يمر هذا العام 50سنة علي صدور رواية جوستين التي تمثل الجزء الأول من رباعية الإسكندرية للكاتب البريطاني لورانس داريل واكتملت الأجزاء الأربعة لهذا العمل الإبداعي الكبير عام .1960
ولورانس داريل 1912 ــ 1999 ولد بدارجلين في الهند لوالد يدعي صمويل داريل مهندس بريطاني وأم تدعي لويزا داريل من أصول أيرلندية,وعاش أغلب سنوات حياته بعيدا عن وطنه إنجلترا مترحلا بين الهند ومصر ويوغوسلافيا ورودس وقبرص وجنوب فرنسا,حيث كانت هذه الأسفار بمثابة رحلة البحث عن الذات حيث إنه لم يتوفق في مساره الدراسي بوطنه إلي أن استقر في باريس في الثلاثينيات حيث بدأ تجربة الكتابة بصحبة صديقه الحميم هنري ميللر الذي كان مرشده إلي اكتشاف عوالم الكتابة والإنسان,ثم التحق خلال الحرب العالمية الثانية بالسلك الدبلوماسي البريطاني كملحق إعلامي بالقاهرة والإسكندرية ما بين 1941 و1944 حيث شيد معالم رباعية الإسكندرية واستجمع عناصر عمرانها المميز الذي كشف عنه فيما بعد بين 1957 و.1960
وهذه الرباعية التي لاتزال تنال اهتماما نقديا واسعا ــ ترجمها إلي العربية الدكتور فخري لبيب الذي انتهي من الجزء الأول جوستين عام 1967 في سيناء قبل الحرب بأشهر,وصدر هذا الجزء عن دار المعارف عام 1969,وفي أوائل التسعينيات قام بترجمة بقية الأجزاء بمبادرة طيبة من الأديب يوسف القعيد الذي كان متحمسا لإصدارها وبالفعل تم نشرها بدار سعاد الصباح.
وبهذه المناسبة أقام المجلس الثقافي البريطاني مؤخرا بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية احتفالية موسعة عن داريل والتأثير المستمر للإسكندرية علي الكتاب اليوم .شارك في الاحتفالية التي أقيمت بالمكتبة الكاتب مايكل حاج الذي تحدث عن رحلة داريل للإسكندرية ولماذا رأي في المدنية الموقع المثالي لعمله,وتناول الشاعر بيتر بورتر محرر طبعة جديدة من أشعار داريل ــ شعر داريل المتوسطي والأثر الذي تركه علي كتاباته السردية التالية,أيضا شاركت بنيلوب داريل ابنة الكاتب الكبير التي تكلمت عنه كأب واستعرضت عددا من الصور العائلية بالإضافة إلي قراءات للكتاب السكندريين إدوار الخراط من ترابها زعفران وبنات إسكندرية. وإبراهيم عبد المجيد من لا أحد ينام في الإسكندرية,وقرأ هاري تزالاس من مجموعته وداعا للإسكندرية
جدير بالذكر أن الدكتور محمد عوض مدير مركز دراسات البحر المتوسط أطلق خلال الاحتفالية حملة للحفاظ علي بيت داريل بالإسكندرية إضافة إلي مشاركته مع الكتاب محمد سلماوي وأسامة أنور عكاشة وإبراهيم عبد المجيد في مائدة مستديرة حول الحفاظ علي المواقع الأثرية في زمن التطور الحضري,كما نظم المجس البريطاني علي هامش الحدث جولة في المدينة للمشاركين في الاحتفالية لزيارة الأماكن الأساسية في أعمال داريل وآخرين ممن كتبوا عن المدينة وسوف يتم تسجيل هذه الأماكن في خريطة مطبوعة بعنوان الإسكندرية الأدبية