بعيدا عن كونها لغزا فقد انكشفت روسيا كالثور الذي يدور في حلبة القومية الروسية ويتدثر بعباءة غرور حكامه.. هكذا كتبت مجلة نيوزويك مؤخرا علي خلفية مغامرة روسيا أو فلاديمير بوتين تحديدا في جورجيا والتي أحدثت ما يشبه الصدمة في أوربا عقب اندفاع الدبابات الروسية باتجاه الأراضي الجورجية واحتلالها,إضافة إلي إعلان استقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا.. المجلة عرضت عشر حقائق مفتعلة,علي حد تعبيرها عن روسيا اليوم:
- بوتين الرابح الأكبر من غزو جورجيا وهو الذي يدير دفة القيادة في روسيا, أما ديمتري ميدفيديف الرئيس فيأتي فن المرتبة الثانية.
- الحرب الباردة لاحت بالفعل في الأفق القريب,مما يذكر العالم بالمواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي طيلة نحو خمسة عقود بعد انتهاء الحرب العالمية في عام 1945.
- عقب عام 1989 انضمت روسيا إلي مجموعة الدول السبع الكبار وفتحت المدن الأوربية أبوابها للروس وتدفقت الاستثمارات العالمية علي روسيا,خاصة منذ استلام بوتين مقاليد السلطة بالكرملين في عام 2000, ورغم ذلك جاءت في المقابل أحداث مفتعلة مثل موت عدد من الصحفيين وارتكاب جرائم حرب في الشيشان,علما بأن اقتصاد روسيا أقل حجما من اقتصاد المكسيك أو جوريا الجنوبية.
- لا تتعامل روسيا مع كل الدول الأوربية بالاحترام الواجب, فهي ترفض التعامل مع دول مثل بولندة أو جورجيا أو أستونيا علي قدم المساواة.
- لقد سعت أوربا لاحتواء روسيا,ولكن كيف يمكن احتواء دولة مترامية الحدود من أوربا حتي اليابان والصين,وروسيا هي الدولة الوحيدة التي سمحت بتركيب منظومة قواعد صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية حول موسكو العاصمة؟.
- أوسيتيا الجنوبية لها الحق مثل كوسوفو في الاستقلال شعار روسي,علي الرغم من أن الأولي سعت للاستقلال من خلال خلق مجتمع مدني مواز أقنع الغرب,وفي مقدمته الولايات المتحدة,بالحق في الاستقلال. في حين أن استقلال أوسيتيا الجنوبية جاء عبر مغامرة عسكرية روسية استغلت خطأ من جانب جورجيا وحدث ما حدث.
- رغم ما جري فإن السياسة الأمريكية تجاه روسيا لن تتغير سواء بدخول جون ماكين أو باراك أوباما البيت الأبيض. ولكن لجون ماكين مقولة شهيرة: حين أتطلع لعيني بوتين فإنني أري ثلاثة حروف هي KGB!
- أوربا منقسمة حول مسائل عديدة,لكن مجلس الاتحاد الأوربي كان موحدا من جهة الاتفاق علي تعليق اتفاقية الشراكة الأوربية – الروسية.
-ليس بإمكان أوربا أن تفعل شيئا,ولكن برلماني أوربا نادوا بتعليق عضوية روسيا في البرلمان الأوربي في حالة استمرار رفض بوتين الانسحاب من أراضي جورجيا, وبالإمكان أيضا تعليق عضوية روسية في مجموعة السبع الكبار وعضويتها في منظمة التجارة العالمية. وبإمكان أوربا زيادة تواجدها في جورجيا,كما أن دعم تركيا الجديدة باتجاه الانضمام لأوربا والتمهيد لانضمام أوكرانيا للاتحاد من شأنه أن يحول بحر البلطيق إلي بحر أوربي ديموقراطي.
- روسيا تتحكم في معظم مصادر الطاقة في أوربا,ففي حالة قطع روسيا للنفط أو الغاز فإن كارثة محققة سوف تلحق بأوربا. ولذلك تراجع كثير من الدول الأوربية,وعلي رأسها ألمانيا,سياستها تجاه المفاعلات النووية كمصادر آمنة للطاقة تغنيها عن خاطر التهديد بوقف إمدادات الطاقة.
ويري الخبراء أن روسيا تسعي لفصل أوربا عن أمريكا وتحويلها لدول منافسة لا حليفة.. فهل تنجح؟
عن نيوزويك