الغلابة في طاحونة الحياة مفرومون.. يحيون تحت خط الفقر في ركن بعيد لا يتمكن حتي الفقراء من رؤيتهم.. لأنهم سقطوا من وعي الجميع.. تسليما بالأمر الواقع فلا فرصة حتي للاعتراض.. رهانهم الوحيد علي الله باسط الأيادي بلا مطالبة.. رهانهم الوحيد أنهم إن سقطوا من وعي الناس فلن يسقطوا من رعاية الله.. كتبنا منذ عام تقريبا عن عم صبحي.. ذلك الرجل الذي يحيا في حي الطوابق بالهرم.. إنه رجل خمسيني.. لديه ثلاث بنات في مراحل التعليم المختلفة أكبرهن في الثانوية العامة.. وزوجة لا تعمل.. التهم دهان الموبيليا بصره إذ ظل يعمل طوال عمره نجار موبيليا مستعملة ويقوم بالدهان بنفسه.. إلي أن أقعده كف البصر عن عمله تماما.. بعد أن أصابه انفصال بالشبكية في العين اليسري ومياه بيضاء علي العين اليمني ولم يتم علاج كليهما فكف البصر وصار مشردا.
وسردنا التفاصيل المريرة التي تحياها أسرته.. والآن نعيد نشر ذات التفاصيل بعد أن فوجئنا أننا مهما تواصلنا للمساعدة إلا أن الحياة ومطالبها تلتهم أي عون.. إنه يسكن في منزل بالإيجار الجديد إيجاره 450 جنيها.. هناك في منزله الصغير لم أجد سوي سريرين وتليفزيونا صغيرا.. في الصالة كنبة قديمة.. وفي إحدي الحجرتين اللتين تتكون منهما الشقة تبعثرت ملابس الفتيات فوق الأرض.. متفرقة متبعثرة فلا دواليب ولا أي شئ يمكنهم أن يضعوا فيه ملابسهم أو حاجتهم..
نظرت حولي فلم أجد أي منفذ للهواء سوي شباك صغير يطل علي حارة ضيقة جدا.. وأربعة جدران كالسجن خلت حتي من المراوح.. وحرارة الفقر ترتفع صيفا وشتاء فتنصهر النفس تحت الانكسار.. وتتجمد الكرامة بفعل العوز.
في صدر الحائط بإحدي الغرف شاهدت صورة المسيح معلقة بطول الجدار.. وكأنهم يحتمون فيه بعيدا عن أعين البشر إذ عزت أيادي الخير بعدما رحل الرجل الوحيد الذي كان يحمل هم هذه الأسرة وينفق عليها منذ سنوات.. فما من حال يدوم.. أشار لي عم صبحي في اتجاه الصورة: شفتي الصورة إللي في الأوضة دي لصقتها علي الحيط قبل ما عيني تروح.. علشان أحس أنه معايا أووي.. شفتيها كبيرة إزاي؟ أصلي مؤمن أنه أقوي من الضلمة ونفسي يخليني أقوي من الفقر والعجز.
بعد زيارتي لعم صبحي ونشر قصته تعاطف معه كثيرون.. وامتدت له أيادي الرحمة واستطعنا أن نشرتي له أثاثا للمنزل.. حجرة نوم وثلاجة وغيرها من الأدوات الأساسية.. ورغم المساعدة قبل بداية العام الدراسي.. إلا أن الحال مازال سيئا.
جاءني عم صبحي في زيارة هو وابنته الصغري.. فوجئت بها تقول لي: يا طنط عايزة أقولك حاجة بس بابا كان محرج وأنا قلت له أنا إللي هاقول الدنيا بقت برد والشتا داخل علينا وماما بتغسل علي إيديها وصحتها مش مساعداها.. وإحنا بنسخن مية علشان نستحمي.. مافيش لا غسالة ولا سخان.. طيب أنا كل ما أستحمي يجيني دور برد لأن المية السخنة بتبرد وأمي علي طول ضهرها واجعها.. أنا آسفة إني بقول الكلام ده بس دي الحقيقة إن مافيش حد تاني نشتكي ليه.
