مـارى فكـرى
نظمت سفارة الهند بمصر بالتعاون مع كل من محافظة بورسعيد وهيئة قناة السويس، فاعلية تعيد للأذهان مشهد زيارة المهاتما غاندي إلى مصر على متن قارب و توقفه في ميناء بورسعيد، وذلك بمناسبة ذكرى ميلاد المهاتما غاندى ، بمشاركة مجموعة من أبرز المفكرين و أصدقاء الهند بمصر.
وحضر الإحتفالية اللواء عادل الغضبان ، والمحاسب محمد اسماعيل عبد السلام ممثلاً عن رئيس هيئة قناة السويس وقيادات محافظة الإسماعيلية وأعضاء مجلس النواب بالمحافظة ورئيس جامعة بورسعيد .
وتضمنت الفاعلية إقامة معرض صور فوتوغرافية رصد أهم الأحداث في حياة غاندي وعقب ذلك ندوة عقدت بعنوان “عودة بالتاريخ: لقاء غاندي ومصر من على ظهر السفينة”.
وركزت الندوة على زيارة غاندي إلى مصر، وحواره مع المثقفين المصريين، والتطورات التي حدثت منذ ذلك الحين وتأثير فلسفة غاندي على الهند ومصر. وجاءت هذه الندوة بعد وقت قصير من الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الهند، حيث زار ضريح المهاتما غاندي “راجهات” و وضع إكليلا من الزهور على قبر المهاتما.
وشارك في الندوة كل من الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية،والأستاذ ذكر الرحمن مدير مركز الثقافي الهندي-الإسلامي بنيودلهي-الهند، و السفير محمود كريم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية و السفير أحمد حجاج رئيس مجلس إدارة الجمعية الأفريقية في مصر و أدار الندوة سفير الهند بمصر ، السيد سانجاي باتاشاريا.
ومن جانبه قال سفير الهند بمصر السيد “سانجاي باتاتشاريا”: إن غاندي سيظل له تأثيراً أبدياً، و هو يمثل نموذجاً ملهماً في وقت نواجه فيه تحديات و عنف. وتحثنا مبادئ غاندي على التوقف مع النفس و التفكير في أهمية أن تكافح البشرية وتسعى حثيثا من أجل السلام. وفى نهاية الإحتفالية قدمت فرقة بورسعيد للفنون الشعبية عدد من لوحاتها الراقصة ورقصات السمسمية والتنورة.
يذكر أن أسماء (أبو الأمة، والمهاتما غاندي، المهاتما) هي كلها ألقاب اشتهر بها “موهنداس كرمشاند غاندي”. وقد ولد غاندي في الهند في 2 أكتوبر عام 1869، و تلقى تعليمه في الهند ولندن،ومارس مهنة المحاماة في جنوب أفريقيا، وناضل من أجل حقوق السكان الأصليين في جنوب أفريقيا ثم عاد إلى الهند وقاد بلاده إلى الحرية. وقد أثرت فكرة اللاعنف والعصيان المدني في العديد من قادة العالم الذين ناضلوا من أجل حقوق شعوبهم التي عانت في ظل الحكومات الموالية للاستعمار، وأكدوا على أن حرية الحقوق هي حق من الحقوق العالمية. لقد ألهمت حياة غاندي و مسيرته العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي جعل الأمم المتحدة تعلن في عام 2007 اعتبار يوم ميلاد غاندي، الموافق 2 أكتوبر “اليوم العالمي للاعنف”.
والمهاتما غاندي من الشخصيات التي تحظى بشهرة واسعة في مصر؛ حيث زار المهاتما غاندي مصر للمرة الأولى في 6 سبتمبر 1931 عندما رست السفينة التي كان يستقلها في طريقه إلى بريطانيا في مدينة بورسعيد. وكان في إستقبال غاندي في الميناء وفد من حزب الوفد المصري. إلا أن التفاعل بين غاندي و رموز الحركة الوطنية في مصر في تلك الرحلة كان محدوداً جداً، حيث أنه كان في طريقه لحضور مؤتمر المائدة المستديرة في لندن. و قد غادر مصر مع وعد بأنه سوف يتوقف مرة أخرى على طريق العودة. وقد قام السياسيون والمثقفون و أبناء الجالية الهندية في مصر بوضع برنامج موسع استعداداً للفترة التي سيقضيها غاندي في مصر عند عودته. كان من بين تلك الإعدادات أن يقوم غاندي بزيارة القاهرة. ولكن للأسف، لم تسمح الحكومة البريطانية لغاندي بالنزول من السفينة. لذلك، التقى ممثلون من مصر بغاندي على متن الباخرة عند عودته في ميناء بورسعيد، وأعرب غاندي خلال اللقاء عن تضامنه مع القضية المصرية.
لقد كان المصريون يعرفون المهاتما غاندي معرفة جيدة حتى قبل زيارته إلى مصر في عام 1931. ونشرت العديد من الصحف المصرية العديد من الأخبار والمقالات عن جهود المهاتما غاندي وتعهده بالعمل على الكفاح ضد الحكم البريطاني. و قارنت الصحف في تلك الفترة بين التشابه في الظروف بين الهند ومصر، ونشرت للمصريين أفكار و أساليب المهاتما غاندي حول الكفاح من أجل الحرية. وكان المهاتما غاندي على دراية بما يتم نشره في وسائل الإعلام المصرية ووصف مصر بأنها “صديقنا” في مقال نشره في مجلته الأسبوعية التي تحمل عنوان ” الهند الشابة”.
ولإلقاء الضوء على الظروف التي ألهمت المهاتما غاندي في حياته ودفعته للكفاح من أجل قضايا الشعوب و توصله لأفكاره الشهيرة عن “اللاعنف” و “العصيان المدني”، قام نادي السينما بالمركز الثقافي الهندي بعرض فيلم “تكوين شخصية المهاتما”، وهو فيلم من إبداع المخرج الهندي الشهير شيام بينجال، وذلك بمقر المركز الثقافي الهندي التابع لسفارة الهند بالقاهرة. وعرض الفيلم فترة شباب المهاتما غاندي و الفترة التي قضاها في جنوب أفريقيا، وكيف ساعد السكان الأصليين هناك من أجل الكفاح للحصول على حقوقهم.