” مريم سُلطانة العائلة “
عندما نتأمل بالطفل يسوع ، تحضرنا صورته وقد أحاط به القديس يوسف البتول والعذراء مريم يتأملانه بحب وشوق .
هذا المشهد الجميل للعائلة المقدسة هو صورة ومثال للعائلة المسيحية في عصرنا الحالي .
العائلة هي نواة في الكنيسة وفي المجتمع .
والأولاد هم هبة وعطية من الله ، ووديعة إستودعها الخالق للوالدين ، وسيؤدون عنها حساباً يوم الدين .
من هنا تظهر ضرورة الإهتمام بالأولاد وتربيتهم على محبة الله والوطن والقريب : روحياً وجسدياً ، علمياً وثقافياً ، أخلاقياً وأدبياً وكيف يتصرفون مادياً .
فالأولاد يجب ان يتعلموا منذ نعومةِ أظفارهم وتجاوباً مع الإيمان الذي يقبلونه في العماد ، كيف يكتشفون الله في حياتهم ويكرمونه ، وكيف يحبون القريب ويخدمونه . في العائلة يبدأ اختبارهم للكنيسة وللحياة الإنسانية الصحيحة في المجتمع ، وعن طريق الأسرة يندمجون شيئاً فشيئاً في المجتمع البشري وفي شعب الله .
إنّ توجيه الأولاد توجيهاً صحيحاً نحو خدمة الله ، ومحبة الوطن ، ومساعدة وخدمة القريب ، وفي غرس الخصال الحميدة في قلبه وعقله ، هو من أهم وأقدس واجبات الأهل تجاه أولادهم .
وعلى الأهلِ أيضاً واجب القدوةوالسيرة الحسنة ، أعني ان يكونوا مثالاً صالحاً في أعمالهم واقوالهم ، لأن الأولاد يقتبسون من والديهم كل العادات ويقلدونهم في تصرفاتهم ومعاملاتهم مع الآخرين .
فلنطلب من العائلة المقدسة أن تبارك عائلاتنا، وتمنح الوالدين القوة والنعمة والحكمة في إتمام واجبهم التربوي المقدس على أكمل وجه أمام الله والناس ..
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك
Discussion about this post