+ معلم :- فدخل إحدي السفينتين التي كانت لسمعان و سأله أن يبعد قليلا عن البر ثم جلس و صار يعلم الجموع من السفينة (لو5: 3) إنه المعلم الأعظم الذي الكل خاضع ومتعلم منه حينما وصفه النشيد قال حبيبي أبيض وأحمر معلم بين ربوة (نش5: 10) وحينما تنبأ عنه إشعياء قال هكذا يقول الرب فاديك قدوس إسرائيل أنا الرب إلهك معلمك لتنتفع وأمشيك في طريق تسلك فيه (إش48: 17) فهو المعلم الذي جاء لينير لنا طريق الحياة بشروق شعاع حبه الصادق في قلوبنا ليصل بنا إلي الأمجاد بنقاوة تعليمه كما يقول الكتاب لأن الله الذي قال إن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح (2كو4: 6) فمخلصنا يسوع المسيح جاء لنا علي شاطي الحياة راكبا في سفينة العهد الجديد بعد أن فشلت سفينة العهد القديم طوال الليل ولم تصطد شيئا واستحق أن يقول معلما تلاميذه في عظته التي أوردها لنا القديس متي قائلا: لا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح (مت23: 10) أي معلمو العهد القديم فشلوا ولا يستحقون هذا اللقب لأن معلم الخليقة جاء ليبذر بذاره.
+ وتعليم:- و لما فرغ من الكلام قال لسمعان ابعد إلي العمق وألقوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ولكن علي كلمتك ألقي الشبكة. و لما فعلوا ذلك أمسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق (لو5: 4-6) علم مخلصنا له المجد جماعة التلاميذ الحب والعطاء والطاعة ثم ارتقي بهم إلي مرحلة أخري وهي الدخول إلي العمق مشاركين ومحتملين كل شيء ليغترفوا لأنفسهم بركات الطاعة وهم واثقون أنه تعليم نابع من فوق طاهر ونقي كما يقول الكتاب قائلا وأما الحكمة التي من فوق فهي أولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة وأثمارا صالحة عديمة الريب والرياء (يع3: 17) لقد اخترق السيد الطبيعة وعرف تلاميذه أنه يستطيع كل شيء حتي ولو كان فائقا للطبيعة وأوجد لهم السمك الكثير في العمق أي أن البركة لا نشعر بها إلا إذا دخلنا في عمق العلاقة الإلهية المملوءة حبا وعطاء فالجلوس علي شاطيء العالم حتي ولو طال فكله تعب بدون فائدة كما اختبره الحكيم وقال ثم ألتفت أنا إلي كل أعمالي التي عملتها يداي وإلي التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس (جا2: 11) ما أعظمه تعليم يخرج بنا بعيدا عن شاطيء العالم ليغرس فينا حب السماء والدخول الي العمق مع الله.
+ وثقة:- و لما فعلوا ذلك أمسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق… فلما رأي سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ. إذ اعترته وجميع الذين معه دهشة علي صيد السمك الذي أخذوه. و كذلك أيضا يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس.و لما جاءوا بالسفينتين إلي البر تركوا كل شيء وتبعوه (لو5: 6-11) الثقة كانت بداية الإيمان والإيمان العامل بالطاعة كانت ثماره البركة وكان عنوانه الشعور بعدم الاستحقاق ثم كملت الثقة في تعاليم المخلص بحياة الترك والاعتماد علي النعمة الإلهية إنها ثقة في معلم أمين وتعليم نقي كانت ثمارها البركة والخضوع وحياة التلمذة الرسولية التي أخرجت لنا بطرس الصخرة ويعقوب البركة ويوحنا الحب والحنان أكيد أصابوا حينما تركوا كل شيء وتبعوه وكلهم ثقة وإيمان بما يكرزون لذا قال الرسول فإذ لنا روح الإيمان عينه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت نحن أيضا نؤمن ولذلك نتكلم أيضا. عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضا بيسوع ويحضرنا معكم. لأن جميع الأشياء هي من أجلكم لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالأكثرين تزيد الشكر لمجد الله (2كو4: 13-15) فشكرا للمعلم الذي قاد البشرية بتعليمه الأمين إلي الثقة في وعود الله والإيقان بالأمور التي لا تري وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع قدرة إلهية.. وثرثرة شيطانية.. وتوجيهات أبوية.
[email protected]