تحدثنا في المقال السابق عن كيفية نشأة بذرة الإيمان داخل الإنسان نتيجة للصراع بين الأيمان بوجود إله و الصراع مع الطبيعة والصراع في داخل الإنسان نفسه.وسنتناول الآن بمفهوم أشمل وأوسع مفهوم الإيمان.
لكى نبحث عن نشأة بذرة الإيمان داخل الانسان لابد أن نفهم أولاً معنى كلمة الإيمان
v الإيمان هو مفهوم عام وشامل يعبر عنه بأنه معتقد موثق فى حقيقة اوقيمة ، شخص اوفكرة او شيئ ما ويتم التعبير عن هذا الايمان بممارسات منظمة تجاه هذا الشىء وهو ما يعبر عنه بالدين وسنتناول الان هذ المفهوم بشىء من التفصيل .
الامر اشبه بهرم قاعدته تبدأ بالثقة التى لا تلبث أن تتحول الى معتقد الذى بدوره يتحول الى ايمان يعبر عنه بالدين .
v الثقة اعتماد راسخ على صحة وقدرة وخصائص شخص ما او شيئا ما ، وتأتى الثقة من التعامل والخبرات التى بدورها تتحول الى حالة ذهنية ثابتة وراسخة تجاه هذا الشخص او الشىء حتى وان انتفت وجود ادلة منطقية اوحسية لاثبات ذلك وهذا ما ندعوه ( معتقد )
v المعتقد هو حالة ذهنية وشخصية ثابتة وراسخة من الثقة بدون استناد على أدلة منطقية وحسية .
هذا كله لايتحقق ولايمكن ان ينشأ الا بفهم وادراك هذه الحالة وهذا فى مجمل الامر ما ندعوه ايمانا .
من هنا يمكننا تعريف الايمان على أنه فهم وادراك ووعى لحالة ذهنية وشخصية ثابتة وراسخة من الثقة تجاه شخص اوفكر او شىء ما ، معتمدا اعتمادا راسخا على صحة وقدرة وخصائص الشخص او الفكر او الشىء وإن إنتفت الادلة المنطقية والحسية لاثبات ذلك حينها . هذا الايمان يترجم الى مجموعة من المشاعر والممارسات المنظمة والمؤسسة بواسطة التعاليم والتقاليد تجاه هذا الشخص او الفكرة او الشىء ( هذا ما ندعوه بالدين ). |
v الدين هو مجموعة من الممارسات والمشاعر المنظمة المؤسسة على معتقدات دينية بواسطة التعاليم والتقاليد وتنظيم للممارسات الايمانية تجاه ما يؤمن به الانسان.
ربما نجد في بعض المعتقدات أن مفهوم الإيمان يتوقف في مرحلة ما من المراحل السابقة لكن بصفة عامة لا يستطيع الإنسان أن يحيا بدون إيمان من عصور ماقبل التاريخ و حتي الآن و هذا ما سنتناوله في المقالة المقبلة عن دوافع الإيمان.