تعانى كل أم من مشكلة ما مع طفلها ووتتخيل انه وحده الذي يعاني من هذه المشكلة السلوكية وتفترض انها استخدمت كل الحلول لإصلاح الأمر ولكن الحقيقة غير ذلك, وهي أن اغلب الأمهات لهم نفس المشاكل مع أبناؤهم خصوصا لو كانوا في نفس المرحلة العمرية ومن نفس الجنس … وعندما تقابلنا مع العديد من الأمهات اتفقن علي بعض المشاكل السلوكية التي تؤرق حياتهم مع أبناءهم فعرضناها لكم مع بعض الحلول من قبل الأستاذة ماري رمسيس أخصائية تعديل السلوك.
تقول ميرا . م ، أن اكبر المشاكل التي تواجها مع أطفالنا هو عنادهم وعدم سمعاهم لأوامرها وتجاهله مهمها كررته أو الحت في طلابتها لهم – خصوا طفلتها الكبري – وكثيرا ما كانت تشرح لهم اهمية أمر معين وأهمية سماع كلامها فهي تعرف أكثر وانها تحبهم ولا تريدهم ان يقعوا في الخطأ ولكن كل هذا يذهب هباء، وتذكر ماري أنها كثيرا ما استخدمت اساليب الترغيب واعطاء المكافآت لمن يطيع أوامرها، أو اساليب الترهيب والحرمان من أشياء يحبونها ولكن كل هذا كان ياتي بنتائج مؤقته ويعاودون إلى عنادهم ثانية.
بينما عبرت سحر م . م ، أنها أم لطفلين ذكور أحدهما عشرة سنوات و الآخر ثمانية واكثر ما يعكر صفو حياتها هو مشجارتهم الكثيرة وخلافاتهم الدائمة معا؛ فهما يختلفان علي كل شي اختيار ملابسهم ومكان جلوسهم علي المائدة ونور غرفتهم ومن يذهب لشراء طلبات من السوبر ماركت وكل شيء، رغم وضعها لنظام لحياتهم معا ووضع حدود لكل شيء.
وذكرت ر . ج أن الزن والإلحاح وكثرة الكلام هي عيب طفلتها الوحيد في تبكي علي كل شي و وطوال النهار تطلب اشياء وتبكي لتنفيذها مما يطر الأم لضرب ابنتها لانها كثيرا ما ينتابها نوبات من الصداع من هذا الزن والكلام المتلاحق …..كما قالت الأم “أعرف ان هذا خطأ في التربية وان للضرب اضرار وخيمة على الاطفال ولكن لا أعرف الحل الامثل”.
كذلك تعاني مها . س ، مع ابنتها البالغ عمرها 12 سنة من عدم حبها للمذاكرة والتهرب منها ولا تركز حين تلقنها دروسها، وما تريده الطفلة هو اللعب فقط، وتحت الضغط تقوم بكتابة الواجب بسرعة دون تركيز بخط ردئ وغير منسق، فهي تؤكد انها تستخدم معها اساليب كثيرة كاعمل وسال ايضاح بسيطة حتي تستخدمها الام فى تبسيط المعلومة أو مذاكرة المحفوظات عن طريق تغنيتها كما تقوم الأم بتغير مكان المذاكرة من أن لآخر كنوع من التجديد.
وأوضحت ماري رمسيس، أخصائية تعديل السلوك، ان علي الأم صاحبة المشكلة الأولي ان لا تردد انها عنيدة لطفلتها ، وأن تحول كل المواقف بشكل إيجابي بدلا من الكلمات السلبية ، وألا تكلمها بصيغة الأوامر بل بصيغة الإقتراحات ، فتقول لها ما رأيك لو قمنا بعمل كذا أولا ، ” تفتكري الحل ده ممكن ينفع … “
وقالت ماري أن في اغلب الاحيان الطفل العنيد يكون طفل ذو شخصية قوية يريد أن يعتد علي نفسه بشكل أكبر ويريد أن يثبت انه كبر وأصبح لديه شخصيته المستقلة، لذلك علي الام6 ان تعكي مساحة من الحرية مع تحمل للمسؤولية وفرض بدائل للحلول وأن تتعامل بروح القائد وليس الرئيس.
