مزمور 33 دعوة للتسبيح,بدأه المرنم بوصف المسبحين بأنهم الصديقون والمستقيمون,ثم قال إن التسبيح كلمات ولحن وأصوات وآلات موسيقية:
(أ) هناك الكلمات:وهي نتيجة انفعال مؤمن يحب الرب لأنه لمس قلبه بإحسانه ,فيفيض بكلام صالح وينشد قصيدة يمجده بها.لأن مراحمه لا تزول وهي جديدة في كل صباح مرا3:23,22. وقد ينفعل المؤمن نفسه فيضع لكلمات تسبيحه لحنا موسيقيا مناسبا,أو قد يقرأ الكلمات مؤمن آخر فيتأثر بها ويلحنها لمجد الرب.
(ب) وهناك الأصوات :ترتفع وتشدو بالترتيل بعضها جميل يرنم في الجوقة ,وبعضها يعوزه الجمال ولكنها كلها تشترك في تسبيح الرب وشكره لأنه وهبها التبرير والموقف السليم منه,وأعطاها الحياة الجديدة ولسان الترنم فالترتيل واجب كما أنه امتياز.
(ج) وهناك الآلات الموسيقية:تصاحب الترنيم لتضفي عليه جمالا من عود وربابة ذات عشرة أوتار وهي أفضل آلاف العزف في زمام المرنم,لكن حتي لو لم تكن هناك آلات عزف فإن المؤمنين يترنمون ويرتلون في قلوبهم للرب أف 5:19 وفي هذا التسبيح تشابه وجدة غنوا له أغنية جديدة .أحسنوا العزف بالهتاف ( آية 3) ويرنم المؤمنون في تسابيح فردية أو مع المؤمنين في شركة جماعية,ويرنم المؤمنون وهم يسبحون إله الخليقة (آيات 4ــ 11).
1ــ بسبب استقامته وأمانته: لأن كلمة الرب مستقيمة وكل صنعه بالأمانة .يحب البر والعدل.امتلأت الأرض من رحمة الرب (آيتا 5,4).كلمات الرب وأفعاله مستقيمة وأمينة وكلاهما يعلنان عن إرادته الصالحة كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق,نازلة من عند أبي الأنوار,الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران يع 1:17 لهذا يهتفون له :العدل والحق قاعدة كرسيك الرحمة والأمانة تتقدمان أمام وجهك مز 89:14 تشهد الطبيعة لأمانته بصدق قوانينها فيمكنك مثلا أن تعتمد دائما علي قانون الجاذبية وتستخدمه في حياتك وتعلمنا صدق قوانين الله أن أمانته مطلقة وأنه كثير الإحسان والوفاء ( خر 34:6).
2ــ بسبب عظيم قوته: بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فمه كل جنودها (آية 6).خلق الله السموات بكل ما فيها من كواكب وملائكة كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان 0 يو1:3) من جمع الريح في حفنتيه؟ من صر المياه في ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟ (أم 30:4) وجنود السماء هم الشمس والقمر والنجوم لأنها تتحرك كجيش منضبط طاعة لأمر الله ارفعوا إلي العلاء عيونكم وانظروا.من خلق هذه؟…لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يفقد أحد إش 40:26.
يجمع كند أمواه أليم ( آية 7أ):في البدء كانت المياه تغطي اليابسة,فقال الله : لتجتمع المياه تحت السماء إلي مكان واحد,ولتظهر اليابسة .وكان كذلك ودعا الله اليابسة أرضا ومجتمع المياه دعاه بحارا ( تك 1:10,9).فهل يستطيع أحد أن يوقف الماء كحائط؟ الله وحده يفعل ذلك بواسطة أنبيائه الصالحين الصادقين :فعله بواسطة موسي وبواسطة يشوع وبواسطة إيليا وبواسطة أليشع ففي وقت الخروج مد موسي يده علي البحر الأحمر فأجري الرب البحر وبريح شرقية شديدة كل الليل,وجعل البحر يابسة,وانشق الماء فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر علي اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم خر 14:22,21) ,فقالوا في تسبحة النجاة بريح أنفك تراكمت المياه.انتصبت المجاري كرابية.تجمدت اللجج في قلب البحر (خر 15:8) وفي وقت عبور نهر الأردن عند إتيان حاملي التابوت إلي (نهر) الأردن وانغماس أرجل الكهنة حاملي التابوت في ضفة المياه والأردن ممتلئ إلي جميع شطوطه..وقفت المياه المنحدرة من فوق وقامت ندا واحدا يش 3:16,15).أما إيليا فقد أخذ رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق إلي هنا وهناك,فعبرا كلاهما إليا وأليشع في اليبس 2مل 2:8 وعندما أخذ أليشع رداء إيليا ذهب إلي نهر الأردن وقال أين هو الرب إله إيليا؟ ثم ضرب الماء أيضا فانفل إلي هنا وهناك فعبر أليشع (2مل 2:14).
