المياه الجوفية في مواقع أثرية عديدة ومع ذلك لن تزول هذه المشكلة نهائيا لوجود المواقع الأثرية بالقرب من النيل ومصادر مياه الأراضي الزراعية.
وأشاروحيدإلي أن مشكلة المياه الجوفية انتهت من منطقةنزلة السمانخلال السنوات الماضية بعد الانتهاء من مشروع الصرف الصحي بالمنطقة السكنية ولكنها عادت مرة أخري نتيجة عدة عوامل من بينها ترعة المنصورية والحدائق المحيطة بالمنطقة واستخدام نظام الري بطريقة الغمر.
وأوضح مدير آثار الأهرامات أن المياه التي ظهرت أمام معبد الوادي والقريب من تمثال أبو الهول هي مياه سطحية وليست جوفية,وهي تبعد عن أبو الهول بحوالي150مترا كذلك لا يوجد خطر علي تمثال أبو الهول.
ومن جانبه أضافد.خالد غريبأن اسم أبو الهول مشتق من الاسم المصري القديمباحلويعني الأسد أوبوحولويعني مكان الأسد أما معني كلمة أبو الهول باللغة العربية فهي الرهبة,القوة,والعظمة وأوضح أنتمثال أبو الهولقد نحت من الحجر الجيري وهو يمثل رأس ملك مبتسم يرتدي غطاءه المزين للرأس وله جسم أسد,ويمثل التمثال صورة إله الشمس علي الأرض حيث اعتقد المصري القديم أن الشمس دائما تشرق بين أسدين وذلك لأن لون جلد الأسد هو أقرب الألوان لأشعة الشمس عند الشروق.
وذكر أن التمثال يرجع لعصر الأسرة الرابعة الفرعونية وكان يرجح أنه يرجع لعهد الملك خفرع ابن خوفو وأن رجحت آراء أخري أنه يرجع للملك خوفو نفسه.
وأشار إلي التمثال ظل مدفونا تحت الرمال لقرون عديدة مما حفظه من عوامل التعرية الصحراوية.
وأعيد اكتشافه أثناء حمله نابليون بونابرت علي مصر في عام1798وتمت إزالة الرمال عن جسده بالكامل في عام1905إلا أنه تعرض للغمر مرة أخري بفعل دوامات الهواء التي تتميز بها هذه المنطقة,وفي عام1936م تمت إزالة جميع الرمال من علي التمثال وعمل مصدات هوائية لحمايته من الغمر بالرمال مرة أخري.