* * الأنبا أثناسيوس أسقف بني مزار قال:
سيدي حبيب الكل…راعي كنيسة المسيح التي اقتناها بدمه…مثبت أساس الرهبنة التي وضعها القديس أنطونيوس الكبير…نحن في الكنيسة القبطية كنا قبل هذا العصر المستنير بالنعمة الإلهية نعلم عن حياة الرهبنة من الكتب,ولكن في عصرنا هذا نحن المحظوظين نعيش نهضة عميقة في حياة الرهبنة فجذبت يا أبانا كثيرين من كل مكان حتي من الغربيين,وصارت للكنيسة القبطية أديرة في تكساس وأستراليا وكندا,بل واختير منهم أساقفة عاشوا الحياة الرهبنية العميقة…هذا موجز بسيط عن حب الرهبنة التي جمعت الكل ببركة قداسة البابا شنودة المعين من السماء,راعي الكرازة المسيحية المرقسية,ورئيس الرهبنة القبطية…الناسك…المحتمل للآلام الذي سوف يمجد لأجلها…نسأل الله من كل قلوبنا أن يعيده إلي كرسيه سالما.
* * تحدث الأب جرجس لوقا قائلا:
وجود قداستكم معنا دليل علي انتشار الكرازة ببركتكم في كل مكان بالمسكونة…
وعقب قداسة البابا قائلا:
أبونا جرجس أول كاهن لنا في فرنسا وأريد أن أقول إن هذا الانتشار الكبير عمل ربنا وليس عمل فرد اسمه ##الأنبا شنودة## والمزمور بيقول ##إن لم يبن الرب البيت فباطل تعب البناؤون##…الكنيسة القبطية أول ما نشأت كان اسمها كنيسة الإسكندرية,وكرازة مارمرقس في الإسكندرية وخارجها,وكذلك الكنيسة الكاثوليكية مع أنها انتشرت في بلاد العالم اسمها كنيسة روما وإن كان مارمرقس قد بدأ بكرازته فنحن ما نعمله تكميل وامتداد لكرازة مارمرقس…نحن نحاول ونطلب من نعمة ربنا أن تساعدنا علي إكمال كرازة مارمرقس.
ونشكر ربنا أنه أعاننا وأعطانا القوة لكي لا نعطل عمل نعمته فينا…أقصي ما يمكن أن يعمله الإنسان هو الاستجابة لنعمة ربنا العاملة…وأذكر هنا بولس الرسول الذي تعب أكثر من جميع الرسل,ولكنه قال ##ليس أنا ولكن نعمة الله##…وأضاف قداسة البابا حول وجوده بعيدا عن مقر الكنيسة قائلا: ##أنا لا أعرف لي مقرا إلا قلوبكم المملوءة بالحب…وعن هذا المقر لم أغب لحظة واحدة ولا طرفة عين…المقر ليس فقط قارات العالم التي وصلت إليها الكرازة,ولكن المقر هو قلوب الناس…واحتفال اليوم يعتبر دليلا علي وجودي في قلوبكم##.
* * تحدث نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية قائلا:
* * جيد أن نلتقي لتهنئة البابا في عيد الرهبنة…احتفالنا اليوم هو احتفالنا بمدرسة رهبنية جديدة,حيث يدور في ذهني ما عشناه في النصف الأول من القرن العشرين,حيث تمت رسامة الراهب أنطونيوس السرياني وأسس المدرسة التي تتميز بالتلمذة الروحية…مدرسة أثرت علي مستقبل الكنيسة وأثرت علي الأجيال القادمة…نحن في شبابنا كنا نحب التكريس ونبحث عمن يعلمنا الرهبنة والحياة الروحية فنجلس بالساعات مع أبينا أنطونيوس ليشرح لنا…وكنا لا نجد كتبا تحدثنا عن الرهبنة أما الآن فقداسة البابا أثري المكتبة الروحية بكتب وحياة,وأسس البابا مدرسة روحية عميقة تستطيع أن تعيش في القرن الـ…21مدرسة رهبنية نعتز بها ونصلي أن ترتبط بها الأجيال القادمة.محافظا علي الإيمان الأرثوذكسي والمنهج الرسولي والتراث المستلم من الآباء.البابا في اجتماعاته يتكلم كلاما عميقا والكنيسة مليئة بالشباب.فالتكريس يمتد والتعليم يمتد.
