تعتبر العلاقات المصرية الفرنسية من العلاقات المميزة بالنسبة لمصر، ففرنسا من الدول التى دعمت مصر في ثورة 30 يونيه واحترمت إرادة ورغبة الشعب المصرى في اختيار حاكمه، فعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية اعتبرت فرنسا الدولة المصرية حليفا وشريكا هاما لها في عدد من القضايا اولها الحرب الدولية على المنظمات الإرهابية بالإضافة إلى الصفقات السياسية العسكرية التى تتم بين الحين والاخر، والان يستعد قصر الإليزيه لإستقبال الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون.
وكان جان لودريان وزير الدفاع الفرنسي والذى زار مصر في فبراير الماضى وهو احد اعضاء الحملةالانتخابية لماكرون، حيث ألتقى بالرئيس السيسي والذى منحه وسام الجمهورية تقديرا لمساهماته في تحقيق طفرة في التعاون العسكرى بين البلدين.
قال المستشار أحمد ابوزيد المتحدث باسم الخارجية، مما لاشك فيه ان العلاقات المصرية الفرنسية علاقات استراتيجية ثابتة ، ونحن من جانبنا اصدرنا بيانا نتطلع فيه إلى استمرار العمل مع الرئيس الجديد وكذلك الحال من الجانب الفرنسي الذى ابدى ترحيبه لاستمرارية العلاقات في المرحلة القادمة مع مصر، مشيرا أنه دائما وابدا كانت العلاقات المصرية الفرنسية علاقات متشعبة وتشمل مجالات عديدة، مؤكدا اننا نأمل في المرحلة القادمة ان يكون هناك تطور جديد في العلاقات والاتصالات من جانب الطرفين.
من جانبه أشار السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية سابقا ، إلى ان نجاح ماكرون يعكس رغبة الأغلبية الفرنسية سواء اليمين المعتدل او الوسط بالاضافة إلى جزء لايستهان به من الاشتراكيين في استمرارية السياسية الفرنسية التى كانت تتبعها سواء في علاقاتها مع دول الشرق الأوسط او بداخل الاتحاد الاوروبى او في رغبتها في مكافحة الإرهاب، وكذلك في تعاملها مع الأقليات داخل فرنسا، اما بالنسبة للعلاقات المصرية الفرنسية فهى في الأغلبية قائمة على المصالح المشتركة بين البلدين وهناك تبادل تجارى وعلمى وثقافى وفني بين البلدين، وهناك علاقات عسكرية متميزة ومتبادلة، مؤكدا بأن مصر لها مكانة خاصة بالنسبة للعلاقات الفرنسية لمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالى من المتوقع ان تستمر هذه العلاقات في اطارها الصحيح ، خاصة وان الجانب الفرنسي ليس له دور مؤثر في المنطقة خاصة بالنسية للأزمة السورية، وكذلك الحال بالنسبة للأزمة اليمنية مضيفا ولكن يذ كر للجانب الفرنسي دوره فى المشاركة مع دول التحالف الدولى التى دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب. كما شاركت ايضا فرنسا مع دول حلف الناتو في موقفهم تجاه ليبيا وبالرغم من ذلك لم يكن لفرنسا موقف نستطيع ان نقول له خصوصية خارج دول الاتحاد الاوروبى، ولكن بالمجمل هى دولة متفهمة ومدركة لكم مشاكل المنطقة وحاولت ان تطرح المبادرة الفرنسية للقضية الفلسطينة الا انها لم تجد قبولا سواء من الجانب الاسرائيلى او حماسا من جانب الولايات المتحدة الامريكية فانتهت المبادرة بتراجع الجانب الفرنسي موضحا بان ماكرون يؤيد فكرة اقامة الدولتين من خلال الحوار والتفاوض بين الجانبين ومن البديهى ان السياسية الفرنسية الجديدة من مصلحتها ان يسود عنصر الاستقرار فى المنطقة حيث ينعكس ايجابيا على القارة الاوروبية بمجملها فيقلل من فرص الهجرة غير الشرعية واتجاه اللاجئين الىها ويحد كذلك من انتشار الارهاب والذى تعانى منه فرنسا منذ 2015 حتى الان لذلك من المتوقع ان يكون هناك تعاون ليس مع مصر فقط انما مع اغلبية الدول العربية لمكافحة الارهاب واكد رخا بان المصالح هى التى يتحدد عليها علاقات الدول وليس الافراد وماكرون رفع شعار فى حملته الانتخابية فرنسا الى الامام فهو انسان مستنير جاء من التيارات الوسطية يسعى الى التطوير ويرغب الى ان يرضى كل الاطراف ومن المنتظر ان يقوم بتشكيل حكومة اكثر ائتلافا تدعمه في سياساته القادمة.
ويوضح السفير عاصم مجاهد مساعد وزير الخارجية الأسبق، نحن في مرحلة متقدمة من الحكم على سياسية وتوجهات الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون، ولكن بصفة عامة ومن خلال تصريحاته والمؤتمرات الصحفية التى عقدها نستطيع ان نستكشف بأن ليس هناك تغييرات كبيرة في السياسية الفرنسية الجديدة وعلى الأقل بالنسبة لمصر ، فمكافحة الإرهاب هى العنصر المشترك التى تربط بين أغلبية الدول ومن الواضح ان ماكرون سوف تسير سياسته في نفس اطار السياسية الفرنسية وان لم تتضح معالمها فى الوقت الحالى ، انما سوف نتابعها بعد تولى ماكرون مقاليد الحكم رسميا خاصة لم يعلن ماكرون عن سياسته تجاه الصفقات العسكرية الفرنسية بين الدول ومنها مصر مشيرا انما يتفق ماكرون إلى حد كبير مع السياسية المصرية ومن المتوقع ان يكون هناك نوعا من التنسق والتعاون خصوصا بان هناك مخاوف من الجانب الفرنسي تجاه بعض الجماعات المتطرفة والقادمة من شمال افريقيا وتعتبر مصر رومانة الميزان فى المنطقة فسياسية ماكرون تتضح بانه يرعب فى تحقيق الامن والامان للفرنسيين ولكنه لم يعلن ماهى الوسائل والاليات التى سوف يتبعها لتحقيق ذلك ونامل فى تحقيق علاقات طيبة مع مصر.
Discussion about this post