وانتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء ( ٢ )
والآن من يستطيع أن يصف جلال مشهد إنتقال مريم العذراء إلى السماء، وما نالته من تعظيم وإكرام نظراً لسمو فضائلها؟
أليست هي التي يصفها صاحب نشيد الأناشيد بقوله: ” من هذه الطالعة من البرية كأعمدةٍ من دخان معطرٍ بالمُرِّ والبخور” ( نشيد الأناشيد ٣ : ٦ ) و”من هذه المشرفة كالصبح الجميلة كالقمر المختارة كالشمس المرهوبة كصفوف تحت الرايات” ( نشيد الاناشيد ٦ : ١٠ ) .
ومن يستطيع أن يحصي النعم التي أمطرتها على العالم، والإنتصارات التي أحرزتها والخيرات التي غمرت بها الجنس البشري ؟
أليست هي التي سحقت رأس الحية القديمة، وأصلحت الخطأ الذي سببته المرأة الأولى، والتيً ولدت لنا مخلصاً ومنقذاً، وفتحت لنا ابواب السماء ؟
أليست هي التي استحقت أن تدعى ملجأ الخطأة، وشفيعة البؤساء وكنز النعم ووسيطة خلاصنا ؟
نعم كم هي طاهرة ومحبوبة وقديرة وأهل لتعظيم وتكريم البشر.
وقد كان انتقالها عظيماً نظرًا لسمو مكانة من كان بصحبتها، لأن القديس برناردس والقديس أنسلموس يقرّان بأن السيد المسيح كان على رأس هذا الموكب الجليل وفي معيته الطغمات الملائكية والآباء والأنبياء والرسل والمعترفين والشهداء والعذارى وجميع القديسين مستصحباً أُمه الطاهرة للملك المُعد لها !…
وهذا ايضاً ما تشير إليه الآية: “من هذه الطالعة من البريّة المستندة على حبيبها ” ( نشيد الأناشيد ٨ : ٥ ) ، وعندما رآها ابنها يسوع حيّاها قائلاً: ” قومي وإنهضي يا خليلتي، يا جميلتي، وهلُمّي . فإن الشتاء قد مضى والمطر وقف وزال، قد ظهرت الزهور في الأرض ” ( نشيد الأناشيد ٢ : ١٠ ) .
( للمقال صلة )
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
أسقف الإسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك