* ما هي التطورات الصحية لقداستكم؟
* * أشكر الرب…العلاج صار في تقدم وإن كان كما هو معروف طبيا أن كسور العظام تأخذ وقتا خاصة مع كبار السن,لذلك العلاج الطبيعي يأخذ وقتا أطول…فضلا عن أنه هنا في ##كليفلاند كلينك## لا يأخذون فقط بالمرض الرئيسي فقط,ولكنهم يفحصون كل شئ في الشخص حتي تتم المتابعة للحالة الصحية بشكل شامل…وقد مر العلاج بمراحل…من عدم الحركة,إلي المشي علي ##مشاية## وتدرج الأمر من ##المشاية## إلي اثنين من ##العصيان## ثم ##عصا## واحدة ثم المشي قليلا,وطلوع السلالم,إلي أن تمم الرب الشفاء.
* هناك من يري في المرض محنة.وهناك من يري فيه نعمة فما الفرق؟
* * محنة المرض تكون في أسباب معينة…إذا كانت آلام المرض فوق الاحتمال,أو لم يكن له علاج,وهناك محنة في تطورات المرض السيئة,أو محنته في التكاليف المالية,وهناك من لا يحتملون المرض ويكون محنة عندما يطول…
أما من جهة نعمة المرض فتأتي من جهة الذين يؤمنون بأن كل الأشياء تعمل معا للخير وأن وراءه بركة معينة يأخذها الإنسان أو يكون فترة لقاء مع الرب…لذلك هناك ناس تفيدهم الأمراض أكثر من عشرات العظات,فالعظة تكون من خارج النفس أما المرض فمن داخله…وأذكر هنا قول القديس باسيليوس الكبير ##أنت لا تعرف ما هو المفيد لك الصحة أم المرض##.
* بفضل إدارتكم الحكيمة لم يحدث أي نقص في أمور الكنيسة…فهل كنتم تتوقعون أن تمضي الأمور بهذه الطريقة؟
* * كل أمور الكنيسة كانت تعرض علي…وكثير من الناس إذا حدثت مشكلة رعوية يلجأون للبابا مباشرة,وأثناء وجودي في كليفلاند كثير من الذين زاروني جاءوا لعرض مشاكلهم,وهناك مشاكل كان لابد من تدخلي فيها مثل مشكلة دير أبو فانا.
* قداسة البابا…ما هو الحل الذي انتهت إليه الكنيسة مع المحافظة في هذه المشكلة لأنه كان هناك تضارب كبير فيما نشر بالصحف؟
* * الحل كان تقنين الأرض وبناء سور حولها.
* هل تنازل الدير عن أرض؟
* * نعم تنازل الدير عن 25فدان للعرب لتكون ممرا لهم,والمسألة كانت في حاجة إلي تفاهم من الجانبين.
* وما الذي أطال مدة المفاوضات.وهل تدخل الصحف كان سببا لإعاقة المفاوضات؟
* * المسائل كانت تحتاج إلي صدر رحب…أما بالنسبة للصحف فهناك مشكلة وهي السبق الصحفي,والذي يريد أن يسبق لا يدقق,لهذا السبب يتم تصوير الأمور علي غير حقيقتها.
* ما رأي قداستكم في كثرة الحديث عن الكنيسة في الصحف سلبا وإيجابا؟
* * الحرية التي منحت للصحف تجعلها تدخل في أي موضوع شخصي أو كنسي أو موضوع للإثارة,فقد استغلت حرية الصحف للحديث في كل الموضوعات.
* الكنيسة لا تستطيع أن تتقوقع وتبتعد عن الإعلام…إننا مضطرون لأن نكون محور اهتمام الإعلام…كل ما نريده أن تكون هناك الحقيقة سواء سلبية أو إيجابية أما الذي يضايق فهو الكلام غير الحقيقي.
* * هذا كلام حقيقي…ولكن السؤال ما هي نقطة البدء؟…أحيانا يقال كلام غير سليم يضطر الآباء الرد عليه,وأحيانا في بعض الأمور نجد أن خير الرد هو عدم الرد…المهم أن يتم استقبال ما تنشره الصحف بأعصاب هادئه وبالتالي تكون المواقف وردود الفعل هادئة.
* قداسة البابا انتشرت مؤخرا بالصحف وصف كلمة ##مفكر## بدون تمييز فمن هو المفكر؟
* * ربنا أعطي نعمة التفكير لكل البشر,فكل البشر مفكرون…والمفكر هو الإنسان الذي لفكره وزن خاص وقيمة خاصة لأن لفكره تأثيرا وفائدة أو الإنسان الذي يقود غيره من جهة الفكر قيادة سليمة,فالمفكر لابد أن يأتي بفكر عميق وجديد وقيادي ومشبع للآخرين,وأيضا أن يكون صحيحا…وهناك فرق بين الفكر العميق والفكر السطحي…والفكر المفيد والفكر المضر…ولذلك لا نحب أن لا يطلق اللقب إلا علي الذين يفيدون العالم بأفكارهم.والرب أعطي الناس حرية التفكير,ولكن هناك فرقا بين حرية التفكير ونشر التفكير…فالإنسان يفكر كما يشاء,أما نشر الفكر فهو الطريقة التي يشرح بها الإنسان فكره بحيث لا يتعب أحد في فهم تعبيره.
* هل أحيانا الكنيسة لا تحبذ حرية التعبير؟
* * لا..أبدا..بشرط أن لا يعتنق أحد بدعة ويقول حرية تعبير,الكنيسة أيضا لها حرية التعبير في رفض البدع.
