الإدانة.. هو عنوان الكلمة التى ألقاها القمص منسى فوزى راعى كنيسة الشهيد مارجرجس بالمنيب، فى اليوم الثانى من أيام نهضة القديس الأنبا أنطونيوس أب رهبان العالم، فى كنيسته بزهراء المعادى.
بدأ اليوم بكورال “شباب على طول” بالكنيسة، حيث ألقوا الترانيم الروحية بهذه المناسبة، وبعدها قام كورال “CH” التابع لكنيسة مارجرجس بحدائق حلوان بإلقاء عدة ترانيم أخرى.
وبعد انتهاء الكورالين، قام القمص منسى فوزى بإلقاء كلمته الروحية، والتى بدأ فيها بأحد أقوال الأنبا أنطونيوس عن الإدانة “لا تعيب أحداً لئلا يبغض الله صلاتك”، فالإدانة هى الإساءة إلى سمعة الآخرين، وتكمن أسبابها فى الفراغ الفكرى لدى الانسان وكذلك بغضه للآخرين وعدم محبته لهم.
وأسرد القمص منسى فوزى عدة أفعال تقود إلى الإدانة، منها:
البغض، فالبغض هو الكره لشخص ما ولكنه زاد عن حده، فتحول إلي بغض، فالشخص الذى يبغص أخاه، يدينه، لذلك الإدانة هى نتيجة، وليست فعل.
عدم الاتضاع، فمثلاً كان الفريسيون مهتمون بـ”القشة الصغيرة” الموجودة فى أعين الناس، ولسبب عدم اتضاعهم كانوا لا يرون “الخشبة” الموجود فى أعينهم، ولذلك قال الكتاب: “لا تعيب أحداً لئلا يغضب الله”. ويقول الكتاب أيضاً: “تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب”، فالمتضع دائما يريد الله ان يحوله من “شاول” إلى “بولس”، ومن مريم المجدلية الخاطئة إلى مريم المبشرة بالمسيح.
عدم حفظ الإنسان للسانه، فيقول الكتاب: ” بلسانك تبرر وبلسانك تدان”، فاللسان، ذلك العضو الصغير، يمكن أن يؤدى بالإنسان إلى الجحيم ويكون سبب منعه دخول الملكوت.
وأوضح القمص منسى أن الادانة ليست حقاً من حقوقنا، حيث نرى ذلك بوضوح فى موقف القديس الأنبا موسى الاسود، عندما قالوا له أن يأتى لكى يحكموا على شخص أخطأ، فقال لهم: كيف لى هذا وأنا خطيتى أمامى فى كل حين؟! فالله المحب، هو الديان العادل، وهو من يحاسبنا على أفكارنا ونياتنا وافعالنا، إن كان خيراً أو شراً، وإذا حوربنا بخطيئة الإدانة، فيجب أن نتذكر أننا من “التراب”.
وبعد أن أنهى القمص منسى فوزى كلمته، قام فريق “آفا أنطونيوس” المسرحى بتقديم مسرحية “الاختيار”، والتى كانت تحمل شعار (يا تقص كل الخيوط، يا تفضل مربوط)، وتدور أحداثها حول الخطية التى تقيد الإنسان وتجعله مثل “العروسة الماريونت”، التى يتم ربطها بخيوط، فيكون الإنسان مثلها، مسلوب الإرادة، يتحكم فيه الشيطان، وهنا يكون للإنسان أن يختار من خيارين، لا ثالث لهما إما “الله” الذى “يقطع” تلك الخيوط، أو أن يختار الخطية. ولكن على الرغم من وجود الله دائماً بجوار الإنسان الخاطئ، إلا أنه يرفض أن يراه. وعندما تشتد عليه الضيقات، هنا فقط يلجأ إلى الله ويطلب منه أن ينجيه من تلط الخطايا.
جدير بالذكر أن هذه المسرحية تعد أول عمل يقدمه الفريق.