“حينئذ يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم” (مت 13: 43)
عندما نتذكر شهداء الكنيسة بكل إعزاز وتقدير منذ فظاعة الإضطهاد على الكنيسة الذي سمي بعصر الشهداء وحتى في عصرنا هذا شجرة الكنيسة تروى بدم الشهداء .. فتذكرنا بما حدث لأقباط مصر في عيد من أهم أعياد السنة الروحية عيد السعف (أحد الشعانين) 9 أبريل 2017، واالسبب هو الأفكار المظلمة والتعاليم المنحرفة ، كانت هي الأعمال المؤسفة في كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بطنطا ، وكنيسة الشهيد العظيم مارمرقس بالأسكندرية وما أسفرت عنه بسفك دماء عدد كبير من الشهداء غير المصابين بأيد غادرة وفكر خاطئ.
بما أن الفن مرتبط بحياة المجتمع ، نجد الفنان فيكتور فاخوري قد تعايش مع ما حدث للمؤمنين الأقباط وتكريماً لشهداء الكنيستين رسم تلك الصورة الحية في شكل أيقونة مستشهداً بسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي إصحاح 7 آية 9 و 10 ” بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ . وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: “الْخَلاَصُ لإِلهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ”.
يمكن من خلالها أن نصل إلى قراءة فنية ورؤية بما أنعمت به السماء على الشهداء من أكاليل.. هكذا نجد المعنى في تكوين الصورة.
في أعلى اللوحة نلاحظ الملائكة واقفين حول العرش والأربعة حيوانات ، وفي وسط الأيقونة رسم السيد المسيح جالساً على العرش وهو الذبيحة (حمل الله حامل الصليب باللون الأحمر) فداء للبشرية، ومن حوله يميناً ويساراً نجد الشهداء واقفين على مركب (رمز الكنيسة التي بها ينجو المؤمنين للحياة الأبدية)، وفي كل جانب يقف شفيع كل من الكنيستنين ( الشهيد مارمرقس عل اليمين والشهيد مارجرجس على اليسار)، وتحت أرجلهم صور الفنان دماء الشهداء باللون الأحمر (رمزا لكنيسة الشهداء)، وكذلك نرى اللون الاحمر في ثياب الشهيد مارمرقس ومارجرجس، واللون الاحمر ليس فقط علامة للاستشهاد وسفك الدماء ، ولكنه أيضا يرمز للعظمة والقوة الكامنة للمعنى، نجده أيضاُ في اللون الذهبي الذي يغطي معظم خلفية اللوحة.
عن الألوان المستخدمة في اللوحة، نلاحظ شفافية اللون الأبيض الذي يرمز للنقاء والطهارة نجده في ثياب السيد المسيح والملائكة والشهداء، وفي أيديهم سعف النخيل وهو رمز الفرح والإنتصار بلونه الأخضر الذي يرمز للحياة والسلام، وهو
تعبير عن الفرح الحقيقي بالانتقال للحياة الأبدية.
وفي أسفل اللوحة كرر الفنان إستخدامه للون الأخضر في شكل زخارف هلالية رمزاً للنماء، ورسم النيل باللون الأزرق وصفائه، واللون البني بدرجاته إستخدمه في زخارف لأشكال النخيل في أعلى اللوحة وزخارف المركب ( وهي موتيفات فرعونية).
تعد جميع الايقونات الموجودة في الكنائس لوحات مقروءة أو سنكسار مرئي لكل شهيد تبرز مدى حبه للرب يسوع وتمسكه بالإيمان المسيحي، والإستشهاد من أجله
فاللون المرسوم يتحول إلى أحاسيس ومشاعر كالحياة والموت.
هذه هى حياتنا فى السماء ويشاركنا فى هذا الفرح الملائكة والقديسين، فرحة المجاهدين بدخولهم أرض الميعاد السمائية، فرحة السمائيين تظهرفى تسابيحهم بالشهداء ، أفراح وتسابيح لأجل الخلاص الذى تم.