مريم العذراء في نبؤات العهد القديم ( ٢ )
سليمان الحكيم :
يُصوّر سليمان الحكيم مريم العذراء بعروس ذات الملامح الطاهرة. ولذلك تستعمل الكنيسة المقدّسة أناشيده في التغني بأمجاد مريم والإشادة بفضائلها، لأنها لا تجد في الواقع أجمل مما ورد على لسان أحكم الملوك .
يقول سليمان الحكيم : ” فلذلك أحبّتك العذراى “( نشيد الأناشيد : ١ – ٣ ) …. ” كالسوسنة بين الشوك ، كذلك خليلتي بين البنات “( نشيد الأناشيد ٢ : ٣ ) …. ” من هذه الطالعة من البريّة كأعمدة من دُخان ” ( نشيد الأناشيد ٣: ٦ ) …. ” كُلُّكِ جميلةٌ يا خليلتي ولا عيب فيكِ ” ، ” أُختي العروس جنّةٌ مقفلة ، وينبوع مختوم ” ( نشيد الأناشيد ٤ : ٧ و١٢ ) …. ” من هذه المشرقة كالصُبح ، الجميلة كالقمر ، المُختارة كالشمس ، المرهوبة تحت الرايات ؟” ( نشيد الأناشيد ٦ : ٩ ) .
أشعياء النبي :
هو ايضاً بدوره ينبئ العالم بآية الرحمة فبقول : ” إسمعوا يا بيت داؤد . أقليلٌ عندكم أن تُسئموا الناس حتى تسئموا إلهي ايضاً ؟ فلذلك يؤتيكم السيدُ نفسه آيةً : ها إنّ العذراء الصبيّة . تٓحمِلُ فتلِدُ ابناً وتدعو اسمه عمّانوئيل ” ( أشعيا ٧ : ١٣ – ١٤ ) . هكذا يُعلن أشعياء النبي فضائل مريم أي بكارتها المثمرة وأمومتها الإلهية.
ويتغنى أيضاً بمريم قائلاً : ” ويخرج غُصنٌ من جِذعِ يٓسّٓى ويٓنمي فٓرعٌ من أصوله . ويٓحِلُ عليه روحُ الرّب ، روح الحِكمة والفهم ، روحُ المشورة والقّوة ، روحُ العلم وتقوى الله ومخافته ” ( أشعياء ١١ : ١ – ٣ ) .
فذاك الفرع بأجماع المفسرين الاهوتيين هو إشارة إلى ” مريم ” التي لا عيب فيها و وتلك الزهرة هي ” الكلمة المتجسّد ” .
أرميا النبي :
يُحيّ الإمرأة الممتازة التي تحمل في أحشائها الطاهرة ابناً هو الرجل الكامل. وذلك بقوّة العلي وعلى خلاف النواميس الطبيعية ، ” فإنّ الربّ قد خلق شيئاً جديداً في الأرض : أُنثى تُحيط برجُل ” ( أرميا ٣١ – ٢٢ ) .
وعديدة هي الآيات التي وردت في العهد القديم وأشارت إلى مريم العذراء ، وكل ما ذكرناه يكفي لإثبات أن لمريم مكاناً جديراً في النبؤات التي بشّر بها العالم، وإن ما تصوره الآباء والأنبياء عن يسوع ومريم قد غمرهم غبطة وسروراً ، ولذلك حقت فيهم كلمة القديس بولس القائل ” بالإيمان ماتٓ أُولئك جميعاً ولم يحصلوا على المواعيد ،بل رأوها وحيّوها عن بُعد . واعترفوا بأنهم غرباء نُزٓلاء في الأرض” ( الرسالة إلى العبرانيين ١١ : ١٣ ) .