أعود لمواصلة عرض آراء البرلمانيين حول القانون الموحد لبناء دور العبادة ونحن نستهل دورة برلمانية جديدة,سعيا وراء حشد تأييد وطني لإصدار القانون المسكوت عنه من جميع الأطراف:أولها مجلس الشعب الذي سبق أن عرضت لائحته التي تنص علي تذكيره الحكومة في بداية انعقاد كل دورة برلمانية بمشروعات القوانين التي أجازتها لجنة الاقتراحات والشكاوي وتنتظر العرض علي المجلس,وثانيها الحكومة التي تستمر في تجاهل هذا القانون ولا تضعه ضمن خطتها التشريعية,وثالثها الحزب الوطني الذي عقد مؤتمره السنوي الخامس علي التوالي دون أي ذكر للقانون الموحد لبناء دور العبادة الذي يقارب عمره الآن في طابور الانتظار التشريعي نفس الخمس سنوات مثله مثل عمر مؤتمرات الحزب الوطني…ومن الطبيعي أن يخلف ذلك الصمت والتجاهل علامات استفهام وتعجب حول مدي إدراك هذه الأطراف الثلاثة لحتمية إصدار هذا القانون لإغلاق الباب الذي تأتي منه المشاكل-التي يطلق عليها طائفية-بين الحين والآخر…فتعالوا معي في جولة سادسة مع آراء البرلمانيين في هذا الخصوص:
**الأستاذ مصطفي بكري-النائب المستقل بمجلس الشعب:القانون الموحد لبناء دور العبادة له أهمية كبري والحاجة له باتت ملحة لإزالة العقبات التي تحول دون إقامة بعض دور العبادة,وخاصة بالنسبة للأقباط الذين يعانون من مشاكل عديدة عند إقدامهم علي بناء الكنائس أو إصلاحها,كما أنه ليس معقولا أن إصلاح دورة مياه بكنيسة لا يزال عملا ينتظر موافقات من محافظ أو من جهاز أمني…جميع تلك المشاكل يجب معالجتها في إطار قانون يقنن حرية البناء والضوابط التي تحكمه بعيدا عن أي مخطورات وفي ظل التعديلات الدستورية التي رسخت حقوق مواطنة متساوية للجميع,ذلك يؤدي إلي إعادة الطمأنينة إلي نفوس الجميع وإطلاق حرية بناء المساجد والكنائس والقضاء علي حالة الاحتقان السائدة في هذا المجال…سوف أعمل علي إقرار هذا القانون عندما يعرض علي المجلس.
**المستشار الدكتور إسكندر غطاس-عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني:هناك وثيقة تاريخية بالغة الأهمية في التاريخ البرلماني الحديث كان نصيبها التجاهل من البرلمان والحكومات المتعاقبة تستوي في ذلك السلطة التشريعية مع السلطة التنفيذية…إنها وثيقةتقرير لجنة العطيفيالتي ترجع إلي عام1972 والتي شكلها مجلس الشعب عقب الأحداث الطائفية بالخانكة لتقصي الحقائق,وتضمن تقرير اللجنة حقائق مهمة وتوصيات ملحة لدرء أخطار النزاعات الطائفية التي تنفجر بين الحين والآخر نتيجة الخلل في التشريعات الحاكمة لبناء الكنائس,وقد وافق مجلس الشعب في حينه علي تقرير اللجنة وما انتهت إليه من أن دور العبادة يجب أن تتحكم في بنائها قرارات موحدة بلا تمييز أو تفرقة أو قيود…والآن وبعد مضي 36سنة علي تقرير العطيفي دون عمل شئ تستمر الاحتكاكات الناجمة عن مسألة التصريح بإقامة دور العبادة للمسيحيين والتي تشعلها جماعات متطرفة لا تبغي خيرا لهذا الوطن,وقد تبني المجلس القومي لحقوق الإنسان مشروع قانون لتنظيم بناء دور العبادة وصيانتها,لكن للأسف توجد مؤشرات علي النية للمضي قدما نحو دراسته واتخاذ خطوات نحو تفعيله ومن الواجب أن ينظره المؤتمر العام للحزب الوطني,تمهيدا لتوجيهه في المسار التشريعي.
**فضيلة الشيخ الدكتور إسماعيل الدفتار-عضو مجلس الشوري:الإسلام أعطي الحرية الكاملة لغير المسلمين في العبادة وإقامة الشعائر الدينية وبناء دور الصلاة,والأمر واضح في القاعدة الشرعية التي تقوللهم ما لنا وعليهم ما عليناومن هنا لا مانع من وجود قانون موحد لبناء دور العبادة يؤسس قواعد تنظيمية تنطبق علي الجميع دون تفرقة,علما بأن ثقافة المجتمع أصبحت تحتاج إلي جهد للقضاء علي المعوقات الإدارية ونشر ثقافة التسامح والمودة والتعاون وعدم التعصب…هذا القانون عند عرضه علي مجلس الشوري سوف يأخذ حقه في الدراسة والمناقشة في حدود القاعدة الشرعيةلا تظلمون ولا تظلمونولعل النواب المنتخبون أولي بالتصدي له من النواب المعينين,لكن لو احتاج الأمر بمبادرة لتفعيل القانون المقترح.
**الدكتور وديع فكري غالي-عضو مجلس الشوري:أجندة الحزب الوطني التشريعية تخلو من القانون الموحد لبناء دور العبادة,لكني أؤكد أن الحزب مهتم بهذا القانون وسوف يختار الوقت المناسب لعرضه خلال الدورة البرلمانية المقبلة,فالقانون سيعمل علي القضاء علي حالة الاحتقان والمشاكل الطائفية المصاحبة لبناء وترميم الكنائس,فهو ينص علي تبعية دور العبادة لقانون الإسكان بحيث تعامل كمبني عادي ولا تخضع لضوابط أو شروط خاصة غير ذلك…سوف أقوم بتأييد القانون المقترح من المجلس القومي لحقوق الإنسان,لأنه في مجمله مطلوب لتحقيق الصالح العام,بل إنني كنت أتمني لو تم عرضه في دورات سابقة لنقي أنفسنا من مشاكل واضطرابات حدثت بالفعل.
***سوف أواصل رعاية وعرض هذه الحملة الوطنية من أجل إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة…ولعل من الأمور الباعثة علي الأمل في هذا الخصوص ما أعلنه الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون البرلمانية أثناء عرضه الأجندة البرلمانية مؤخرا,وفي إطار رده علي استفسار مقدم من النائبة الدكتورة إبتسام حبيب عضوة مجلس الشعب حول خلو الأجندة من القانون,من أن القانون معروض في الوقت الحالي علي مجلس الوزراء,حيث تجري دراسته,لكن هذا لا يعني أن تضع حملتنا أوزارها أو تسدل الستار علي القانون المسكوت عنه.