يستكمل سعادة حبيب المصري باشا المذكرة السابق نشرها-بشأن توضيح ملكية البطريركية لأرض دير الأنبا رويس-في أعداد ماضية من مجلة الأنوار في العدد الصادر يوم السبت30 أكتوبر1943 قائلا :كذلك أشار قسم القضايا إلي أن الحكومة أعطت طائفة الأقباط الأرثوذكس بدل جبانة أنبا رويس أراضا مملوكة للحكومة في الجبل الأحمر لاستعمالها جبانة لموتاهم.وغرض القسم علي ما يظهر هو القول بأنه ما دامت الطائفة قد أخذت تعويضا عن أرضها فقد سقط حقها في المطالبة بتلك الأرض,واننا مع احترامنا لرجال قسم القضايا نري من الواجب تصحيح هذه الواقعة.إذ الصحيح أنه لا توجد أية صلة علي الإطلاق بين أرض دير أنبا رويس وبين أرض الجبل الأحمر,وأن هذه الأرض لم تعط لنا علي سبيل التعويض,ويكفي للتدليل علي ذلك أن المرسوم الخاص بتحديد جبانة أنبا رويس صدر في سنة1926,وأن إبطال الدفن فيها حصل في سنة1928,أما أرض الجبل الأحمر فقد أعطيت لنا في سنة1926,وكان قد تقدم منا طلب بالحصول عليها من سنة1923 بسبب ضيق جبانة دير أنبا رويس والحاجة إلي أرض أخري للدفن.إي أن جميع الإجراءات الخاصة بأرض الجبل الأحمر تمت من أولها إلي آخرها من قبل أن يمنع الدفن في جبانة أنبا رويس,بل من قبل أن يصدر مرسوم تحديد جبانة أنبا رويس,ثم أن الحكومة لم تختص طائفة الأقباط الأرثوذكس بأرض في الجبل الأحمر,بل أنها أعطت مثل هذه الأرض في الجهة ذاتها إلي جميع الطوائف فالإشارة تصريحا أو تلميحا إلي أن أعطاءنا أرض الجبل الأحمر كان تعويضا لنا عن أرض أنبا رويس لا يستند علي أساس.فإذا أضيف إلي ذلك أن أرض الجبل الأحمر لم تنتقل ملكيتها إلي البطريركية بل هي ملك للحكومة,وإذا منع الدفن فيها في المستقبل عادت إلي الحكومة.لا يفهم كيف يعتبر أن البطريركية قد حصلت بهذه الوسيلة علي تعويض عن أرص مملوكة لها.هذا فضلا عن أن للتعويض شروطا وأحكاما يقضي القانون بمراعاتها من حيث تكافؤ القيمة بين ما يعطي وما يؤخذ,ومن حيث قبول صاحب الشأن بالتعويض وهذه الشروط والأحكام منعدنة هنا فلهذا كله ترون معاليكم أنه لا يمكن علي أي وجه تخريج مسألة تخصيص أرض لدفن موتي الأقباط بالجبل الأحمر علي أنها تعويض للبطريركية علي أرض لا يستطيع أحد أن ينازعها ملكيتها بحق.