إذن كيف يمكن أن ندعو المسيح ابن الإنسان؟
أي ابن الإنسان الذي أخطأ وحكم عليه بالموت..
وكيف يمكن أن ندعوه آدم الثاني حسب تعليم الكتاب1كو15:45وكيف يكون ابن الإنسان الذي يحمل خطية ذلك الإنسان وهو لم يأخذ نفس طبيعته؟
3- المعروف أننا ولدنا بنفس الطبيعة الخاطئة الفاسدة.
وليس بروح جديدة طاهرة لم تخطيء ولهذا يقول داود في المزمور الخمسينلأني هأذا بالإثم حبل بي وبالخطية اشتهتني أميأين هو هذا الإثم وهذه الخطية إن كنا نولد بروح جديدة مخلوقة نزلت من عند الله لم تعرف خطية بعد؟’إنما يقول بالإثم حبل بي حينما يكون قد حبل به بروح خاطئة هي من نسل آدم!!
فإن قلنا إنه يتكلم عن خطيئة الجسد نقع في إشكال آخر وهو:
4- ما ذنب روح بريئة طاهرة تتحد بجسد نجس خاطيء؟
وهكذا تتنجس بنجاسته ولا تكون نجاسة طبيعية فيها إنما تكون نجاسة من طبيعة آدم الذي أخطأ ونحن في صلبه.
وكأن فينا طبيعتين إحداهما تحت حكم الموت والأخري طاهرة ليست تحت حكم الموت فما ذنب الروح الطاهرة في أن تتحد علي الرغم منها بعنصر الجسد..كأني بعروس جميلة طاهرة يزوجونها برجل أبرص فتتحد به وتأخذ من برصه وليس في هذا عدل.
5-والذين ينادون بخلق الروح يختلفون في وقت خلقها وفي وقت اتحادها بالجنين.
البعض يقول بعد شهر من الحبل والبعض يقول بعد أربعين يوما والبعض يقول بعد أربعة أشهر أو بعد كمال تكوينه الجسدي.
وهكذا يدخلون في موضوعات فوق مستوي إدراكهم البشري ولايمكنهم أن يدخلوها في نطاق العلم ولافي نطاق الدين ولايمكنهم إثباتها بنصوص كتابية وإنما هي مجرد تكهنات يقدمها بعض رجال الدين كعقيدة وبعض علماء الأرواح كعلم وبهذا يقع هؤلاء وأولئك في مشكلة ‘أخري هي:
6-بهذا المعتقد يمكنهم أن يقولوا بجواز الإجهاض في فترات الحمل الأولي.
حينما لايكون إنسان قد تكون بحسب عقيدتهم قبل حلول الروح فيه أي يكون مجرد دماء في بطن الأم بلا روح يمكن إسقاطها دون أن نقول إن إنسانا قد تم قتله بالإجهاض!
وفي هذه الحالة يتوقف تصريحهم بالإجهاض علي اعتقادهم في موعد حلول الروح في الجسدحسب فكرهم بعد شهر أو بعد أربعة أشهر والمعروف أن الإجهاض مؤثم من وجهة نظر الدين ومن جهة نظر القانون المدني لأنه يحمل معني ارتكاب جريمة قتل.
7- إن كان الله يخلق الروح لكل إنسان علي حدة فهل يخلقها علي صورته ومثاله كما في البدءتك1
طبيعي أن الله لايخلق شيئا شريرا فإن خلق للمولود الجديد روحا علي صورة الله فما الحكمة أن يدعها تتحد بجسد خاطيء ثم بعد الولادة من الأم تتعمد لكي تكون خليقة جديدة مرة أخري لأنه قيلإن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة2كو5:17فهل يحمل هذا لونا من الازدواج في الخلق أو تكرارا في الخلق بالنسبة إلي كل إنسان منا؟. ما معني أن الله يخلق للإنسان روحا يعود فيخلقها روحيا من جديد بعد بضعة أشهر؟
8- وهل غير المؤمنين أيضا سيخلق لهم أرواحا جديدة علي صورته كشبهه؟
بينما يولد البعض منهم ملحدا إن كان من أسرة ملحدة أو يولد عابدا للأصنام أو يولد غير مؤمن إن كان من أسرة غير مؤمنة وهو منذ بضعة أشهر له كان روحا علي صورة الله كشبهة ومثاله؟
9- إننا ننادي بأن الإنسان يلد إنسانا من نوعه وتحبل المرأة بابن من نفس نوعها
وهكذا كل الكائنات الحية تنتج نسلا أو تنتج ثمرا من نفس النوع من نفس الجنس وهكذا الإنسان بلا شك نسله فيه من نفس الطبيعة مادام الإنسان له روح يكون نسله له روح من نفس وقت الحبل به.
ولكن الذين يقولون بعقيدة خلق الروح لهم آراء لا مانع من أن نناقشها معهم.
نقطة بسيطة يمكن تجاهلها وهي اعتمادهم عليعاموس4:13في قوله عن الله فإنه هو الذي صنع الجبال وخلق الروح.
فنقول إن الله هو أب للإنسان كله جسدا وروحا وهكذا دعي في الكتاب أبا لنا وليس لأرواحنا فقط وإنما ذكرت عبارة أبو الأرواح هنا لتمييز الله عن آبائنا حسب الجسد فإن كنا نخضع لهؤلاء الآباء فبالأولي لله. علما بأن آباءنا حسب الجسد قد ولدونا أيضا جسدا وروحا وهكذا الله يولد له كل منا في المعمودية إنسانا جديدا جسدا وروحا.
يحتج هؤلاء بالآيات التي وردت فيها جابل الروحزك12:1وما أشبه من عبارات الخلق.
فنقول إن الإنسان كله يعتبر مخلوقا باعتباره مولودا من مخلوق وليس المقصود خلقا مباشرا له والأمثلة عديدة.
يقول الكتاب اذكر خالقك في أيام شبابكجا12:1بينما هو يكلم إنسانا مولودا ولكنه من نسل مخلوق فيعتبر مخلوقا ويقول الرب لتلاميذه اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها مر16:15 بينما كلهم مولودون ولكنهم من نسل مخلوق ويقال في سفر الرؤيا لأنك أنت يارب خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت رؤ4:11.
كل البشر يعتبرون مخلوقين لأنهم من أصل مخلوق.
مع أنهم مولودون من آباء وأمهات ولم يخلقوا مباشرة.
فيقول الكتاب فليعرف كل الناس خالقهم أي37:7ويقول ليفرح إسرائيل بخالقه (مز149:2) وأيضا نجثو أمام الرب خالقنامز95:6 نعم لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها (أف 2:10) الكل مخلوقون كبشر, ليس كأرواح فقط.
الإنسان كله يعتبر مخلوقا مع أنه مولود من امرأة.