إقامة عدة معارض تستمد موضوعاتها الفنية من التراث الشعبي المصري…والتراث التاريخي…ومناظر الطبيعة المصرية الساحرة يعتبر ظاهرة فنية تثري الحركة الفنية المصرية…وتحقق قيمة الفن والإحساس بالجمال…نلمس تلك المعاني من خلال معارض للفنانين جميل شفيق,وحسن راشد,ومحمد عبد المنعم زكي,وعدلي رزق الله,ومحمد طراوي,وسعيد الجزار…فنجد في إبداعاتهم الكشف عن عالم ملئ بالخيالات بين الحقيقة والأساطير…نستشعر فيها القيمة الفنية للأعمال.
جاءت الأعمال تحمل الجوهر بصدق وأمانة في إيقاعات متناسقة…حيث تحتوي علي قيم جمالية وإبداعية…تسجل انفعالا لحظيا,يلتقطها كل فنان من حوله ويسقطها في ألوان رشيقة علي سطح اللوحة بأبعاد مختلفة تنبعث من داخلها القيمة الفنية وإحداث البعد الثالث داخل التكوين…معبرا عن جمال البيئة وسحر المكان والموروث الشعبي.هنا تبرز قدرة الفنان الإنسان ورؤيته الفنية…فينتج شيئا من ذاته من خلال أعماله…وهي إضافة فنية جديدة للفن المعاصر…تظهر خاماته المفضلة ##وتكنيكه## الخاص فيعطي صورة مشرقة للحياة.
طرح البحر
يواصل الفنان القدير جميل شفيق انطلاقاته الفنية,حيث يعرض إبداعاته الجديدة في قاعة إكسترا للفنون بالزمالك…يضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية,منها مجسمات ملونة…ولوحات بالخط والمساحة السوداء…تمتاز بقوة التكوين…تحمل مضمونا ثقافيا ينبع من رؤية الفنان وتجوله…والتي تتفق والبيئة المصرية الأصيلة…وخاض هذا العالم الزاخر بأساطيره الشعبية بنظرة معاصرة من خلال ذاتيته…وقدم أعمالا محملة برموز وأبعاد هامسة مع شخوصه الإنسانية أو الحيوانية التي تثري التعبير في العمل الفني من مخزون تراثي بفلسفته…وتدور تكوينات إبداعاته حول طرح البحر وأسراره ومعطيات طبيعة المكان…وبين ثقافة مكتسبة يفرضها دور الفنان مع ألوانه وخطوطه التي ترسم دائما بمسحة من البهجة والغموض معا…وهكذا حدث الانسجام بين شخوصه والخامة.
حبيبتي مصر
وتعرض حاليا قاعة جرانت للفنون بعابدين مختارات من أعمال الفنان الراحل حسن راشد 1937-2008 وهي لمسة وفاء من إدارة القاعة لهذا الفنان بعنوان حبيبتي مصر.
يضم المعرض 35لوحة بألوان الأكريلك تجسد مراحل مشوار حياته الفنية والتي تمتاز بتبسيط عناصر التكوين المرسومة,ففي كل عمل فني نجد معني يعبر عما يحمل من موروثات شعبية من خلال الخطوط والمساحات اللونية ويعطيه الفنان عمقا وبعدا فنيا بالزخارف الشعبية الزاخرة الغموض والمعاني,مبرزا هويته الفنية في الارتباط بالروح الشعبية.
فنجد في إبداعات الراحل حسن راشد رسومات عن الوشم والموالد الشعبية والحصان…وست الحسن وعودة الحجاج وغيرها من العناصر المختزنة في الموروثين القبطي والإسلامي والعادات والتقاليد المصرية…يصوغها بأسلوبه الخاص المميز مبرزا القيمة الفنية والجمالية بنظرة معاصرة.
