الأنبا موسى.. إبتسامة نحيا بها
فى أكتوبر عام 1975 طرق أميل عزيز – نيافة الانبا موسى – باب دير الانبا صموئيل المعترف طالباً الرهبنة رغبة منه فى البعد عن ضجيج الحياة .. بعيداً عن شباب جيله حتى تكون له فرصة لقاء دائم مع الله، حمل اسم الاخ روفائيل الصموئيلى الا ان مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة اراده بجواره حتى يتعرف عليه عن قرب فأخذه بسيارته الخاصة الى دير البرموس و رسم راهباً بأسم القس انجيلوس البرموسى فى 24 ابريل عام 1976، ثم صار اميناً للدير عام 1977 و رسم خورى ابيسكوبوس عام 1978 ثم اسقفاً للشباب فى 25 مايو 0 198..
و منذ ذلك الحين صارت حياته ملكاً للجميع فيرى فيه كل ابناء الكنيسة القبطية اباً يتسع قلبه لافكارهم و طموحاتهم و همومهم ايضاً .. و يرى هو فيهم الطاقة و المحرك و المفكر المتجدد للوطن و الكنيسة.. و لان حياته صارت ملكاً للجميع فلا تجد مقره – دير الملاك – يوماً الا و ممتلئ بابناءه فيستقبل الجميع بوجه ممتلئاً بالبشاشة و كرم الضيافة و دفء الحوار .. تذهب اليه مهموماً فتجد كل أحمالك خفت حتى قبل أن تتكلم و هذا ما يجعلنى كثيراً أتساءل ما السر؟ .. هل هى عذوبة الابتسامة؟ .. أم دفء العلاقات؟ .. أم بساطة التعبير؟ .. أم اتساع القلب؟
نيافة أنبا موسى كما عرفته عن قرب، كل وقته متنقلاً من لقاء لاخر راجياً ان يغطى كل احتياجات الشباب ناظراً الى المستقبل بكل ما يخبئه له من متغيرات و بكل بصيرة ثاقبة يبحث عن الحلول .
روحه الشابة الرحبة و المحبة و الخيرة و حسه الرفيع مثلاً مركزاً لاستقطاب محبة و اهتمامات الشباب و تمحورهم حوله .. فهو أسقف مثقف، لاهوتى ضليع، و كتاباته الروحية عميقة، مشكلات الشباب المجتمعية هى مادة عظاته و تعبر كتباته المستمرة عن حالة تصالح بين الروحانية و الثقافة، الايمان و العلم هذه الثنائية التى اذا تشابكت افسدت الكيان الانسانى و اذا تلاقت كانت مصدر غنى للشخص، يعرف نيافته مشكلات الشباب بعين الباحث يحللها و يتفهم جوانبها المتعددة المختلطة.. واعظ متجول و مقتدر فيصل للجميع الكبير و الصغير، المثقف و الذى لا يعرف القراءة و الكتابة، المبتدئ فى الروحيات و اللاهوتى، بكلماته الدقيقة البسيطة القليلة المعبرة المفرحة جداً و المعزية سهلة الحفظ و أيضاً الاهم الدافعة و سهلة التطبيق للجميع، فعظته تتكون دائماً من ثلاث الى اربع فيخرج المستمع حافظاً لهذه النقاط ليحياها.. رجل محبة و حوار فساهم فى فتح ساحات الكنائس للمبادرات الحوارية بين المصريين جميعاً أقباطاً و مسلمين و من جميع المدارس الفكرية و السياسية.