أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة دكتور هيثم الحاج علي، كتابا بعنوان “الحضارة المصرية في العصر القبطي الأول “مصر المسيحية من القرن الأول حتى الثامن الميلادي”، للدكتور ميخائيل مكسى إسكندر.
ويرى مؤلف الكتاب أن هناك تجاهلا للفترة القبطية المسيحية الممتدة من القرن الأول الميلادي حتى القرن الثامن الميلادي.
وقد جرى رأي علماء الآثار والتاريخ اليوناني والروماني والبيزنطى، على إطلاق أسماء الدول الاستعمارية على الفترة المذكورة دون الإشارة إلى أن المصريين الأقباط هم صانعوا الحضارة في تلك المرحلة.
كما تم تجاهل دور الكنيسة ولذلك ألقى الكاتب الضوء على هذه المرحلة.
يكشف هذا الكتاب عن الجذور الحقيقية للحضارة القبطية الأولى، حيث أن “مصرايم بن نوح” كان قد حمل معه إلى مصر عبادة الإله الواحد نقلا عما تعلمه بالتلقين من أبيه نوح وجده، والراجح أن العبادة السماوية السليمة بقيت في أجياله التالية، ثم بدأت تتحول شيئا فشيئا عن أصولها الإلهية وبقيت بحيث يحسبها الناظر إليها أنها عبادة وثنية، لكن هذه العقائد الأولية هي التي قربت أذهان المصريين من المسيحية ومبادئها، وذلك عندما جرى التبشير بها في مصر فأقبلوا عليها واعتنقوها بحب، رغم ما أنزله بهم أباطرة الرومان القساة من اضطهاد وتنكيل.
وعن أهمية دراسة العصر القبطي (المصري) المسيحي يقول المؤرخ دكتور عبد الوهاب بكر، إن إسقاط فترة تصل إلى ستمائة سنة من تاريخ مصر يجعل منهج التاريخ أعوج وبه خلل ولابد من تدريس الحقبة القبطية، ويقول المؤرخ دكتور إسحق عجبان إن العصر القبطى بأحداثه وحضارته يجمع بين المفهوم الدينى والانتماء الوطني.
كما يرفض دكتور رأفت عبد الحيمد وغيره من الباحثين والمؤرخين اعتبار العصر القبطي هو العصر الروماني المتأخر أو البيزنطي المتقدم.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب تتناول :سكان القطر المصري قديما وتتطور اللغة القبطية، والحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية في العصر القبطي المسيحي.
كما يتناول الكتاب تطور التعليم والمعارف المختلفة في مصر المسيحية ودور الأقباط في الاكتشافات الجغرافية، ويعرض موجز تاريخ الفن القبطي المسيحي. بالإضافة إلى ملحق للصور والخرائط.
Discussion about this post