يحمل حي عابدين اسم لواء بالجيش المصري في عهد محمد علي هو عابدين بك الذي بني في نفس مكان قصر عابدين الحالي قصرا ليسكن فيه وكان أحد أبرز قواد جيش مصر الذي تصدي لحملة إنجلترا التي عرفت باسمحملة فريزر في موقعة الحمادفي أبريل1807 حيث تقهقر الجيش البريطاني بقيادةوليم ستيوارتإلي الإسكندرية بعد تصدي الجيش المصري له بالتعاون مع أهالي رشيد ودمنهور.كما شارك عابدين بك 1813في الحملة التي أرسلها محمد علي إلي شبه الجزيرة العربية لقمع الحركة الوهابية,وذلك كأحد كبار معاوني طوسون باشا ابن محمد علي قائد الحملة.
قصر عابدين
كانت القلعة مقر حكم مصر منذ أن بناها صلاح الدين الأيوبي1171,ولما تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر1863,تطلع لأن يكون مقر حكمه في وسط القاهرة لتكون باريس الشرق.إنه بحق رائد تحديث القاهرة.فاشتري أطلال بيت عابدين بك من أرملته وهدمه وضم إليه أراضي واسعة بعد أن قام بتسوية الهضاب والمرتفعات وردم البرك والمستنقعات,وانتزع ملكية عدد من المباني والدروب في دائرة مساحتها24فدانا,ليبني قصرا كمقر لحكم مصر,مازال يعرف باسمقصر عابدين.
وقام أيضا بردم بركة الفراعين الواقعة أمام القصر ليشيد مكانهاميدان عابدينوبجواره مقر حرسه(مقر محافظة القاهرة حاليا).
وأعد التصميم المهندس الفرنسيدي كوريل ديل روسو,وشارك في بنائه فنيون وعمال مصريون وفرنسيون وإيطاليون وروم.استغرق بناؤه 10سنوات(1863-1872),وتكلف البناء700ألف جنيه الأثاث2مليون جنيه,وظل مقرا للحكم منذ 1872حتي1952حتي ثورة23يوليو.
القصر من الداخل
يزخر القصر بعدد من اللوحات الفنية والنقوش الجميلة وأهم ما فيه الصالون الأبيض وغرفة الملك وصالون قناة السويس والقاعة البيزنطية وقاعة العرش وصالة الطعام وجناح السلاملك والحرملك والمسرح,وتحيط به حدائق غناء.وبعد ثورة 23يوليو تعرض للإهمال المقصود باعتباره رمزا للملكية,ولما تولي السادات الحكم إعاده ترميمه وإعاد كمقر للحكم,وفي العقود الأخيرة تم ترميمه مرة أخري مع إخلائه من المصالح الحكومية التي شغلته.
أحداث مهمة
شهد ميدان عابدين أحداثا مهمة من تاريخ مصر الحديث.ففي هذا الميدان قاد أحمد عرابي مظاهرة الجيش مطالبا بإنشاء مجلس نيابي وزيادة عدد جنود الجيش إلي18ألف جندي,وفيه أيضا استعرض الخديوي توفيق جنود الجيش البريطاني الذين دخلوا القاهرة عام1882,وفي عهد السلطان حسين كامل تظاهر فيه جنود الرديف مطالبين بزيادة أجورهم,وفي عهد الملك فاروق جرت فيه احتفالات شعبية بزفافه إلي الملكة فريدة عام1937,وإلي الملكة ناريمان عام1951,فضلا عن الاحتفالات السنوية بعيدي ميلاده وجلوسه.وبعد حركة23يوليو1952اتخذ الرئيس محمد نجيب ثم الرئيس جمال عبد الناصر من الميدان مكانا لإقامة مهرجانات خطابية في الأعياد الوطنية المختلفة خاصة عيد الثورة حيث تحتشد الجماهير,وهو التقليد الذي توقف بعد حدوث هزيمة5يونية1967التي اغتالت بهجة الأمة بالثورة وكانت نقطة تحول كبري في تاريخ مصر الحديث.
المراجع
القاهرة الخديوية-د.سهير زكي حواس
موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام-د.عبد الرحمن زكي-1969
أحياء القاهرة المحروسة-عباس الطرابيلي
جريدة القاهرة-15مايو2007