سيدنا البابا أرسي قواعد الخدمة.وما أجمل تواضع قداسته.فمثلا البابا بتواضع يستأذن من الأساقفة عند العبور بإيبارشياتهم.وأضاف الأنبا باخوميوس,قائلا ##إن من عاش قبل 50سنة ورأي الكنيسة ومن عاش حاليا يشهد بازدهار ونمو الكنيسة من خلال اهتمامه بالتعليم والتأمل##.
واختتم الأنبا باخوميوس كلمته بطلب من قداسة البابا…قال:
##أرجو أن تخفف عن نفسك يا سيدنا لأن آلامك كثيرة ونحن مستعدون للعمل,لأننا نعلم مدي الجهد الكبير الذي تبذله…ارحم نفسك من أجلنا##.
وأجاب قداسة البابا علي طلب الأنبا باخوميوس,قائلا: ##طلب أن يستريح البابا وينتدب غيره كلام محبة صحيح,لكن عمليا غير معقول فنحن لنا طريقان لا ثالث لهما…إما أن نتعب ويستريح الناس,إما نستريح ويتعب الناس…وأنا أدعوكم للتعب##.
اختتم البابا الاحتفال قائلا:
##أحب أن أشكركم علي كل كلمات المحبة…وأشكر الذين أعدوا هذا المكان وأحب أن أكلمكم قليلا عن الرهبنة..
* * من بين حديث مستفيض لذهبي الفم البابا شنودة الثالث اخترنا بعض الكلمات….
* * الرهبنة نشأت في أواخر القرن الثالث.لكن هناك من عاشوا كرهبان قبل نشأة الرهبنة مثل إيليا النبي,الذي كان يحيا علي الجبل حياة ناسكة والذين كانوا علي شاكلة إيليا النبي ويسمون بمدرسة الأنبياء…عاشوا في الزهد والنسك…يوحنا المعمدان عاش في البرية 30سنة في حياة نسك شديد حتي أرسله الرب إلي إسرائيل..فالمبادئ الرهبانية كانت موجودة قبل القديس أنطونيوس,كان هناك الأنبا بولا لذلك فعندما التقاه الأنبا أنطونيوس كان يقول له يا أبي.
والكنيسة عموما هي كنيسة رهبانية…لا توجد كنيسة في العالم كله تحيا حياة النسك مثل الكنيسة القبطية فيها ثلثا السنة صوم.
والكنيسة القبطية كنيسة نسك أيضا من جهة العطاء ياليتكم تقرأون إنجيل متي أصحاح 25 حول الذين يجلسون عن يمين الرب ويدخلون الملكوت لأعمال الرحمة فيقول للذين علي اليمين تعالوا رثوا الملكوت من أجل عمل الرحمة والعطاء,والذين لا يقومون بعمل الرحمة يقول لهم اذهبوا عني يا ملاعين كل واحد يمضي للعذاب الأبدي,لأنه لم يهتم بالفقراء…ربما البعض في المهجر يرون أنه ليس هنا فقراء,لكن الحقيقة هناك المهاجرون الجدد وهم بالضرورة محتاجون لمساكن للإقامة وفرص عمل وهناك عائلات فقيرة…
تعالوا نقف أمام آية تقول ##اصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم## وهو المال الذي لم يعط لربنا أو للفقراء.فهل كل كاهن يشعر بأن هناك مال ظلم في حياته,فالعشور هي الحد الأدني فالمفترض أن الإنسان يعطي أكثر.هل كل واحد فيكم يدفع البكور…كنت أقولها للعلمانيين -للأطباء مثلا- أول كشف…وللمحامي -أول قضية…إذا كان قد فاتكم البكور فعليكم بتقديمه الآن…ونحن نضع في أنفسنا العبارة التي قالها السيد المسيح ووجدت في سفر الأعمال ##مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ## هل تطبقون هذه الآية في حياتكم.
* * بين فرحة الحضور بكلمات البابا التي طمأنتهم -من شجن كلماته- علـي سلامته ألقي قداسته قصيدة جديدة قال فيها:
أحبك يارب في خلوتي
تناجي فؤادي بعمق الكلم
أحبك يارب في ضيقتي
ووقت احتياجي ووقت الألم
أحبك يارب في توبتي
ووقت البكاء ووقت الندم
أحبك يارب وقت الرخاء
وأيضا أحبك وقت العدم