ليت علماء الأرواح عاشوا في دائرتهم فقط,ولم يتدخلوا في شئون الدين ولكنهم للأسف يتعرضون للدين بطريقة غير مقبولة إطلاقا
ونضرب لذلك مثلا بكتابالمسيح قادمللدكتور علي عبد الجليل راضي.
في هذا الكتاب في باب أرواح الحواريين تتكلمذكر أنه أمكن استحضار روح القديس يوحنا وروح القديس بولس وأنه أذيعت لهما أصوات مباشرة باللغة البرتغالية من محطات إذاعة برتغالية ص197. وتعرض لصحة الإنجيل الرابع وأنه ساعده فيه صديقه وزميله الشاب القسيس يوحنا!!وأن كتاب سفر الرؤيا ألهمها دانيال النبي!!ص199إلي غير ذلك من الخرافات التي نسب قولها إلي القديس يوحنا الإنجيلي وهذه مهاجمة للدين باسم علم الأرواح.
بل نسب إلي القديس يوحنا أنه قالالمسيحية في هذا العصر تبدو لي كنوع مبهم من السحر أو الوثنية هي أقرب إلي آراء بولس أكثر من قربها إلي تعاليم عيسي وروحه وبولس منذ انتقل إلي هنا أصبح يوافقني علي رأيي هذاص200.
ولا يعقل إطلاقا أن يقول القديس يوحنا مثل هذا الكلام لعل شيطانا ظهر للذين يحضرون الأرواح وقال إنه يوحنا الإنجيلي.
فالقديس يوحنا الإنجيلي لم يتكلم باللغة البرتغالية ولايمكن أن يهاجم القديس بولس الرسول ولا أن يصف المسيحية بالسحر والوثنية!!بينما أهم تعاليم المسيحية مأخوذة من القديس يوحنا ويوجد فيها اتفاق تام مع كتابات القديس بولس الرسول ولايعقل أن القديس بولس يغير تعليمه اللاهوتي بعد ذهابة إلي العالم الآخر!!
وهناك مهاجمة لبعض العقائد المسيحية ص201-205منسوبة إلي الأرواح التي قيل إنهم حضروها ولاندري نحن حقيقتها, وفي ص204 يقول علي لسان ذلك الروح الذي أسموه القديس يوحناأن سفر الرؤيا المنسوب إلي ماهو إلا مجموعة عملها كاتب أو أكثر من اللذين وهبوا بعض المعرفة عن التعاليم المسيحية والخيالات الشرقية غير العادية.
وطبعا هذا مناقض لما ورد فيص199أن سفر الرؤيا ألهمها دانيال.
ثم يذكر كلاما منسوبا إلي القديس لوقا الإنجيلي كله مهاجمة للعقائد المسيحية ص205-207 وينكر كتابته للإنجيل الحالي ويهاجمه!!
وبنفس الأسلوب ينسب حديثا للقديس متي ص207.
وحديثا آخر منسوبا للقديس بطرس ص208, وحديثا منسوبا للقديس بولسص208-209 يقول فيهوولادة عيسي ولادة طبيعية إذا أضفنا إليها طاقة مقدسة سماوية تسمي الروح القدس!!ويقول وقال بولس أن عيسي بعد ذلك ألهم يوحنا ليكتب للكنائس السبع.
وطبعا هذا ضد ما قيل إنه ألهمها دانيال ص199وأنها عملها كاتب أو أكثر من الذين وهبوا بعض المعرفة والخيالات الشرقية غير العاديةص204
فيبدو بين تلكالأرواح المحضرةألوان من التناقض..
بعد ذلك يذكر وصول رسائل من أنبياء بني إسرائيل من النبي موسي ومن النبي صموئيل والنبي إيلياسص210-212وكلها مهاجمة للمسيحية.
وكل هذا يجعلنا نوقن بأناستحضار الأرواحاستخدم استخداما مذهبيا وأن الأرواح التي ظهرت أو تكلمت لايمكن أن تكون أرواح رسل أو أنبياء!!
لأنه ما قدرة أولئك الوسطاء أن يحضروا روح نبي أو رسول؟
أهكذا تكون أرواح الأنبياء والرسل العوبة في أيدي أولئك الوسطاء الذين ذكرهم الملف مثلجيمس بيبلزأو غيره.
وكيف نصدق ما يقوله أولئك الغربيون وما أكثر الانحرافات في محيطهم!!وكيف نقول عما يصدرونه في كتبهم إنه علم؟
أود أن يكون مقالنا المقبل عنتحضير الأرواحونحقق في هذا الأمر:هل هو خدعة أم هو علم..؟وكيف يمكن الوصول إلي أماكن أرواح الأبرار واستحضارها ثم صرفها!
هل الروح مخلوقة أم مولودة؟..
البعض يثير هذا الموضوع فيقول إن جسد الإنسان هو الذي يولد من الوالدين ثم يخلق الله روحا تحل في هذا الجسد فيصبح إنسانا كاملا وهكذا تكون الروح مخلوقة بينما الجسد هو المولود!!
فمن أين أتي هذا الفكر؟وكيف نادي به بعض اللاهوتيين؟
الفيلسوف اليوناني أفلاطون قال: إن الأرواح كانت في عالم المثل وهي تهبط لتحل في الأجساد وأوريجانوس تأثر بالفلسفة الأفلاطونية وعن أوريجانوس أخذ كثير من محبيه غير ناظرين إلي أخطائه التي أدت إلي حرمانه من الكنيسة.
ونحن نريد الآن أن نرد علي موضوع خلق الروح..
إنه موضوع قديم وقد حسمه القديس أوغسطينوس في حواره مع جيروم فقال:لايمكن أن تكون الروح مخلوقة وإلا فلماذا نعمد الأطفال؟
1- لو كانت الروح مخلوقة لاتكون قد ورثت الخطية الجدية الأصلية.
وإن كانت لم ترث الخطية إذن فما لزوم عمادها في العماد يتبرر الإنسان من الخطية الجدية ويموت الإنسان العتيق الذي ورث الخطية ليبطل جسد الخطيةرو6:6ويقوم إنسان جديد قد لبس بر المسيحغل 3:27فإن كانت الروح الإنسانية هي روح جديدة لا علاقة لها بالإنسان القديم فما علاقتها بالمعمودية التي ندفن فيها للموت مع المسيحرو6:4نقولمدفونين معه بالمعموديةكو2:12
2- كذلك إن كانت الروح مخلوقة تكون روحا غير آدمية أي ليست من نسل آدم وبهذا تكون لنا طبيعتان طبيعة آدمية وطبيعة أخري غير آدمية.
ولا نستطيع أن نقول إننا من بني آدم!
وكيف إذن ينطبق علينا قول الكتاب إنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميعرو5:12فهنا أرواح الجميع لم تخطيء.
وحينئذ نقع في خطأ آخر من جهة طبيعة المسيح!
إننا نقول إن طبيعة المسيح هي اتحاد طبيعتين:الطبيعة اللاهوتية مع الطبيعة البشرية علي أنه لو صح رأي هؤلاء يكون السيد المسيح من ثلاث طبائع لأنه بالإضافة إلي الطبيعة البشرية الآدمية تضاف طبيعة أخري غير آدمية!