أسعار الفائدة علي الجنيه المصري في البنوك خضعت للخفض للمرة الرابعة خلال هذا العام من قبل البنك المركزي الأمر الذي دفع البنوك العاملة في مصر إلي الوصول بسعر الفائدة إلي أدني مستوي وصل إليه من أكثر من خمس سنوات مضت إذ بات سعر الفائدة يتأرجح بين 6.5% و7.5% وتختلف من بنك إلي بنك ولكن أسعار القروض والائتمان تزيد أحيانا علي 15% وتزيد النسبة في حالة قروض التجزئة التي تستخدم في تمويل سيارات وسلع كمالية وخلافه وتصل النسبة في حالة هذه القروض إلي ما تزيد علي 24% في السنة الأولي وتتضاعف إذا امتدت مدة القرض إلي ثلاث سنوات أو أكثر.
وهنا يمكن أن نرصد أن ربحية البنك تأتي من الفرق بين سعر الفائدة علي الودائع وسعر الإقراض وبين السعر السائد وبين أسعار قروض التجزئة.. ففي الحالة الأولي نجد أن 70% من المدخرات هي مدخرات عائلية, فإذا كان حجم المدخرات يزيد علي 630 مليار جنيه نجد أن المدخرات العائلية تصل إلي 460 مليار جنيه بالإضافة إلي صندوق توفير البريد وهي في جملته مدخرات عائلية في حدود 60 مليار جنيه وبذلك تصبح قيمة المدخرات العائلية حوالي 520 مليار جنيه وهي مدخرات الأسر والأفراد يستخدمون عوائدها في سد العجز بالنسبة لالتزامات المعيشة إلي جوار قيمة المعاش التي يتقاضونها ولا تكفي لمواجهة تصاعد الأسعار ومتطلبات الأسر في العلاج عند كبار السن أو تدبير لوازم زواج البنات والأولاد وهي بالفعل أعباء شديدة وثقيلة في أيامنا هذه.
فإذا حدثت مقارنة بين سعر الفائدة المخفض في البنوك ومعدلات التضخم التي تساوي أكثر من ضعف سعر الفائدة وعندما أقول معدلات التضخم فأنا أقصد المعدلات الحقيقية وليست المعدلات التي خضعت للمعالجة الرقمية.
هذه واحدة.. والثانية أن خفض 1% فقط من سعر الفائدة بالنسبة للمدخرات العائلية يعني خفض 5.2 مليار جنيه.. لكن إذا تم تحديد حجم الخفض من بداية العام حتي الآن في حدود 3% فقط لوجدنا أن المدخرات العائلية أي مدخرات الأفراد خسرت من العائد المفترض والذي كانت تحصل عليه حوالي 16 مليار جنيه كانت تعين العائلات علي الحياة.. وهكذا نجد أن خفضا في العوائد وارتفاعا في الأسعار ومعدلات التضخم.. وبرغم ذلك فإن الخسارة التي حدثت نتيجة خفض الفائدة كانت تشكل حجما ينزل إلي السوق ليحدث أكبر قدر ممكن من الرواج.. ورواج السوق من شأنه أن يترجم نفسه في ضجيج آلات المصانع حتي لا تعاني الركود بل تفتح وتتيح فرص عمل جديدة تحد من تفاقم البطالة.
هكذا أصبحت فروق ما تدفعه البنوك كفائدة علي المدخرات وما تتقاضاه البنوك عند الإقراض يشكل حجما هائلا يكاد يكون في الحقيقة عنصرا مهما ومؤثرا في ربحية البنوك علي حساب المدخر الصغير فإذا عرفنا أن متوسط الفائدة الآن علي المدخرات لا يتعدي 7% في المتوسط علينا أيضا أن نلاحظ أن معدل فائدة الإقراض مع المصاريف البنكية الأخري يصل إلي 15% في المتوسط وتزيد كثيرا عن ذلك بالنسبة لسعر قروض التجزئة التي تتوسع فيها البنوك الآن وربما تصل في بعض البنوك إلي أكثر من 24% وتتصاعد لو كان سداد هذه القروض لأكثر من عام.
ثمة مقولة تتردد أن سعر الفائدة المنخفض يساعد علي زيادة الاستثمار وهذه المقولة مردود عليها من واقع حركة الائتمان خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي نعلم منها أن نسبة الاستثمارات الجديدة معظمها في شكل إعادة جدولة وسداد مستحقات وتصفية مواقع حسابية, إلا فيما حدث قليلا لشركات كبري بشأن تدبير قروض عالية القيمة وعالية الفائدة أيضا.
مسكين المدخر الصغير واقع بين فكي رحي.. خفض عائد المدخرات.. ارتفاع معدل التضخم.. خفض في قيمة العملة التي بين يديه بفعل تصاعد الأسعار..
يديرها مصري صعيدي
*** مصري صعيدي مهاجر تم ترشيحه ليرأس أكبر مؤسسة أمريكية عالمية هي مؤسسة ميريل لينش لم نسمع باسمه من قبل مع أنه أحد مديري هذه المؤسسة التي تعتبر أكبر مؤسسة مالية.. مصري اسمه أحمس فكهاني كان مرشحا ضمن أربعة مرشحين لرئاسة هذه المؤسسة العالمية بعد استقالة رئيسها ستانلي أونيل الذي نسب إليه أنه تسبب في حدوث خسارة للمؤسسة بلغت ثمانية مليارات من الدولارات حسب ما نشرت وول ستريت جورنال والتي أرجعت سبب الخسارة إلي صعوبات واجهت المؤسسة في الفترة الأخيرة بسبب استثمارات زادت علي عشرين مليار دولار في الرهون العقارية عالية المخاطر.
أحمس المصري الصعيدي واجه منافسة شرسة علي المنصب من دوائر أمريكية مختلفة.. بينما يغادر المؤسسة رئيسها الأسود المستقيل أونيل وفي حوزته من المؤسسة 130 مليون دولار بخلاف 25 مليون دولار أخري كمعاش نهاية خدمة التي تنتهي بالفعل الشهر القادم..
لم يسعف أحمس الفوز بمنصب الرئيس لكنه لايزال يحتل منصب المدير الأول للمؤسسة.. هل يبقي مع الرئيس الجديد الفائز.. أم يغادر إلي مواقع أخري معروضة عليه بالفعل وفي نفس مستوي ميريل لينش لأنه يملك خبرة.. المهم أن أحدا من مصر لم يحاول أن يدعمه.