تتميز مصر بأجواء رمضانية، فريدة لا تشابهها فيه أي دولة من دول العالم، حيث عبق التاريخ والأصالة والمأكولات التي دخلت مصر في عهد الدولة الفاطمية، مثل الكنافة والقطائف، وكذلك الفانوس المصري، الي أُعدّ للاحتفال بشهر رمضان وأصبح شيء أساسي للاحتفال بقدومه، يقدمه العريس لعروسه، والحبيب لحبيبته، والأب لأبنائه تعبيرًا عن البهجة بقدوم شهر.
وللفانوس المصري أسلوبه الخاص فكان يضاء قديمًا بالشموع، إلى أن تطور وأصبح يضاء باللمبات، ثم أدخلوا له الأغاني، بعد أن كان الأطفال يغنون بأنفسهم الأغاني الرمضانية، مثل : وحوي يا وحوي، وحالو يا حالو، ورمضان جانا.
كل ذلك له انعكاسات روحانية ثمينة، تميز بها مصر، إلى أن جاءت فترة واختفى فيها الفانوس المصري وظهر الفانوس الصيني، الذي أشبه لعبة الأطفال فلا روح ولا جمال ولا معنى.
أشعر ذلك كثير من المصريين بشيء من الرتابة الروحية والفقد للأصالة والمعنى والروح الذي يعكسها فانوسهم الذي يشبه الجزء العلوي فيه المئذنة أو قبة الجامع.
ظهرت بعد ذلك الفوانيس المصرية بشكلها وروحها الغالية، بعد أن أوقفت الحكومة المصرية استيراده، فظهرت الصناعات والابتكارات من جديد وكان أبرزها الفانوس الخشبي.
وحول أنواع الفوانيس هذا العام والإقبال عليها قال هشام، صاحب محل لبيع الفوانيس بمنطقة باب الشعرية: غن أبرز الفوانيس وأكثرها رواجًا من العام الماضي وحتى هذا العام هي الفوانيس الخشبية، وذلك لأنه الأرخص ثمنًا وشكله مقبول ومرغوب وفيه شيء من التراث.
وأوضح أن الفانوس ثمنه يتم تحديده حسب مقاسه والمواد الخام الذي يتكون منها، وأشار إلى أن الخامات هذا العام ارتفع ثمنها لحد كبير، ما أثر على ثمن الفانوس، الذي يبدأ من خمسة جنيهات إلى 200 جنيه.
وجاء من بعده الفانوس الحديدي الذي يتميز بالشكل الزخرفي الرائع، وأهم ميزاته أنه لا ينكسر ويعيش لأعوام بعيدة، وثمنه يبدأ من 50ج وحتى ال250.
أما الصفيح، فقال هشام إنه لا يحبذه فثمنه من 35 ل300، ولكنه يبلى بسرعة، فطريقة تصنيعه مهما كانت جيدة إلا أنه يتأثر بأقل خبطة ويفسد مظهره.
وعن القماش فقال إنه أسهل أنواع الفوانيس في تصنيعها، ظهر هذا العام هو والخرزي، إلا أن الخرزي كان له الإقبال والتأثر الأكبر، فعلى الرغم من ارتفاع ثمنه إلى حد كبير إلى أنه لقى نجاحًا كبيراً، فهو يدوي الصنع، الميدلية الصغيرة يبلغ ثمنها 25 جنيهًا، ولكن جودة تصنيعها جعلت لها مكانا في السوق على الرغم من حالة الركود العام.
وأشار إلى أن الفوانيس الصيني المتواجدة في الأسواق، هي مخزنة من أعوام سابقة، ولكن الشعب لم يعد يبالي بها لأن روح فانوسه الأصلي عادت وطغت.