يجمع اللجج في أهراء ( آية 7ب) الأهراء هي المخازن .ويقصد المرنم أن الله العظيم يخزن المياه في السحب وفي البحار والمحيطات ليستخدمها في الوقت الذي يريده لتحقق أغراضه,كما قيل إنه يوم طوفان نوح انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم,وانفتحت طاقات السماء (تك 7:11) وقال الله لأيوب أدخلت إلي خزائن الثلج,أم أبصرت مخازن البرد,التي أبقيتها لوقت الضرر ليوم القتال والحرب؟ (أي 38:23,22).
3ــ بسبب شمول سلطانه: لتخش الرب كل الأرض ليخف كل سكان المسكونة .لأنه قال فكان. هو أمر فصار (آيتا 9,8) خلق الله الكون وما فيه بكلمة منه,ويطلب المرنم أن يعترف كل سكان الأرض بسلطانه الذي يمتد إلي كل الأرض وليس إلي شعبه فقط ويطلب من أجل كل أمم الأرض أن يخافوا الرب لأن مخافته بدء الحكمة ( أم 9:10) يتمتع سكان الأرض جميعا من أبرار وأشرار بعطايا الله,وعليهم جميعا أن يتقوه ويسبحوه لأنه يرعاهم ويحفظهم بمعجزاته كل يوم سواء الشمس ذات يوم,أو لم نجد أوكسجينا في الجو؟لو أننا فكرنا في معجزاته معنا لنادينا بعضنا بعضا قائلين :اهتفوا أيها الصديقون بالرب.بالمستقيمين يليق التسبيح.
4ــ بسبب حكمة تدبيره:الرب أبطل مؤامرة الأمم لاشي أفكار الشعوب,أما مؤامرة الرب فإلي الأبد تثبت أفكار قلبه إلي دور فدور (آيتا 11,10).في قلب الإنسان أفكار كثيرة لكن مشورة الرب هي تثبت (أم 19:21).قلوب قادة الدول وتدبيراتهم وقراراتهم في يده.إنهم يفكرون ويتآمرون والله يخطط ويدبر فإذا تناقضت أفكارهم مع أفكاره تبطل مؤامراتهم وتتلاشي أفكارهم لأنها شريرة .أبطل الله مشورة أخيتوفل الشريرة (2صم 15:31و17:23) وقلب خطط هامان الأثيم علي رأسه (أس 8:7) أما مؤامراته فتثبت إلي الأبد وأفكاره إلي دور فدور لأنها تدبيرات محبة والمحبة لا تسقط أبدا. إلهنا الصالح يخطط لكل سكان الأرض تخطيط الأب المحب فما أعظم هذا الإله الذي يليق له التسبيح.
تساءل المرنم: لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب في الباطل؟ قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معا علي الرب وعلي مسيحه..الساكن في السموات يضحك (مز 2:1ــ4) وكأن مجموعة أطفال صغار يريدون أن يهدموا جبلا! ستتحقق رغبات قلب الله المحب,وستنهزم الشرور! هيجوا أيها الشعوب وانكسروا.وأصغي يا جميع أقاصي الأرض.احتزموا وانكسروا.احتزموا وانكسروا تشاوروا مشورة فتبطل تكلموا كلمة فلا تقوم .لأن الله معنا ( إش 8:10,9)
في المقال القادم بمشيئة الرب نتأمل تسبيح إله البشر( آيات 12:19).