لا أتحدث عن الأزمة…عنالزلزالالذي أحدثخلخلةفي قمة وقاعدة البنيان الرأسمالي في العالم بداية من زعيمة هذا العالم الولايات المتحدة الأمريكية حتي أصغر دولة هامشية في أقصي ركن من أي قارة تشكل الكرة الأرضية…دعونا نتحدث الآن عن:ماذا بعد…؟!…ماذا بعد أن خسر الاقتصاد العالمي أكثر من ثلاثة تريليونات من الدولارات؟!…ماذا بعد انهيار بنوك كبري عالمية ومؤسسات تمويل عقاري وشركات تأمين…وكما تتوقعميريل لينشانهيار قرابة مئة بنك صغير داخل الولايات المتحدة الأمريكية وأكثر من 800 مؤسسة عقارية وقعت تكلفة خسائرها علي المواطن الأمريكي مباشرة.
**وعلي ذكر ميريل لينشوهي إحدي مؤسسات للتقييم الاقتصاد الدولي وتحظي باعتراف واحترام دول العالم في هذا المجال…للأسف ميريل لينشهذه طالتهاالأمة وذلك في برنامج جورج بوش لدعمها بسهولة وبيع بعض أصول لها اشترتها بنوك ومؤسسات أخري من أمريكا وأوربا وشارك رأس المال العربي في عمليات الشراء.
*العالم في دواةة الأزمة
**في أول اجتماع لمنتدياليورو المتوسطيبحضور وزراء المالية للدول المعنية رأس د.يوسف بطرس غالي هذا الاجتماع بصفته الجديدة رئيسا للجنة المالية بصندوق النقد الدولي…وفي هذا الاجتماع وضعت خطة أوربية بتكلفة تزيد علي250مليار يورو ومتكاملة مع خطة الرئيس الأمريكي جورج بوش وتكلفتها المبدئية700مليار دولار يمكن أن تزيد حسب تصريح هنري بولصون وزير الخزانة الأمريكية وواضع الخطة الأمريكية.
**أما الموقف في آسيا ودول المحيط الهادي فإن خسارة اليابان وحدها تعدت 225مليار دولار بخلاف أرقام غير معلنة عن الصين وإن كانت تقديرات خسائر كوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا تتعدي رقم خسارة اليابان.
**أما خطة المواجهة الروسية فقد اعتمد لها560 مليار دولار مع تجميد القروض العقارية,وإن كانت التقارير التي أشار إليها صندوق النقد الدولي تقول بخروج 17مليار دولار تم تهريبها من روسيا عقب انفلات الأزمة كليا وعالميا.
*خسائر العرب مزدوجة
**ورغمالسيولة الماليةفي العالم العربي نتيجة فوائض البترول فإن البورصات العربية شهدت انهيارات تفوق انهيارات البورصات في أوربا وأمريكا وإنجلترا وطوكيو…ويرجع المحللون ذلك إليالترابطالرأسمالي بين المال العربي ورأس المال الأمريكي والأوربي فضلا عن مساهمات عربية تزيد علي70مليار دولار في رؤوس أموال البنوك والشركات المنهارة خاصة التي أعلن عن إفلاسها وبيعها بأسعار متدنية مما حقق خسائر هائلة للمال العربي قدرته الإيكونومستبنسبة40% من هذه المساهمات.
أيضا خسر المال العربي بنسبة مساهمات مالية عالية في مؤسسات أوربية وآسيوية قدرت بأكثر من مئة مليارت دولار بخلاف خسارتها منخفض الدولار وخسائر المساهمات في أذون الخزانة الأمريكية المجمدة..ومجمل الخسارة كما قدرتهاالفاينيشيال تايمزتزيد علي تريليون دولار.
الحل عند ساركوزي وبابا الفاتيكان
*لا أريد الاسترسال في استعراض ما آلت إليه الأزمة لأني أريد أن أستعرض رؤية القيادات السياسية ورؤية المحللين العالميين عن المستقبل وهل النماذج الاقتصادية القائمة تصلح للاستمرار حتي بعد محاولات علاج الأزمة؟!
*نيكولا ساركوزي يعلن أنهلابد من وضع حد لاقتصاد السوق الحر الذي انحرف بمسار الاقتصاد العالمي..ومضي يقولعلينا نحن في الاتحاد الأوربي البدء في التفكير في سياسة نقدية جديدة.
*لكن كوندوليزا رايس تعارض هذا الاتجاه حيث -كما تري-لا يوجد أي بديل للرأسمالية كنظام للتقدم.
*فيديل كاسترو-رغم شيخوخته يعلن أن الاشتراكية هي الحل…وأن كان بابا الفاتيكان يري الحل في العودة إلي الرب وعودة الرب إلي حياة الناس بعد أن خرج الرب من حياتهم.
رئيس وزراء أستراليا ويشاركه رئيس وزراء اليابان يناديان بضرورةلجم الرأسمالية المتطرفةبوضع خطة تعيد الاستقرار المالي والاقتصادي في العالم.
أمرنا في مصرنا
أولا :رغم الانهيار الهائل الذي حدث في البورصة المصرية فإن الأسباب ترجع إلي الدور العربي والأجبني وحالة البيع الشديدة للأسهم رغم تماسك المصريين إلي حد ما الأمر الذي دفع رئيس البورصة إلي وقف التعامل علي بعض الأوراق حماية لها.
ثانيا:أن حجم التشابك المصري مع المؤسسات المالية والبنوك العالمية محدود الأمر الذي أنقذها إلي حد ما.
ثالثا:برغم التحذيرات من التوسع في الاستثمار العقاري إلا أن تعليمات المركزي للبنوك بألا تزيد عمليات التمويل علي10% من حجم الائتمان الممنوح وهو أيضا من عوامل حماية مصر منتوقعات الانهيار.
*بقيت نصيحة مكررة بألا يلجأ حاملوا الأسهم إليالبيع المذعورفي حالة انهيار الأسعار التي تشهدها البورصة..بل -إذا كان ذلك ميسرا-أن تنتهز فرصة انخفاض الأسعار ونشتري ونحتفظ بما نشتري,إذ من المؤكد أن الأسعار ستعاود قيمتها مع حركة تصحيح بالضرورة تحدث,الأمر الذي سيعود بالربح الوفير…ودعاء من القلب لكم بالسلامة..