براءة كلماتها وبساطة حروفها سقطت علي قلبي مثل حبات الجمر.. وشعرت كم نحن أنانيون.. كم نسعي خلف أمانينا العظيمة وننسي أن في هذه الحياة بشرا أعظم أمانيهم سخان وغسالة.. ننسي أن في هذه الحياة من المنكوبين المحرومين المعوزين من تضن عليهم الأحوال بأبسط الأشياء ولا نري ما تمتلكه أيادينا إلا حينما نراهم.. لذلك البعض منا ممن لا يريدون أن يروهم يغمضون عيونهم عنهم وعن كلماتنا وقصصنا وحكاوينا حتي لا يعلمون ولا يسألون أنفسهم ماذا فعلنا لهؤلاء بينما يجمعون أموالهم ويجهزون المنازل الفاخرة لأولادهم.. ويعدون التدفئة الإلكترونية في الشتاء من أجل الأسرة.. وربما يقضون الشتاء في دولة من المناطق الحارة والصيف في شمال الكون.. وأولئك الذين لم يتمكنوا إلا من رسم المسيح فوق الجدار ربما يكون الجدار أحن من البعض عليهم.
=====================
الله لا يعرف الاحتكار 3
نشرنا علي مدار أسبوعين تحت نفس العنوان الله لا يعرف الاحتكار مأساة كاهن رسولي في الرابعة والخمسين من عمره.. إنه راعي الكنيسة الرسولية في إحدي قري المنيا.. الكنيسة فقيرة جدا وراتبه بها لا يتخطي ألف جنيه شهريا.. مصاب بفشل كلوي وعلي وشك أن يفقده حياته.. بعد عناء شديد وجدت الأسرة متبرعا من نفس فصيلة الدم وتوافق الأنسجة.
أجريت الجراحة لزراعة الكلية الجديدة يوم السبت الماضي وحصل المتبرع علي 60 ألف جنيه أما المستشفي والأطباء فحصلوا علي 100ألف جنيه أي أن المجموع بلغ 160 ألفا.. تواصل أهل الحب مع المستشفي وقاموا بسداد معظم المبلغ المطلوب.. لكن يتبقي مبلغ 45 ألف جنيه.. وها نحن نعيد النداء علي الرحماء للمساهمة في سداد ما تبقي من مال علي هذه الأسرة التي تعاني منذ شهور في جمع قيمة الجراحة والآن ستخرج مستدينة وربما يلاحقها الدين حتي ساحات القضاء.
أيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية
1000 جنيه مهني ساويرس ونعمان عبد المسيح
1000 جنيه يوسف
1000 جنيه نادية زاهر
500 جنيه مالناش غيرك يارب
1000 جنيه ماريان ناثان بالزيتون
12500 جنيه أولاد العذراء بواشنطن
1000 جنيه دكتورة أوجيني ميخائيل
400 جنيه يسوع يقدر بأسيوط
400 جنيه يسوع يقدر بأسيوط
450 جنيها س.ف.ح بأسيوط
1500جنيه طالبة العناية الإلهية بأسيوط
3000 جنيه أ.ب.ق من يدك وأعطيناك بأسيوط
200 جنيه من يدك وأعطيناك الغردقة
300 جنيه طوسون الإسكندرية
3350 جنيها شارع التحرير سوهاج
300 جنيه طالبين معونة ربنا-قنا
1000 دولار أولاد السيدة العذراء بأستراليا-سقطت سهوا
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية
1000 جنيه مهني ساويرس ونعمان عبد المسيح
1000 جنيه يوسف
1000 جنيه نادية زاهر
500 جنيه مالناش غيرك يارب
1000 جنيه ماريان ناثان بالزيتون
12500 جنيه أولاد العذراء بواشنطن
1000 جنيه دكتورة أوجيني ميخائيل
400 جنيه يسوع يقدر بأسيوط
400 جنيه يسوع يقدر بأسيوط
450 جنيها س.ف.ح بأسيوط
1500جنيه طالبة العناية الإلهية بأسيوط
3000 جنيه أ.ب.ق من يدك وأعطيناك بأسيوط
200 جنيه من يدك وأعطيناك الغردقة
300 جنيه طوسون الإسكندرية
3350 جنيها شارع التحرير سوهاج
300 جنيه طالبين معونة ربنا-قنا
1000 دولار أولاد السيدة العذراء بأستراليا-سقطت سهوا