عقد المركز المصري للدراسات الاقتصادية ندوة تحت عنوان : “النقل الجماعى .. والحل الجذرى للمشكلة المروية في القاهرة الكبرى” استضاف خلالها الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والنقل والمرور والمطارات بجامعة عين شمس ، والدكتور مصطفى أبو هشيمة مدير المعهد القومى للطرق ، وأدار النقاش الدكتورة عبلة عبد اللطليف المدير التنفيذي ومدير البحوث للمركز المصري للدراسات الاقتصادية …
في البداية اوضحت الدكتورة عبلة عبد اللطيف أن “المركز” بات ينتهج رؤية تنطلق من ضرورة التنمية الاقتصادية القائمة على أساس كفاءة اقتصادية وعدالة إجتماعية معاً ، منوهة أن 80 من ازمة المرور تتعلق بزيادة إمتلاك السيارات الملاكى خاصة فى القاهرة الكبرى ، مشيرة إلى توفير وسائل النقل جزء من حقوق الإنسان فى أى دولة فى العالم ، مؤكدة أن غياب هذه الوسائل يجعل المتنمية المستدامة فى غاية الصعوبة .
الاستثمار في قطاع النقل والمواصلات
وأضح الدكتور أسامة أن النقل الحضرى يُعد أمن هم الوسائل لحل أزمة المرور بالقاهرة الكبرى ، وأضاف : إن الخسائر السنوية نتيجة مشكلة المرور فى مصر تقدر بـ 40 مليار دولار وذلك بحسب أرقام البنك الدولى و تزيد عن ذلك أيضاً ، منوهاً أن متوسط سرعات وسائل المواصلات تصل الآن إلى 10 كم/ ساعة ، مما ينتج عنه الكثير من الإختناقات ، وهناك عجز كبير فى وسائل المواصلات فى مصر رغم وجود طلب واحتياج كبير لوسائل المواصلات ، وأضاف : نحن الآن فى القاهرى نعد أكبر مدينة طولاً بعد “مكسيكو ستى” لو تم قياس المسافة من القاهرة الجديدة إلى 6 أكتوبر على خط طولى مستقيم ، منوهاً أن الرحلة هى المسافة التى يقطعها المواطن من منزله إلى مقر عمله ، وأن 50% من هذه الرحلات يتم قضائها فى رحلة العمل .
وأوضح أستاذ الطرق والنقل والمرور والمطارات بجامعة عين شمس أن ألدولة تنفق الكثير من الاستثمار فى قطاع النقل والمواصلات إلا أن الأزمة المرورة أصبحت أكثر تعقيداً ، وبات لدينا نقص رهيب فى توفير النقل العام خاصة اسطول الأتوبيسات والناتج عن ضعف هيئة النقل العام ن مشيراً إلى وجود هناك تلوث رهيب نتيجة زيادة حرق الوقود في خاصة مع زحمة المرور .
واستطرد الدكتور “عقيل” قائلاً إن سبب الأزمة المرورية فى القاهرة الكبرى أن عدد الرحلات اليومية حالياً طبقاً لأخر الإحصائيات 24 مليون رحلة للمواطن يومياً ، مشيراً إلى أن رحلات النقل المرتبطة بالعمل تصل إلى 15 مليون رحلة فى اليوم الواحد ، منوهاً أن غالبتها تتم فى فترات الذروة ، وأن فترة انتظار سيارة رحلة العمل تقدر بـ 8 ساعات مما تزيد من مشكلة الإنتظار والإزدحام ، وأضاف : نعيش فى مصر بسيطرة السيارات الملاكى الصغيرة ، وهى تعد 85 % من السيارات المتواجدة فى الشوارع والطرق ، مؤكداً أن المشكلة تكمن فى إقناع المواطنين بالتخلى عنى عن استخدام السيارات الخاصة لصالح سيارات النقل الجماعى (الأتوبيسات) ، وأضاف : فإنه طبقاً لدراسة “الجيكا” فإن نسبة من يكون بإستطاعتهم التخلى عن سياراتهم لصلح النقل الجماعى يصلوا إلى 60 % ، مؤكداً أن من أسس مناهج الحلول العمل على رفع كفاءة وسعة وإدارة عناصر النقل وتقليل الطلب على النقل وقت الذروة .
وقال الدكتور”عقيل “: مطلوب شبكة متكاملة من الطرق فى حالة التخطيط الناجح لإمتلاك شبكة قوية لـBRT ، مشيراً إلى أن هذا “الأتوبيس” هو عبارة عن اتوبيس سريع مفصلى يزاد فى أمريكا و كندا والدول الأوروبية و الصين وبعض دول أمريكا الجنوبية ، منوهاً أنه متعدد الأنظمة ويتناسب مع كافة القدرات فى العيديد من الدول ، منوهاً لأهمية حل مشكلات النقل فى مصر والعمل على ورفع كفاءة وسعة وإدارة عناصر النقل من خلال شبكة اتوبيسات سريعة ومتميزة عالية الكفاء، والعمل على خطوط المترو وتقليل أزمنة التقاطر والعمل على رفع كفاءة الطرق وتطوير نظام إدارة المرور وإسناد الأعمال اللوجيستية لشركات خاصة ، وتطبيق نظام القضاء المرورى ،وتطبيق نظام إدارة الإنتظار بشركات خاصة من 6 صباحاً إلى 6 مساءاً وبنظام الشرائح المتصاعدة للإنتظار طويل الأمد والعمل على حظر حركة الشاحنات وتوزيع البضائع من 8 صباحاً إلى 6 مساءاً ،
وأكد أستاذ الطرق والنقل والمرور والمطارات على أهمية العمل على تقليل الطلب على النقل، مشدداً أن النقل النهرى لا يصلح إطلاقاً كوسيلة نقل نظراً لإتفاع التكلفة ، إلا كوسيلة للترفيه والسياحة .
رفع كفاءة الطرق
من جانبه الدكتورمصطفى أبو هشيمة مدير المعهد القومى للطرق : إن حلول النقل الجماعى لم تعد الحلول الوحيدة التى بإستطاعتها حل مشكلة المرور والطرق فى مصر ، مؤكداً أن وزارة النقل مسئولة عن إدارة الطرق السريعة ، منوهاً أن نطاق تغطية مترو الأنفاق فى القاهرة مازال يُعد محدود للغاية وذلك بحسب دراسة أصدرتها “الجايكا” ، كما أن هناك مايُشبه الفوضى فى وسائل النقل الجماعى ، وأن أماكن عبور المشاة مازالت قليلة للغاية ، وأضاف : كما أشارت “الجيكا” إلى القصور فى مسالة رفع كفاءة الطرق ، والسير عكس الإتجاه ، منوهة لضرورة تحسين القواعد التنظيمية وتوسيع شبكة النقل العام على أسس تشغيلية ، وتوحيد تذكرة النقل الجماعى ، وتشجيع الباعة الجائلين للإلتزام بالمنانطق المخصصة لهم ، وتشجيع زراعة الأشجار على حواف الطرق لتقليل تاتثير الإنبعثات الناتجة عن المركبات ، مشيراً إلى أن كشف أكاديمية الحث العلمى كشفت فى مؤتمر لها أن مصر تخسر 428 مليار جنيه سنوياً بسبب مشكلة الأزدحام ، رغم وجود مخطط شامل للنقل الحضارى فى مصر ، منوهاً لأهمية رفع كفاءة المحاور المرورية لتنفيذ الـ BRT فى مصر مستقبلاً .