عندما بدأ الليل الأخير للسنة يسدل ستائره ، شرع الرجل السبعيني البدين في لملمة “بؤجته”، ثم حملها على ظهره ليجول بها في الشوارع- كعادته كل عام، مهديا كل من يقابله ليدخل الفرحة على القلوب ويرسم أول ضحكة في العام الجديد .
وعند أحد “النواصي”، وجد امرأة واقفة في عينيها حيرة، تتلفت يمينًا ويسارًا فألقى عليها تحية العام الجديد وأعطاها أحد الهدايا فقالت له “شكراً ربنا يخليك ياعم …. ودي تطلعلها كام كيلو دي، دا أنا من بدري دايخة على اتنين كيلو، هي مش اللفة دي فيها سكر برضه”، فقال لها “لا… ” ، فقاطعته يبقى خلاص خليهالك أنا عايزه سكر“، …. سمعتها بعض النساء المارة، ففي لهفة أقبلن عليه وصحن في وجه، سكر !!! هو أنت اللي بتاخد السكر وتهربه وبتعمل أزمة في البلد، هات السكر اللي شيله ورا ضهرك ده”، ففر هارباً منهم بأعجوبة.. متمتما” سكر … سكر !!! أعطيهم هدايا الكريسماس فيطلبون سكر؟”.
وجاءه صوت من بعيد “سانتا …سانتا”، فوقف ونظر وراءه فإذ بها طفلة صغيرة تعدو وراءه وتمد يدها له ليعطيها هدية العام الجديد فأعطها هدية و قبلها في جبينها وربت على كتفها وقال لها ” merry Christmas ” وأثناء حديثه معها فوجئ بضربة قوية تأتيه على كتفه من الخلف كادت أن تسقطه على الأرض، وصوت أجش يسأله في نبرة اتهام وتهديد قائلاً “مالك ومال البت وبتبوسها ليه؟ …. يا راجل عيب على شيبتك، بطلوا بأه العمايل دي، أوعى تكون من أياهم لحسن وديني أنت تتقطع هنا”، فرد عليه “كل سنه وأنت طيب” وأعطاه إحدى الهدايا وقدم لمن معه من الشباب هدية أيضا، وفي لهفة فتح كل منهم هديته، فوجد أحدهم هديته عبارة عن ورقة ملفوفة في شكل رسالة ففرح بها الشاب وسأل سانتا أثناء فتحها: ”ما هذا !؟ عقد عمل للكويت؟ فرد سانتا: “لا دي أمنيات ودعوات لبداية السنة الجديدة” ، فقال الشاب متهكما: “أمنيات ودعوات …!! ، حرام عليك أنا افتكرتها عقد عمل” .
ثم قابل مجموعة من الفتيات التي كن يتسوقن لشراء ملابس العيد، ففرحن جداً للقاءه وأقبلن عليه ليسلمن عليه ويأخذن هدايا العيد، فأهداهم أجراس و نجوم الكريسماس، فقالت أحدهن “حاول تتطور نفسك أكتر من كده يا سانتا محتاجين الهداية تبقي لبس وشنط وأحذية بدل الحاجات الرمزية دي، أديك شايف الأسعار عاملة أزاي، إحنا رجلينا ورمت علشان نلاقى حاجة حلوة ورخيصة بس فاشلنا وكل من نسأل عن سبب غلاء الأسعار يقولولنا علشان زيادة سعر صرف الدولار ” فضحك… بابا نويل وطمأنهن أن غد أفضل بانتظار البلاد .
وعندما أقترب العجوز ليدخل إلى أحد الكنائس فوجئ بأعداد كبيرة من رجال الأمن، عند باب الكنيسة و طالبوه أن يدخل من البوابة الإلكترونية فقال لهم “أنا سانتا كلوز جئت لأقدم الهدايا ثم أرحل” فطالبه أحد رجال الأمن بخلع حزامه وأخذ يتفرس فيه، وسأله ”دا حذام عادي ولا ناسف ؟ ” ، وأخذ يربت على بطنه وأكتافه ورجليه وقام بتفتيش الهدايا …..، فتعجب بابا نويل مما يحدث !!! ، ثم دخل الكنيسة وقدم هدايا الميلاد، وبعدها وقف ليصلي إلى الله متمنيا عاما جديدا ملئ بالسلام والأمان والرخاء ليعم مصر والعالم كله .