ف طفولة كل واحد فينا ..هتلاقى نفسك فاكر الشخصية اللى بتظهر دايما وقت الاتفاق على لعبة معينة ويختاروا الاطفال مابين لعبتين بحسب رأى الأغلبية ..فيظهر هذا الطفل العنيد اللى يقول ( مش لاعب !!) وياسلام بقى لو كان محبوب شوية فيفضلوا يتحايلوا عليه ويضيعوا وقتهم وماينبسطوش علشان يقنعوه لكن هو يزيد فى اصراره ويقول ..” مش لاعب يعنى مش لاعب ” , فيظهر الرأى اللى بيفض الأشتباك اللى – الذى هو غالبا اكبر سنا – ويقول ” سيبوه ..عنه مالعب !!!”
طبعا فهمتوا قصدى …بس المضحكات المبكيات ..اننا كبرنا …واننا مش بنلعب ولا عندنا وقت نهزر ..!! لما يكون وطنك بيستفيق من محنة حقيقية …ولما يكون أهل بلدك ..عشمانين خير ف ربنا اللى أنقذهم من مصير.. صعب عليك تتخيل نفسك حتى فيه ..لكنه قريب جدا منك ف بلاد الجيران العراق وسوريا وليبيا ..وكلهم بيقولولك قوم معانا نبنى – مش نلعب- وانت تقولهم ببرود شديد – مش قايم !!!- طيب هنطلع احنا العاقلين ..وهنبنى من غيرك !! بس صدقنى يوم مانبنى مش هيكون لك عين تسكن فى خيرنا ..وهتفضل تسخر من أى انجاز هنعمله ..علشان تدارى خيبتك ..وكسفتك !!
نقولهالك ازاى ياصديقى اللى – مش لاعب !!!- فاكر أيام .” انا لن الوث اصبعى بالحبر الفوسفورى ” !!! ايوه كنت انت برضه ..
وأحنا مش ناسينهالك …لما سيادتك قررت تنسحب , وشوية من أصحابك قرروا يعصروا الليمون ..ساعتها جالنا الارهابيين ف بيوتنا وف شوارعنا وف أهم مؤسسات دولتنا …وساعتها بس انت واصحابك نزلتوا تستغيثوا وكان معاكوا المرة دى وشوش جداد ..وشوش أمهات خايفة على بناتها من نهش الكلاب ! , ووشوش آباء نفسهم يشوفوك عايش ف وطن بيحترمك ومابيكفركش ..ووشوش ناس غلابة خافت قوى علشان ماكانش معاهم حتى حق العشا !!! دول بقى لما وقفوا جنبك …اختفلت الصورة …
من ثورة شباب بتحلم بالمدينة الفاضلة ..بس نسيوا يبصوا قبل ماينزلوا يهتفوا على نفسهم ف مراية نفس القيم اللى بينادوا بيها , لثورة وطن ..بيصرخ قبل مايطعنوه وبيكسر السكينة وهو بينزف من جروحها !! الوضع مختلف .!!
تسمع عن مارتن لوثر كينج ؟ ده المناضل اللى عمال تستخدم فى جملته الشهيرة ” علينا أن نتعلم العيش معا كأخوة , أو الموت معا كأغبياء ” ده مناضل امريكى أخد نوبل للسلام لأنه آمن بقضيته ضد( التمييز العنصرى ضد السود) ودفع حياته الثمن …
الراجل ده قال جمله بتفكرنى بسيادتك, قال : ” أننا لن نذكر كلمات اعداؤنا , ولكننا سنذكر صمت أصدقاؤنا ”
صمتك النهاردة بالنسبة لنا خيانة .وأختيارك لأى مرشح م اللى الاتنين شرف ليه وليك ولينا ..علشان كده هتلاقى ناس بتحتد عليك وناس بتتهمك بالتفاهة والسطحية وناس بتشكك ف وطنيتك …أعذرهم ..أنت اللى اخترت طريقة ( مش لاعب ) والطريقة دى صغيرة قوى ..ومش وقتها …
بس اوعدك هاقنع بكرة كل أهل بلدى اللى هاشوفهم ف الطوابير انهم يكونوا عاقلين ..ونسيبك براحتك …
ملحوظة 1: فى طفولتى كان دائما ما يأتى هذا الطفل الغضبان بتاع ( مش لاعب ) بعد أن نتركه ونمضى فى طريقنا ….متسللا فى هدوء ..ويحاول أن يدخل فى الصف ..عندما كان يرانا فرحين …
وكنا نستقبله بابتسامة هادئة ومرحبة ..دون توبيخ ولا لوم …لأننا ( ولاد أصول ) 🙂