بعد قرار محافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير بهدم فندق المقطم بسبب وجوده علي حافة الجبل المتآكلة,شكا مسئولو الفندق من هدمه,مؤكدين إنه لاخطر من وجود المبني,وأن قرار الهدم تقف وراؤه عوامل أخري بخلاف الخوف من انهياره,وعبر هذا التحقيق تقدموطنيالقضية بمختلف جوانبها.
في البداية قال كرم يحيي رئيس حي الخليفة والمقطم إنه تنفيذا لقرار محافظ القاهرة تم العمل علي تنفيذ القرار بعد إخلاء الفندق جزئيا من المنقولات بالاتفاق مع مالك الفندق,وتمكين المقاول بالطريق الإداري من هدمه,وتم تنفيذ أكثر من50% من عملية الهدم نظرا لفخامة الفندق المقام علي مساحة تتجاوز4500 متر مربع,وهذا بناء علي قرار اللجنة الفنية التي شكلتها محافظة القاهرة لفحص الهضبة الجنوبية لهضبة المقطم والتي تضم عددا كبيرا من الأساتذة والمتخصصين في علوم الهندسة والجيولوجيا والتعدين وميكانيكا التربة.
الفندق…والتطوير
ومن جانبه قال المهندس نور الدين بسيوني مالك الفندق ورئيس مجلس إدارة الشركة والعضو المنتدب إن فندق المقطم العالمي يعد أول فندق تم بناؤه في المنطقة باستثمارات مصرية-إيطالية وبدأ العمل به في ستينيات القرن الماضي بعد أن حصلت الشركة الإيطالية علي عقد امتياز لتطوير المقطم في الفترة من عامي1954 إلي1984,وتم تطوير المنطقة وتقسيمها لأراضي ثم بيعها.
وأشار إلي أنه في عام1980 حدث هبوطا في جزء من هضبة المقطم فقامت الشركة بردم 2مليون متر مكعب لحماية الجبل,وقامت بعمل أحزمة من الخراسانات حول الفندق لحمايته من حدوث أية اهتزازات,وعمل الفندق لمدة عامين ثم تم هجره مرة أخري نتيجة انقطاع المرافق عنه.
أضاف المهندس نور الدين أنه في عام2005 صدر قرار المحافظ بهدم الفندق,وتم تقديم طعن علي القرار,وقبل الطعن ولا تزال القضية معلقة أمام القضاء حتي الآن موضحا أنه نتيجة لتنفيذ قرار الهدم قامت الشركة الإيطالية بإبلاغ السفارة الإيطالية بتضررها مما حدث وسحبت استثمارتها,لخشيتها من عدم وجود قانون يحمي مصالحها,بالإضافة لانخفاض أسعار المباني في منطقة المقطم وإقبال ساكني المقطم علي بيع وحداتهم السكنية خشية من حدوث أية انهيارات.
الفندق المهجور!
ومن جهة أخري قال نجيب سامي فايق رئيس الوحدة الإدارية بالمقطم إن فندق المقطم ظل مهجورا حوالي25عاما نظرا لعدم سداد رسوم الإيجار للشركة صاحبة الامتياز فاضطرت الشركة صاحبة الامتياز(شركة النصر)لقطع لجميع المرافق عن الفندق,وبناء علي قرارات المحافظ تم الهدم للفندق,وليس صحيح أن هدم الفندق بالكامل يؤثر علي الهضبة الجنوبية للجبل.
وقال خالد مصطفي المستشار الإعلامي بمحافظة القاهرة إن اللائحة التنفيذية لقانون البناء الموحد تعطي للإدارة المحلية الحق في الإزالة إذا كان المبني حديث الإنشاء,أما في حالة الخطورة الداهمة,فمن حق المحافظ إصدار قرار الإزالة حتي لو لم يقل القضاء كلمته بعد.
الفندق…والتعويض!
بينما قال عبد القادر القاضي المحامي إنه بناء علي طلب المهندس نور الدين الشريك المتضامن,والسيدة ماريا تشيلا ماري صاحبة الشركة الإيطالية قام برفع دعوي قضائية ضد محافظ القاهرة,ورئيس حي الخليفة باعتبار أن شركة فندق المقطم العالمي شركة استثمار مشترك مصري-إيطالي حسب العقد المبرم بينها برقم 446لسنة 1964 وجاء هذا الاستثمار بهدف استغلاله لإنشاء مجمع سياحي بالمقطم.
وأشار عبد القادر إلي أن الفندق له تجربتان في هذا الصدد,الأول خاصة بالقرار رقم125 لسنة1988 الصادر بهدم الفندق بناء علي شكوي شركة المشاريع السياحية التي تستأجر الفندق,والتي عجزت عن سداد الإيجار,وطردت من الفندق,فلجأت إلي المحافظ للتهرب من سداد الإيجار بإدعاء عدم سلامة الفندق,وصدر القرار ثم ألغاه القضاء,كما رفضت دعوي التعويض التي رفعتها بدعوي أن الفندق لم يكن صالحا.
أضاف المحامي أنه بالنسبة للتجربة الثانية,كانت محاولة شركة النصر للإسكان والتعمير لحل مشكلتها مع شركة المنتزه والمقطم,وادعت أن الفندق غير صالح,بهدف الحصول علي تعويض قدره 8ملايين جنيه,وصدر القرار رقم(1)لسنة2005,ثم أوقف,ومازالت الدعوي متداولة,بالرغم من أن الفندق مقام منذ أكثر من45عاما ولايزال بحالته الإنشائية السليمة وإنما العيب في ضرورة إصلاح حوافي الجبل في مناطق انزلاق الأحجار,وهذا ما أكده المهندسون الاستشاريون من أن الإصلاح يجب أن يبدأ بمنع مياه الصرف المتسربة من شقوق الجبل.
الأساسات لم تشكل خطرا
وقال فاروق القاضي أستاذ ميكانيكا التربة والأساسات بهندسة عين شمس إنه قام بعمل تدعيم للفندق وتثبيت الصخرة المقام عليها,وعمل حزام من الخرسانة المسلحة من الناحية الجنوبية الغربية,وتم ردم أكثر من2مليون متر معكب من الرمال والأحجار لحماية الهضبة.المقام عليها الفندق والحفاظ عليها من عوامل التعرية,مما ساعد علي اتزان الهضبة إلا أن يد الإهمال طالت المنطقة وانتشرت فيها القمامة,وبالرغم من ذلك فالفندق أساساته جيدة والهضبة لم تشكل أي خطر عليه,وباستمرار الردم سنويا يمكن أن نحمي الحوافي وندعمها.