تنتشر اضطرابات المهارات الدراسية بنسبة 3 في المائة بين تلاميذ المدارس,ولعل أبرز أنواعها اضطرابات القراءة والتهجئة والحساب,وهي أكثر شيوعا في الذكور حيث إن نسبة إصابة الذكور إلي الإناث 2إلي1…وهي مثل أغلب الاضطرابات النمائيةالأخري التي تصاحب النمو.
ما أسبابها وكيفية تشخيصها وعلاجها؟
هذا هو محور حديثنا هذا الأسبوع مع د.نادية نظير جريس استشارية أمراض المخ والأعصاب التي قالت:
تحدث هذه الاضطرابات نتيجة خلل في العملية المعرفية,نتيجة صورة من صور الاضطراب الوظيفي البيولوجي,لذلك تتكرر في أفراد العائلة الواحدة…وحيث إن المهارات الدراسية تنتج عن عوامل بيولوجية تتفاعل مع عوامل أخري غير بيولوجية مثل فرص التعليم وجودته ونوعيته…لذلك يقتضي تشخيص هذه الحالات عدة مواصفات أبرزها:
*ظهورها أثناء سنوات الدراسة المبكرة.
*أن تكون مسبوقة ببعض تأخرات نمائية أخري في السنوات السابقة علي المدرسة مثل تأخر الكلام واللغة وعدم الانتباه وفرط الحركة.
*عدم تحسن هذه الاضطرابات برغم بزيادة المساعدة سواء في المدرسة أو المنزل.
لدقة التشخيص ينبغي استبعاد عدة عوامل أهمها:
*الغياب الطويل عن المدرسة دون تدريس بالمنزل.
*سوء العملية التعليمية أو ضعفها.
*تغيير المدرسة دون تعويض دراسي.
*الاختلالات البصرية أو السمعية غير المعالجة.
*الأمراض العصبية مثل الشلل الدماغي.
ولتشخيص هذه الحالات تستخدم اختبارات معيارية فردية تختلف من بلد إلي بلد حسب مستوي التعليم والمناهج الدراسية…وعادة ما تكشف أن مستوي الطفل في التحصيل أقل بكثير من المستوي المنتظر من طفل في عمره العقلي والزمني ونفس الظروف الدراسية.وأحيانا تظهر بعض التغيرات في الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي.
*اضطراب القراءة:ويتلخص في صعوبات في الفهم والتعرف علي الكلمة معاناة التهجئة وتأخر الكلام واللغة,صعوبة في تذكر حروف الهجاء أو في تسمية الحروف باسمائها الصحيحة في المراحل المبكرة,العجز عن إعطاء النغم البسيط لكل حروف,استبدال أو تحريف أو حذف بعض حروف الكلمات,بطء في القراءة,بدايات خاطئة عند النطق,تكرار التردد لفترة طويلة,فقدان مكان القراءة في النص,تقسيم غير دقيق للجمل,عكس الكلمات في الجمل أو عكس الحروف داخل الكلمات أو القراءة بالعكس وعيوب في فهم ما يقرأ وأبرزها:
*عدم القدرة علي استعادة الحقائق المقرءوة.
*عدم القدرة علي الاستنتاج من القراءات.
*إجابة الأسئلة من الخلفية المعرفية العامة بدلا من المعلومات المستقاة من القصة!
*والأسباب قد ترجع إلي خلل في التحليل الصوتيالفونولوجيصعوبات في العملية السمعية ذاتها,أخطاء في تمييز الأصوات أو الكلام,مشاكل في الذاكرة السمعية أو بالعملية الإبصارية مثل صعوبة التمييز بين الحروف أو القراءة العكسية.
*اضطرابات التهجئة وتتلخص في ضعف القدرة علي الهجاء الشفهي,وصعوبة كتابة الكلمات بشكل صحيح برغم أن مهارات القراءة طبيعية.
*اضطرابات المهارات الحسابية:وهنا تكون المهارات الحسابية أقل بكثير من المتوقع علي أساس العمر ومستوي الذكاء والمستوي الدراسي بالرغم من أن مهارات القراءة والتهجئة طبيعية.
وترجع أسباب الإصابة هنا إلي ضعف المهارات البصرية الفراغية,والمهارات البصرية الإدراكية,والفشل في فهم الفكرة الكامنة وراء بعض العمليات الحسابية الخاصة…وعدم فهم المصطلحات أو العلامات الحسابية…والفشل في تمييز الرموز الرقمية,وصعوبة ترتيب الأرقام بشكل صحيح,وصعوبة استخدام العلامات العشرية أوالرموز الأخري,وسوء الترتيب المكاني للعمليات الحسابية وعدم القدرة علي تعلم جدول الضرب بشكل جيد.
يؤدي هذا الفشل إلي ضعف الانتظام الدراسي,صعوبة التكيف الاجتماعي,اضطراب العلاقات مع الزملاء,ضعف الثقة في النفس,الهروب من المدرسة والتسرب من التعليم.
من هنا تأتي أهمية وضرورة الاكتشاف المبكر لهذه الحالات.
*اضطراب التوافق الحركي:حيث يعاني الطفل من تأخر الجلوس,الزحف,الوقوف,المشي,الجري,القفز وكذلك كثرة سقوط الأشياء من يديه,انخفاض المستوي الرياضي وسوء الخط بما يؤثر علي المستوي الدراسي.
*اضطرابات التعبير اللغوي:مثل الفشل في تكوين الجمل أو إطالتها مما يسبب مشاكل في المستوي الدراسي أو الاتصال الاجتماعي والعجز عن التفاهم مع الآخرين.
*اضطراب إنتاج الأصوات:مثل عدم القدرة علي نطق الحروف الساكنة في آخر الكلمات,اضطراب التلعثم أو التهتهة,حيث يعاني المريض من التردد في بداية نطق الكلمة أو تكرار الحرف أو المقطع أو الإطالة أو التقطيع مع توتر في عضلات الوجه أو أجزاء أخري من الجسم.
يتلخص العلاج في ضرورة تخصيص فصول خاصة واتباع طرق تدريس خاصة بالإضافة إلي العلاج النفسي التدعيمي لزيادة الثقة بالنفس…وتكثيف الإرشاد المدرسي,وعلاج تخاطبي للحالات المصاحبة مثل فرط الحركة وقلة الانتباه وتأخر الكلام مع تخصيص جلسات تخاطب لحالات تأخر الكلام والنطق واللغة.