العمليه الانتخابيه الرئاسيه فى مصر الان تبدو من نواحى كبيره أشبه بعملية الاخصاب المجهرى فى المعمل يتقدم الاف الحيوانات المنويه عبر رحله رهيبه محفوفه بالمهالك والمسالك الى ان يصل عدد محدود الى ساحة المعركه فى مواجهة البويضه الجاهزه
وهنا يتقدم البطل ويخلع بدلته وحذائه وكل مالايخص الشفره الوراثيه الخاصه به التى وحدها تقتحم بشجاعه جدار البويضه وترشق بسعاده ثم تبدأ عملية الانقسامات داخلها لتخلق جنين واحيانا تنجح عملية الانقسامات والاندماجات داخل البويضه واحيانا لاتنجح ولكن كله بأمره ياسيدنا والكريم لايضام ..المتأمل الان فى ظروف المعركه الانتخابيه بين السيسى وحمدين قد يعرف ان الظروف العامه للمعركه والهندسه الوراثيه وخلافه تدفع بالسيسى لامحاله للنصر وقد نختلف او نتفق على حجم النصر ونوعه وشكله ورائحته رغم ان حمدين اثناء الرحله الدراميه يحرز نقاطاً احيانا فبرنامجيا حمدين اقوى فى نقاط عديده اضف الى ذلك انه متحدث بارع بليغ لايبارى فى حين ان السيسى الرجل العملى للغايه القائد العسكرى المرموق تعوزه كثير من تلك الادوات السياسيه والبلاغيه وان كانت رسائله الاساسيه لاشك واصله بأقل قدر من العبارات واقل تجهيز سياسى ممكن فيبدو ان الرحله السياسيه المضنيه لمصر طوال الثلاث سنوات الفائته من عمرها وعملية القلب المفتوح للوطن التى اجريت قد جعلت المزاج الشعبى العام اقل اهتماما بالسياسه والعمليه الديمقراطيه واكثر ميلا الى المزاج العملى الذى يمثله بالطبع المشير السيسى بتفوق عظيم على خصمه الانتخابى حمدين وعلى كل الاحوال فعملية تبادل المكاسب الانتخابيه وإن على نطاق محدود وفى اطار العمليه الديمقراطيه هى عمليه طبيعيه للغايه واقل واجب فى الحقيقه ولكن العجيب يا اخى ان تجد كثير من الناس من هذا الفريق او ذاك يضيقون ذرعا بمنحنيات الصعود والهبوط لدى المرشحين ويتبادلون قذف الافكار السياسيه المطلقه مع الشتائم المعتبره فى وجه بعضهم البعض حتى لمجرد التفكير الطبيعى لدرجة اننى افكر ان علماء الوراثه العالميين لو طرحوا عملية الانتخاب الطبيعى فى مصر على الناس الان لتم تكفيرهم او على الارجح تفجيرهم والله الموفق ولكن الحقيقه المعركه الانتخابيه بين السيسى وحمدين رغم كل ذلك تثير الاسئله السياسيه الكبرى حول الثوره والدوله والسلطه والديمقراطيه والتنميه فى مصر رغم الكارهين واليائسين والمحبطين والراديكاليين فليس لدينا من بضاعه سياسيه فى السوق غير مايطرحه السيسى وحمدين على الناس الان ولكن الاغلبيه من الناس بيهمها فى المقام الاول والاخير ظروف حياتها الواقعيه وخدماتها الاساسيه لدرجة اننى احيانا اعتقد ان المنافس الحقيقى للسيسى هو السيد وزير الكهرباء شخصيا لان مجهوداته المباركه فى انقطاع الكهرباء ومايصحبه من نتائج شعبيه مهوله اهمها تعطل عجلة الانتاج لانها بتدار بالكهربا اضف الى ذلك تغير المزاج الشعبى العام الى الاكتئاب والسوداويه وربما قليلا من الحقد الاسود على السلطه وهذا يساهم فى افقاد المشير السيسى القادم من قلب السلطه مزيد من النقاط قد لاتؤثر فى الاخير على نجاحه المرتقب لكن قد تؤثر لاشك على حجم اقواس النصر المعده للاحتفال