* هل تستعمل الكنيسة الحرومات علي حرية التعبير؟
* * تستخدم الحرومات علي الخطأ الذي ينشر,,فحرية التعبير متاحة للجميع ولكن ليس له أن يخطئ في استخدام حرية التعبير.
* هل كان لوجود قداستكم في كليفلاند فرصة للتركيز في مشاكل المهجر؟
* * أنا في أمور الرعاية لا أستخدم النظرة عن بعد بل النظرة عن قرب..والآن أصبحت الأمور قريبة بالإنترنت والمحمول…فحينما أكون في المهجر لا أفكر في المهجر فقط,بل في مصر أيضا…فالنظرة الشاملة موجودة…فمثلا مشكلة دير أبو فانا.تصل لي يوما بعد يوم.أصبحت المسافات لا تمنع تبادل الأفكار ولا المسئولية…وأنا في كليفلاند لا أتقاعس عن مسئوليتي في أي مشكلة كنسية في أي موقع من المواقع بمصر وخارجها.
* هل كنت قداستكم تتوقع اتساع الخدمة والكرازة بهذه الصورة والتي يسميها البعض انفجار الكرازة؟
* * لم أكن أتوقع هذا ولكن الاحتياجات في المهجر سبب في هذا الأمر…بالنسبة للناس الاحتياجات,وبالنسبة لنا الشعور بالمسئولية نحو أي عضو من أعضاء كنيستنا وخصوصا الغريب عن وطنه…نحن مسئولون عن رعاية الغرباء…عندما تسلمت المسئولية لم تكن لنا في المهجر إلا كنيستان في أمريكا وكنيستان في كندا,وكنيستان في أستراليا…هذا كل ما كنا نملكه -6كنائس- والآن يوجد أكثر من 160كنيسة في أمريكا…وهناك كنائس لنا في البرازيل,وبوليفيا,وأروجواي,ونستعد لإقامة كنيسة في كولومبيا.
* هل تفكر في رسامة أساقفة جدد؟
* * أفكر…ولكن أهتم من هو الشخص الذي نختاره بتدقيق…فقد أضطررنا لعزل أساقفة وهي أمور صعبة…وشعورنا بالمسئولية لكل قبطي في أية ناحية من الأرض.فلا يمر شهر تقريبا إلا وتنشأ كنيسة جديدة أو علي الأقل كل سنة تنشأ عدة كنائس…قبل مسئوليتي عن الرعية كنت أقول ##مفيش أحسن من بلدنا مصر## وكنت لا أحب الهجرة,لكن عندما جئت إلي المسئولية وجدت مهاجرين,وبدأت صلة بيني وبينهم,فمثلا في ##كليفلاند## حدثت معي اتصالات في السنوات الأولي لي بالمسئولية.
وعندما بدأت الخدمة كانت كل مقاطعة تطلب إنشاء الكنيسة بها,ولكن الذي يحدد هذا عدد المهاجرين الأقباط..احتياجات الناس والشعور بالمسئولية -تفاعل الاثنين- أوجد كنائس,مع تفاعل آخر هو ترتيب ربنا..
* قداستكم تضع سلسلة من الموضوعات تحتاج إلي كتابة كتب فهل أتيحت الفرصة لإنجاز أي شئ من هذه الكتب؟
* * هناك موضوعات ضخمة تحتاج للنشر وبالرغم أن لي نحو 110كتب هناك كتب تحتاج إلي بعض الوقت لإعدادها للنشر لتحويلها من اللغة العامية إلي اللغة الفصحي.
* هل كان وقت ##كليفلاند## شبيها بوقت الدير من ناحية التركيز في الكتابة؟
* * حتي أوقات الدير كان الناس يأتون ويقولون أفضل وقت نلتقي بك فيه.
* هل أوحشك وجودك في الدير؟
* * عندما رسمت أسقفا كانت الآية التي ترن في أذني وقلبي ##أخيرا يارب عرفت أنه ليس للإنسان طريقة…أن يهدي خطواته## المهم أن الواحد في أي وضع وأي مكان أن يكون مع ربنا…لكن ما أقدرش أقول لربنا أنا عايز.
* أنشئت أديرة في أمريكا…ما الفرق بين الرهبنة في الصحراء والرهبنة في غابات أمريكا؟
* * الأديرة أنشأها الله والرهبنة حياة وحدة سواء في الجبل أو الصحراء أو في غرفة مغلقة علي الراهب…قبل نشأة الرهبنة بمئات السنين كانت توجد مجالات للوحدة مثل إيليا النبي وكان يتوحد علي جبل,وقبل مجئ المسيح نسمع عن يوحنا المعمدان كان يتوحد بالبراري,السيد المسيح كان له أيضا مجالات للوحدة علي جبل الزيتون…ليس المهم المكان..المهم الحالة..حالة القلب والذهن..ممكن إنسان في عمق الجبل ويفكر في العالم,والعكس…المهم كيف يكون الإنسان لا أين يكون؟ وهنا أذكر في مجال آخر غير الرهبنة أن القديس باسيليوس الكبير هددوه بإجراءات من الإمبراطور ضده فقالوا له سوف يستولي علي أموالك قال ##إني راهب لا أملك شيئا## وقالوا سوف يحبسك فقال ##لن يستطيع أن يحبس فكري## وقالوا سوف ينفيك فقال ##يقدر أن ينفيني إلي أرض لا يوجد فيها الله؟## فحيثما كان الإنسان يستطيع أن يعيش مع ربنا.