السلام والحقيقة
وفي قاعة الفنون بدار الأوبرا المصرية…قدم الفنان والمصمم محمد عبد المنعم زكي المعرض رقم 38 في فن الرسم الملون والجرافيك تحت عنوان السلام والحقيقة. يقول الفنان السلام موجود في كل الوجود علي الأرض وفي السماء…وجمال ونقاء الماء…وفي كل قلب ينبض بالحياة…وعقل يعرف طريقه إلي الحب ويفكر في النور…السلام هو جوهر الروح الإنسانية وقلب الحقيقة الوجدانية…وعقل النفوس الواعية الطاهرة وقانون المحبة وأساس الحياة والوجود…الفوز كل الفوز لأهل السلام الذين وهبوا حياتهم بصدق وأمانة وإخلاص ومازالوا يضحون بكل شئ لتحقيقه علي أرض الواقع وفي الحياة.
ومجموعة أعماله الفنية تمتاز بالخيال الخصب وقوة التكوين الذي تحدثه مساحات اللون معبرة عن الحب والسلام والخير والجمال من خلال عناصر من الطبيعة الحية برؤية وتشكيل غاية في الرقة وإظهار المشاعر الإنسانية.
مائيات صغيرة
بمناسبة بلوغ الفنان الكبير عدلي رزق الله عامه السبعين…تحتفي به قاعة شاديكور للفنون بمصر الجديدة…وتقيم له معرضا لبعض من إبداعاته تحت عنوان مائيات صغيرة…يضم المعرض حوالي 100لوحة من مختارات مشواره الفني وتمثل مجموعة البللورات وصعيديات وزهور المحاباة والجسم الإنساني…نجد فيها أسرار وذكريات ينفرد بها ويبدع فيها…حيث أفرز كل خبراته وفكره الفلسفي بأسلوبه التجريدي…نلمس فيها إحساسه الصادق والقدرة علي التطريب البصري…والجمال الكامن في طبيعة الأشياء بأسلوب إبداعي مميز.
استشراق الأفق
وفي قاعة إبداع للفنون بالمهندسين يعرض الفنان محمد طراوي أحدث إبداعاته بالألوان المائية تحت عنوان استشراق الأفق يقدم 63لوحة تعبر عن مشاهد وأماكن من رحم الأفق,بالإضافة إلي لوحات من الطبيعة والجمال…والتي تمتاز بالخيال الخصب…حيث تبسيط عناصر التكوين المرسومة بمساحات لونية شفافة بأسلوبه التأثيري في رقة ونعومة ألوانه…نجد مناظر للنيل والصحراء والإسكندرية وغيرها من الشواطئ تجعل المشاهد يشعر بجمال وسحر الطبيعة المصرية.
واستطاع طراوي أن يتغلغل في فهم البيئة المصرية المترسبة في وجدانه بمعطيات طبيعة المكان والزمان…والتي تناولها بخامة من أرقي الخامات وأصعبها في صياغتها وهي خامة الألوان المائية في تناسق وتناغم واضح تتصف بالشاعرية ودفء جمال المناظر المصرية.
الأحلام والواقع
تعرض قاعة دروب للفنون بجاردن سيتي حاليا أعمال الفنان سعيد الجزار بعنوان الأحلام والواقع التي أبدعها علي مدي 5سنوات لتخرج هذه اللوحات بأسلوبه التعبيري الخاص جدا…حيث مزج في لوحاته خامات عديدة من الألوان المائيةوالجواش والأحبار…لتصبح أعمالا فنية تتجلي فيها الجماليات بحنين دافئ بكل ما يتضمنه من معان…يضم المعرض 30لوحة نجد فيها ذكريات عن الموروثات الشعبية من مشاهد الذكر ودق الدفوف والعزف علي المزمار وغيرها من العادات والتقاليد الشعبية…نستشعر فيها أحلام الفنان التي عاشها في الواقع منذ الصغر…فحفرت في ذاكرته ليعبر عنها علي سطوح لوحاته والتي تنبض بمسحة سحرية مرتبطة بالحلم والطقوس الموروثة والأساطير الشعبية,معبرا عن حكايات الإنسان العالقة في ذكرياته…نفذها بأسلوبه المميز…نلمس فيها عبق الزمان والقيمة الفنية والروحانية.