و فيما يتعلق بالمشكلة الثانية أكدت رمسيس، أن الحل يكمن في أن تقوم الأم بتقسيم المهام بين أبنيها، فليس معنى أن يكون هناك أحدهم مطيع فتثقل عليه، وعن الخلفات البسيطة بين الأبناء فعلي الأم أن تتجاهلها تماما ولا تدخل نفسها فيها، ولا تكن حكماً على الأمور الصغيره بين الاخوة، لانها بالطبع سوف تنصف طرف علي الآخر، وهنا يشعر من لم تنصفه الأم انها تحب أخيه أكثر منه حتي ولو كان هو المخطأ . واكملت ماري أن العنف الذي يستخدمه الأبناء ما هو إلا ترجمة للغة العنف الذي يستخدمها كلا الأبوين أو أحدهما مع الأبناء، لذلك علي الأب والأم معاملة الأبناء بشكل بعيد تماماً عن العنف حتي لا يتسرب هذا العنف الي تصرفات الأبناء.
ووصفت رمسيس الطفلة صاحبة المشكلة الثالثة بأنها قد تكون طفلة ذكية حيث انها تستخدم الأسلوب الذي ياتى بنتائج سريعة مع الأم لأنها غالباً ما يحدث لها حالة من التوتر من كثرة الإلحاح والبكاء فتطر ان تلبي طلبات ابنتها ، وتري ماري ان علي الأم أن تتجاهل هذا البكاء و لا تتجاوب معه بل تقول لطفلتها انها سوف لا تنصت لها إلا إذا توقفت عن البكاء حتي تستطيع تفسير كلماتها، وهنا ستشعر الطفلة أن هذه اللغة لن تأتي بثمارها مع الأم، وهنا حتماً ستغير هذه الطفله من طريقتها وتكف عن “الزن”.
و تضع رمسيس بعض الإحتمالات لكثرة بكاء هذه الطفلة وكلامها الكثير، فتقول رمسيس أن هذه الطفلة قد تحتاج إلي وقت كافي لتسمعها الأم فهي تشعر أن الكل متجاهلها ولا يعطونها قدر من الإهتمام، فتطر الطفلة ان تلاحق الأم بكثرة الكلام والطلابات حتي تتأكد انها مسموع لها …. ، وقد تكون هذه الطفلة ذات نفسية حساسة وهناك شئ جديد في حباة الأب والأم كميلاد طفل جديدة أخذ الأضواء منها. كما تفترض ماري انه قد يكون هناك نوع من التضارب في طرق التربية ، فهناك من يدللها ويلبي كل طلباتها وهناك من يكون صارما بزيادة ، وهذا ما يجعل الطفلة تشعر أن من يعطيها ما تطلبه هو من يحبها أكثر لذلك علي الأم والأهل والاتفاق علي استراتيجية واحدة للتربية، كما لم تستبعد رمسيس أن يكون كثرة كلام هذه الطفلة وراه ملكة التكلم والحديث بلباقة فهي تريد أن تعبر عن نفسها بهذه الطرقة تمتلكها.
وعن المشكلة الرابعة، قالت ماري ان فكرة المذاكرة وحل الواجبات بالمنزل فكرة خاطئة فكيف يستطيع الطفل أن يكون طوال يومه الدراسي يتلقى معلومات ، ينتقل من حصة إلى حصة، ثم عند عودته إلي المنزل ينكب علي المذاكرة والواجبات … ؟؟ !! ، ولكن علينا ان نعترف انه ليس في أيدي الأم سوى ان تتكيف هي وأبنائها علي الأمر وترضي بالأمر الواقع بل وتنجح فيه هي وأبنائها. وتنصح رمسيس كل أم أن تحول المذاكرة إلي لعبة وتسلية وليس وسيلة للتوتر والضغط واهانة الأبناء ، فبدلاً من أن تكون جلسة المذاكرة جلسة يسمع الطفل فيه تعبيرات سلبية عن نفسه عليها أن تحولها لوقت ممتع من المسابقات، وان يكون لمذاكرة كل مادة وقت محدد ، وان يكون هناك وقت لاخذ قسط من الراحة بين مادة وأخرى، وعلي الأم ان تنتبه انه قد يكون قلة التركيز وعدم إنتباه الطفل أثناء المذاكرة راجع إلى إصابة الطفل بالأنيميا.