* الأمريكيون تخلصوا تماما من داء العنصرية العضال
* إعجاز الديموقراطية والمواطنة الكاملة بدأ من واشنطن
مثيرة هي الانتخابات الأمريكية في منافساتها الصاخبة وتكاليفها الباهظة (بلغت هذه المرة 1.2مليار دولار) وفي أساليبها التي يتبعها المرشحون وما يغلف ذلك من تحليلات وتعليقات في وسائل الإعلام علي اختلافها والغلبة هنا لمن يفوز بعقل وقلب الناخب الأمريكي…المدهش أنه بطول الحملات الانتخابية لسباق الرئاسة الأمريكية لم يقدر أحد من المحللين أن يرجح بيقين كفة مرشح علي آخر بل حسابات وتحليلات وتفاؤلات ترتكز علي برامج وخطط وأيضا قدرة علي حشد التبرعات وإقناع الناخب الأمريكي الذي ربما لا يولي عناية كبيرة بالسياسة الخارجية بقدر ما يهتم في المقام الأول برفاهيته.
في خضم المنافسة الشرسة لم يمنع الأمر أن يلجأ كل مرشح من الحزبين الرئيسيين في ماراثون السباق الرئاسي من اللجوء إلي تكتيكات ذكية وربما الضرب تحت الحزام,ويصل التنافس إلي حد اصطياد أخطاء قديمة لعشرات السنين فلابد لسجل المرشح للبيت الأبيض الأمريكي أن يكون ناصع البياض ولو في عين الناخب الأمريكي صاحب الكلمة الأولي والأخيرة يوم الاقتراع.
في هذا السباق الأخير المثير في حجم تكاليفه ومدته التي تخطت العشرين شهرا وفي لونه البديع,حيث لا يعد سباقا بين مرشحين أحدهما جمهوري والآخر ديموقراطي,وإنما بين مرشح أمريكي أسود وآخر أبيض يتخذ نائبا له من النساء.
الطريف أن استطلاعات الرأي بامتداد الماراثون أعطت المرشح الأسود باراك أوباما نصيبا أوفر من حظ الفوز بقناعة الناخب الأمريكي…فأوباما الملون ذو الأصل الكيني الأمريكي كما لقب أحيانا أثناء الحملة الانتخابية قالت عنه وسائل الإعلام الأمريكية إنه بالنظر إلي التاريخ الأمريكي فمن المستحيل أن يصبح هذا المرشح رئيسا لأمريكا,وأردفت بعض دور الإعلام أنه رغم الحسابات التاريخية إلا أن الشاب الأسود فجر أكثر من قضية منذ انتخابه عام 2004 عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي وتبارت الأقلام في وصفه وتقديمه وسرد تفاصيل حياته بما في ذلك أنه يتمتع بجاذبية تتوجها ثقافته المتنوعة التي ربما ترتكز علي كونه أستاذا للقانون ومحاميا متخصصا في الحقوق المدنية,مما أكسبه في الوقت نفسه فصاحة وقوة في التعبير المؤثر.