ما عاشوه ورأته أعينهم أشبه بالكوابيس أو أفلام الرعب، إنهم أقباط العريش الذين إستهدفتهم الجماعات التكفيرية مؤخرا، وكانوا على حافة ،الموت فإضطروا لهجر منازلهم وأعمالهم والهروب إلى عدة محافظات، ومع بعض الاسر القبطية التى هاجرت لمحافظة القليوبية كان لنا هذه اللقاءات :
:تصفية من يساعد الجيش والشرطة
– يقول “م .ا” المقيم حاليا بإحدى مدن القليوبية ويعمل بالتربية والتعليم: زوجتي موظفة بالعريش ولدي أبنة طالبة بأحدى المعاهد
الخاصة وولدين بالثانوية العامة ،كنت أعمل بمنطقة الجبل حتى عام 90 وبعد ذلك أنتقلت للعريش وتزوجت واستقرت أسرتي معي وكانت الحياة هادئة حتى قيام ثورة 25يناير ،فظهرت سيارات محملة بملثمين ويحملون أعلام سوداء ويهتفون دائما “لا الله الا الله”،وتزايدت اعدادهم في ظل غياب الشرطة حتي أنتخاب مرسي ،فهدأ الأمر تماما ولكن بعد قيام ثورة 30 يونية وعزل مرسي زادت الأمور سوأ، فكان هناك أستهداف للجيش والشرطة، وتفجيرات دائما بخطوط الغاز.
بعد ذلك أنتقلنا الى شقة جديدة ومع بداية عام 2015 بدأ استهداف الاقباط، وبعدها سيطرت قوات الجيش والشرطة علي البلد بشكل قوي،ولكن لم ينجو من الارهاب الذي أستهدف كمائنهم خاصة بعدما رجعت قوات الجيش للحدود وظلت الشرطة بمفردها أمامهم.
كما تم تصفية العديد من شيوخ القبائل الذين تعاونوا مع قوات الجيش والشرطة، ويختبئ هؤلاء الارهابين في الجبل وتحت الارض ،ومع بداية 2017 بات استهداف الاقباط اكثر وضوحا فتم قتل ضحيتين بدايتهم 30\1 تم قتل وائل، وفي8\2 تم ذبح صيدلي داخل عمله، ثم أعلنوا عن أستهداف 40 شخص مسيحي،وقتلوا أخرين واعلنوا أن المستهدفين 80 مسيحي ثم 90، ثم الهجوم علي منزل أحد الاقباط وذبح رجل وأبنه وحرق المنزل أمام زوجته.
كما أن هناك مسلمين تم تصفيتهم لم يذكر الاعلام عنهم شئ بحجة أنهم تعاونوا مع الجيش والشرطة، ونظرا لطبيعة البلد فيصعب السيطرة عليها لانها محاطة بالجبال وهم يختبئون تحت غيطان الزيتون،وايضا هناك من يختبأ بين الاهالي فلذلك يصعب التعامل معهم من قبل الجيش والشرطة،وزاد الامر سوءا بعد مداهمتهم بجبل الحلال .
وعن رحلة الهروب من العريش قال :لجئنا في بداية الامر الي والدة زوجتي ثم لمكاننا الحالي،وبعدما أبلغنا الشئون الاجتماعية تم الاتصال بنا وتقابلنا مع اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية ووكيل وزارة التضامن بالقليوبية وتم ندب زوجتى للعمل هنا أما أنا فلم اوافق لى النقل حتى لا أتضررماديا وأرجو فقط نقل بطاقة تموينى للمكان الذى اقيم به حاليا بالقليوبية.
* نعيش مع جيراننا المسلمين بمحبة وتركنا :العريش مع تزايد العمليات
أما “س .ح” الموظف بالمحليات بالعريش ولديه 3 أبناء بمراحل تعليمية مختلفة ويقيم حاليا بإحدى مدن القليوبية فيقول :أعمل بالعريش منذ عام 1996 ولدى هناك شقتين وقد تربى أولادي الثلاثة وتعلموا هناك، وكانت الحياة هادئة فى المدينة الجميلة حتى ال5 سنوات الاخيرة حيث بدأنا نلاحظ ظهور أشخاص مجهولى الهوية يقومون بأعمال إرهابية وتفجيرات ويهربون، ولم يتمكن أحد من تحديد هويتهم لأنهم كانوا ملثمين وزادت العمليات بعد ثورة 30 يونية لكنها كانت موجهة للجيش والشرطة، وكانوا أيضا يقومون كل 6 شهور أو كل سنة بقتل شخص مسيحى سواء كاهن أو شخص عادى.
ولكن بدءا من شهر يناير الماضى فوجئنا بعدة جرائم قتل ضد المسيحيين فى نفس الشهر ثم فى أول أسبوعين من فبراير الماضى كانوا قد قتلوا حوالى 7 أشخاص وكانوا يقتلونهم بشكل علنى فأحد الضحايا قتل فى صيدليته وأخر قتل فى السوق وسط الناس فبدأ المسيحيون جميعا يهجرون مساكنهم وأعمالهم ويسافرون، فالشرطة هناك لا ترتدى زيها الرسمى وقد لاحظنا فى الفترة الأخيرة أن الإرهابيين صاروا .اكثر جرأة فاصبحوا ينزلون بوجوههم مكشوفة
وعقب حضورنا لم يقصر اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية معنا ولا باقى المسئولين بل قاموا فورا بنقل أولادنا بالمراحل التعليمية المختلفة “مدارس وجامعات ” وعرضوا علينا سكن لكننا فضلنا الإقامة عند أخى، وبالنسبة للعمل عرضوا علينا أنا وزوجتى العمل لكننا فضلنا الإحتفاظ بوظائفنا فى العريش خاصة أننا حصلنا على إجازة شهر لحين هدوء الامور،وأن لم تهدأ سنقوم بعمل نقل .أو إنتداب