استقبل، اليوم الأحد، الأستاذ الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، بمكتبه، نائب رئيس الجمعية الاستشارية الشعبية (مجلس الشورى) في إندونيسيا، والوفد المرافق له، حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية بينهما في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد البرلماني. وقد حضر اللقاء الأستاذ السيد محمود الشريف والأستاذ سليمان وهدان، وكيلي المجلس، والدكتور أحمد سعيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس.
بدأ اللقاء بالترحيب بالوفد الاندونيسي، ثم تطرق الأستاذ الدكتور علي عبد العال للعلاقة التاريخية التي تربط البلدين، والتي ترجع جذورها إلى عام 1947، حيث كانت مصر هي أول دولة تعترف بإندونيسيا. كما أشار إلى أن اندونيسيا من أوائل الدول التي زارها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الفترة من 4-5 سبتمبر 2015.
في سياق العلاقات الثنائية بين البلدين أيضاً، تطرق الدكتور علي عبد العال إلى التعاون الاقتصادي بين الجانبين، مشيرًا إلى وجود رغبة مصرية قوية في تصحيح الخلل القائم في الميزان التجاري لصالح اندونيسيا، من خلال منح التسهيلات وتشجيع الصادرات المصرية، وتذليل العقبات التي تواجه الصادرات المصرية بالموانئ الإندونيسية، وتطرق في هذا السياق إلى قرب مناقشة قانون الاستثمار في مجلس النواب الذي يمنح المستثمرين الأجانب حوافز وضمانات جديدة سوف تنعكس بشكل إيجابي على مناخ الاستثمارات الأجنبية بمصر.
من جانبه، قدم نائب رئيس مجلس الشورى الإندونيسي الشكر على حسن الاستقبال وحفاوة الترحاب التي لاقاها منذ أن وطأت أقدامه مصر، مؤكدًا على عمق العلاقات بين البلدين اللذين كانا من مؤسسي حركة عدم الانحياز، ثم تطرق إلى العلاقات الثقافية التي تربط بين البلدين، مشيرًا في هذا الشأن إلى قدوم العديد من الطلبة الإندونيسيين للدراسة وتلقي التعليم في مصر منذ فترة ما قبل استقلال إندونيسيا، وتوقع أن يزداد هذا العدد خلال الفترة القادمة. كما تطرق إلى جهود مؤسسة الأزهر الشريف التي درس فيها العديد من الإندونيسيين وكان لهم دور كبير في نشر الإسلام في إندونيسيا، حيث يتخطى عدد المسلمين نسبة الـ 90% هناك.
على صعيد آخر، أكد نائب رئيس مجلس الشورى الإندونيسي على استقرار الأوضاع الأمنية في مصر، مشيرًا إلى أن زيارته وتفقده بنفسه حقيقة الأوضاع في مصر جعلته يتلمس الأمن والاستقرار بشكل مباشر، مؤكدًا عزمه على نقل هذه الصورة الحقيقية عن مصر إلى اندونيسيا لزيادة عدد السياح القادمين إلى مصر.
تناول الجانبان أيضًا سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين المجلسين، وعزمهما على تشكيل جمعية للصداقة البرلمانية في القريب العاجل، وفي هذا الشأن، قدم السيد نائب رئيس مجلس الشورى الإندونيسي لمحة مختصرة عن المؤسسات البرلمانية في إندونيسيا، والتي تتكون من مجلس الشعب الإندونيسي (560 عضو) ومجلس نواب الأقاليم (132 عضو) ثم مجلس الشورى الذي يجمع بين المجلسين السابقين بإجمالي 692 عضو.
على الجانب الآخر، قدم الدكتور علي عبد العال لمحة مختصرة أيضًا حول مجلس النواب المصري، مشيرًا إلى أن دستور عام 2014 ألغى نظام المجلسين، فتم إلغاء مجلس الشورى والإبقاء على مجلس النواب، ثم قدم شرحًا مبسطًا لتركيبة مجلس النواب الحالي، من حيث الانتماءات الحزبية، والنوع، والفئات العمرية، ليعكس مدى التنوع الكبير الذي يزخر به البرلمان الحالي، وهو الأمر الذي لاقي استحسان الوفد الإندونيسي الذي أشاد بمجلس النواب وبقيادة الدكتور عبد العال له.
في نهاية اللقاء، وجه الوفد الإندونيسي الدعوة للأستاذ الدكتور علي عبد العال ووفد برلماني مرافق له لزيارة إندونيسيا في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الزيارات البرلمانية بين الجانبين، ووعد الدكتور عبد العال بتلبية هذه الدعوة في موعد ملائم يتم ترتيبه عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين.