قدمت الإعلامية اللامعة مني الشاذلي برنامجايوجع القلبالأسبوع الماضي عن هجرة المصريين,وأخطر ما في الأمر معلومة أن79% من الشباب المصري يرغب في الهجرة,والجدير بالذكر أن المفهوم الوحيد للهجرة لدي هؤلاء هو فقدان الأمان والشعور بعدم الكرامة في الوطن!بل وامتد الأمر إلي كهول ومسنين شاركوا الشباب نفس الشعور,وقدم البرنامج نماذج ناجحة لمهاجرين في أوربا والغرب,بل وأكد علي ذلك الشعور نماذج من المصريين الذين يعملون في الخليج..وبالطبع من شاهد البرنامج يشعر وبصدق أن مصر ضاقت بأبنائها!!
وإذا أضفنا إلي ذلك البرنامج الصادق,برنامج آخر للزميل وائل الأبراشي,تحدث فيه المصريون-الإسرائيليون,أي الذين هاجروا إلي دولة إسرائيل واعتبروها ملاذا آمنا,والمئات منهم تجنسوا وتزوجوا من إسرائيليات يهوديات,وبعضهم يعملون في جيش الدفاع الإسرائيلي,وآلاف آخرين بلغ عددهم(22)ألف مصري أغلبهم استوطنوا في إسرائيل وتزوجوا من عربيات1948,بل وقدم البرنامج نماذج لاجئين مصريين في إسرائيل,وإذا ربطنا بذلك ما يسمي بالهجرة غير الشرعية التي يموت بسببها أغلب شبابنا علي شواطئ الحلم الأوربي بعد أن يدفعوا عشرات الآلاف من الجنيهات التي من الممكن أن توفر لهم مشروعا كريما في مصر…يطل السؤال الممميز..لماذا وصل المصريون إلي هذا الحد من عدم الشعور بإنسانيتهم في وطنهم..أحاديث كثيرة قيلت في هذه البرامج عن الاستبداد,وغياب العدل الاجتماعي,وتدهور التعليم وغيرها من المبررات المنطقية,ولكنها لم تشعرني بالاطمئنان إلي صحتها..لأن كل ذلك وأكثر عاني منه الألمان إبان الحكم الهتلري,والروس إبان الستاليني,وكذلك العراقيون أثناء حكم صدام حسين,وعم يحدث أن كره الألمان أو الروس أو العراقيون أوطانهم بل كرهوا نظم الحكم وبعضهم ناضل ضدها.
وفي أثناء تأملاتي لهذه الظاهرة الخاصة جدا بمصر,فوجئت بالهجوم الضاري علي المفكر مجدي خليل بعد عودته لممارسة نشاطه السياسي والفكري في وطنه وتعمق اندهاشي لأن من يهاجر نتعته بالتخاذل وأحيانا بالخيانة والعمالة,ومن يعود لا نرحمه ويكتب البعض مؤكدين أن عودته غير مرحب بها وهي جزء من مؤامرة دولية!!
ألا يكفي ذلك لكي يقرر أغلب الشباب المتبقي في مصر أن يهاجروا إلي السماء أو إلي المخدرات!!