دخلت لبنان منعطفا جديدا بعد جريمة اغتيال قائد العمليات في الجيش اللبناني العميد فرانسوا الحاج والتي تعد الأولي من نوعها علي هذا المستوي بعد أن ظل الجيش بعيدا عن حالة الانقسام السياسي الدائرة هناك خلال الفترة الأخيرة, ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حالة من الفراغ الدستوري بعد فشل الأغلبية والمعارضة في التوافق علي اختيار رئيس لبناني جديد خلفا للرئيس إميل لحود الذي انتهت فترة ولايته منذ أسابيع.
ومن المتوقع أن تقام غدا الاثنين جلسة في المجلس التشريعي اللبناني لاستمرار التشاور حول الرئيس المقبل, واستبعد مصدر بارز في الأغلبية النيابية بلبنان إجراء انتخابات رئاسية غدا مشددا علي وجود خطط بديلة إذا استمرت المعارضة في تعطيل انتخاب الرئيس وتمديد أمد الفراغ, فيما أكد النائب إلياس عطالله دعم قوي 14 آذار والحكومة لترشيح قائد الجيش العماد ميشيل سليمان لرئاسة الجمهورية, كاشفا عن أن الحكومة ستقدم مشروعا لتعديل الدستور في المجلس التشريعي غدا حتي يتمكن قائد الجيش من تولي المنصب
في نفس السياق قال وزير الاتصالات مروان حمادةأظن أن موعد الانتخاب يوم الاثنين هو موعد مفصلي بمعني أنه إذا تبين,أن التعطيل المتعمد مستمر لمنع جلسة الاثنين بحجج واهية, سيكون هناك موقف علني من هذه العملية, ربما فرنسي وأيضا عالمي.
كما أعرب البطريرك الماروني نصرالله صفيرعن أسفه لوجود فئة من اللبنانيين تتلقي الأوامر من سورية وإيران حتي علي حساب مصالح الوطن, وقال صفير في ظل الإجماع الحالي علي شخص قائد الجيش العماد ميشال سليمان كرئيس للجمهورية, لم يعد هناك أي مبرر للفراغ الحادث في منصب الرئاسة, وعلي المعنيين المبادرة إلي انتخاب الرئيس في أسرع وقت.
علي الجانب الآخر أعلن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشيل عون أنه كلف من قبل المعارضة للتحاور مع الأكثرية من أجل الوصول إلي تفاهم, وقال إنه مستعد للانفتاح علي الجميع للوصول إلي إنقاذ الوطن.
يذكر أن الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون كان أكد أن فرنسا متمسكة أكثر من أي وقت مضي بنهج انتخاب رئيس لبناني يحظي بأقصي قدر ممكن من الإجماع, وعما إذا كان اغتيال العميد فرنسوا الحاج يحمل فرنسا علي مراجعة رهانها علي دور سوري إيجابي في لبنان, أجاب مارتينون بأن فرنسا أدانت الاغتيال وأن الجهود مستمرة لتأمين حسن سير الاستحقاق الرئاسي,وفرنسا علي اتصال مع كل الأطراف,ولفت النظر إلي أن فرنسا تدعو الأطراف كافة إلي تسهيل عقد جلسة البرلمان غدا الاثنين.
من ناحية أخري أعلنت لبنان أول أمس الجمعة يوم حداد وطني أغلقت فيه المصالح الحكومية والمدارس والجامعات حيث تم تشييع جنازة فرنسوا الحاج ورفيقه خير الله هدوان, يأتي هذا في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات لمعرفة الجهة التي دبرت عملية الاغتيال,وذكرت بعض مصادر جهاز المخابرات اللبناني أنها تركز علي وجود مشتبه فيهم داخل مخيم عين الحلوة وأنهم ينتمون إلي مجموعة أصولية كانت لها علاقة بجماعة فتح الإسلام لدور الحاج في القضاء علي الجماعة في مخيم نهر البارد شمال لبنان منذ شهور, وأعلن وزير الدفاع إلياس المر أن التحقيقات في الجريمة متقدمة جدا عن أي تحقيقات سابقة, معربا عن اعتقاده بأن الجهات المتهمة في وسائل الإعلام ربما لا تكون هي نفسها الجهات التي تتعقبها القوي الأمنية.
ويري البعض أن لسورية دورا في اغتيال الحاج لأنها أرادت توجيه رسالة إلي الجيش اللبناني مفادها عدم التعاون مع الولايات المتحدة وإلي من يعترض علي سياسة غض الطرف عن نشاطات حزب الله العسكرية في لبنان. لكن جهات أخري تري أن اغتيال الحاج جاء لمنعه من الوصول لقيادة الجيش بسبب قربه من الزعيم المسيحي المعارض ميشيل عون وعلاقته الودية مع حزب الله.