داود النبي تنبأ عن صعود السيد المسيح إلى السماء، و ذلك قبل الميلاد بأكثر من ألف سنة، فيقول في (مزمور68 : 32 – 34) : “يا ممالك الأرض غنّوا لله رنِّموا للسيّد. للراكب على سماء السماوات القديمة هوذا يعطي صوته صوت قوة. أعطوا عِـزّاً لله على إسرائيل جلاله و قوته في الغَمام”. وفي (مزمور 47 : 1 و 5 ) :”يا جميع الأمم صفّقوا بأيديكم، هلّلوا لله بصوت الابتهاج.. صعد الله بهتاف الرب بصوت البوق”، و في (لوقا 9: 60 ) يقول السيد المسيح :”.. اذهب أنت و بشّر بملكوت الله”، لأن الذي نزل إلينا على الأرض و تمّم الفداء كان لابد أن يرجع مرة أخرى إلى مكانه عن يمين الآب، “ليس أحد صعد إلى السماء إلاّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء” (يوحنا 3: 13 ).
بالعمل الخلاصي الذي أكمله السيد المسيح، و قيامته من بين الأموات، و سبيه سَبْياً، أرسل للتلاميذ الروح القدس حيث قال لهم :”لا تبرحوا أورشليم إلى أن تُلبسوا قوةً من الأعالي” ( لوقا 24: 49). لذا يقول داود النبي في المزمور (68: 19) :”مباركٌ الرب الإله، مبارك يوماً فيوماً”.
“مَن آمن و اعتمد خلص” (مرقس 16: 16)، الإيمان بعمل المسيح الخلاصي، بتجسده من الروح القدس في ملء الزمان، و تأنُّسه من العذراء مريم في ملء الزمان، و صلبه على الصليب لفداء البشرية، و قبض على الشيطان الذي تسبّبَ في موتنا بالذنوب و الخطايا، رئيس سلطان الهواء، الروح الشرير، الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (أفسس2: 1 – 3)، فالسيد المسيح قبض على إبليس، و وضعه في الجحيم، و أخرج الذين ماتوا على رجاء، بدءاً من أبينا آدم إلى يوحنا المعمدان و دخل بهم إلى الفردوس، هذا الذي عمله ابن الله بنعمته نحن مُخَـلَّصون ( أفسس2: 8 ). و نحن مُخلَّصون مجاناً الآن بدمه الذي لا خلاص إلا به – دم المسيح – فبدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عبرانيين9: 22)، و نحن أيضاً عمله، مخلوقين في المسيح يسوع، لأعمال صالحة سبق الله فأعدّها لنسلُك فيها ( أفسس2: 10)، نسلُك حسب وصايا الإنجيل (متى19: 17). ” فنحن لبسنا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البِّر و قداسة الحقّ (أفسس4: 24).
لذا بعدما ارتفع المسيح عن التلاميذ إلى السماء، جلس في يمين الآب، رجعوا و كرزوا في كل مكان و كان الرب معهم ( مرقس16: 20). هذا العمل الذي عمله ابن الله قال عنه الرسول بولس : “بالإجماع عظيم هو سر التقوى؛ الله ظهر في الجسد تبرّر بالروح تراءى لملائكة، بُشِّر به بين الأمم، أومن به العالم و صعد بالمجد “(1تيموثاوس 3: 16).
بركة عيد الصعود المجيد تكون معكم وتفرح قلوبكم.