أطلق قطاع خدمة المجتمع و تنمية البيئة بكلية الألسن بجامعة عين شمس أولى فعاليات الصالون الثقافي للعام الدراسي الجديد بعنوان “دروس حرب أكتوبر”، برئاسة سلوى رشاد وكيل الكلية لشئون القطاع اليوم بقاعة مؤتمرات الكلية، وبحضور أ.د.منى فؤاد عميد الكلية، أ.د.عاطف بهجات المنسق العام للموسم الثقافي للكلية.
قال اللواء الدكتور محمود خلف قائد الحرس الجمهوري السابق و عضو المجلس المصري للشئون الخارجية و مستشار آكاديمية ناصر العسكرية ، مصر تعد بمثابة القوة العظمى للشرق الأوسط و تحتل قواتها المسلحة المركزالثاني“عشرعلى مستوى العالم متفوقة على إسرائيل”.
مشيرًا إلى أن العالم يجمع على ذلك الرأى و يتجلى ذلك لنا من خلال تزويد القوات المسلحة المصرية بالأسلحة المتطورة و على رأسها “الميسترال” لتأمين جنوب البحر الأبيض المتوسط ؛ لافتًا إلى أن الجيش المصري هو الأقوى فى المنطقة حيث يمتلك 600 ألف مقاتل في وقت السلام مجهزين بأحدث الأسلحة على مستوى العالم و مُدربين على تنفيذ عمليات فائقة الدقة فى وقتٍ قياسي.
و أردف قائلًا ان المواطن المصري يحظى بحماية قواته المسلحة التى تحارب الآن في سيناء و تتحمل على عاتقها مهام تأمين مساحات مصر الصحراوية ، مؤكدًا على أن المساحة السكانية فى مصر لا تتعدى 7% من المساحة الكلية لمصر ؛ و هو ما يجعل مهمة الجيش غاية في الصعوبة فى تأمين تلك المناطق الخالية من السكان ؛ لا سيمًا سيناء التى تغلغل بها الإرهاب الأسود خلال السنوات الماضية لعدم إعمارها وهو ما تستهدفه الحكومة فى الفترة الحالية من خلال ربط سيناء بمصر من خلال الأنفاق الجاري بنائها و إعمار سيناء لمكافحة أفة الإرهاب.
و عن الفترة التى تمر بها مصر حاليًا إستطرد اللواء محمود خلف قائلًا “انها فترة مشابهه تمامًا للفترة التى مرت بالبلاد عقب نكسة 1967، حيث تم إستدراج الجيش المصري القوى أنذاك على عمق 20 مترًا داخل سيناء بكامل عتاده العسكري في فخٍ نصبه العدو الإسرائيلي مستغلًا إندفاع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي لم يكن ينتوى أن يشن حربًا على تل ابيب في ذلك الوقت ؛ و لكنه كان يحرك القوات في سيناء كوسيلة للضغط على إسرائيل فقط .
و تابع قائلًا “ان المخابرات الإسرائيلية بالتعاون مع الأمريكية كانت تنصب فخًا محكم للقضاء على الجيش المصري و هو ما حدث بالفعل حينما شنت القوات الجوية الإسرائيلية ضرباتها على المطارات الحربية المصرية و تدمير كل طائراتنا و هي على الأرض ؛ فحدث إرتباك شديد للقوات المتمركزة فى سيناء التى فقدت غطائها الجوي تمامًا و تم تدمير كافة وسائل الدفاع الجوي و أصبح الجيش المصري بالكامل فريسة سهلة للعدو الغادر .
وبالفعل صدرت اوامر عشوائية بإنسحاب القوات المسلحة المصرية بدون خطة إنسحاب محدده ؛ مما سهل مامورية القوات الإسرائيلية فى تدمير كافة المدرعات و الدبابات المصرية و إبادة الجنود المصريين بشكل وحشي أمام أعيننا ، و في طريق عودتنا سيرًا على الأقدام وجدنا الأعلام الإسرائيلية مرفوعة فى الإسماعيلية و الجنود الإسرائيلين الذين كانو يجيدون اللغة العربية قاموا بعملية تدمير معنوى لجنودنا المنسحبين وسط حالة من الذهول إنتابت جنودنا .
و تابع الإعلام الأمريكي و الإسرائيلي هجماته المعنوية على شعب مصر و جيشه بالهزيمة الساحقة التى أسفرت عن تدمير القوات المسلحة المصرية بالكامل ، وهنا تجسدت الشخصية المصرية في كلمات الراحل ” جمال عبد الناصر” الذى إجتمع بالضباط العائدين من الهزيمة و الشد من أزرهم و وعدهم بإسترجاع الأرض المغتصبه مرة أخرى .
حيث تضافرت الجهود الشعبية مع قواتها المسلحة لإعادة بناء القوات المسلحة مرة اخرى ، حيث وقف الشعب خلف قيادته السياسية بشكل قوى مؤمنين بقدراتهم على تخطى اثار الهزيمة الشنعاء ، و هذا ما يفتقده الجيل الحالى وهو الإلتفاف خلف قياداته الوطنية المخلصة للعبور بمصر إلى بر الأمان .
و بالتزامن مع محاولة إستعادة الثقة مرة أخرى كان على الضفة الغربية من قناة السويس العدو يقوم بتشييد أكبر حصن مائي على مستوى العالم عرفه التاريخ ” خط بارليف” ، ذلك الحائط المكون من رمال و خرسانات مسلحة وصل طوله إلى 28 مترًا و بعرض 170 كيلو مترًا.
و أوضح أن “العدو الإسرائيلي كان يعلم أنه لعبور القوات المسلحة المصرية قناة السويس يستلزم 80 ألف جندى و 200 دبابة قي ستة ساعات ، وظل الإعلام العالمى يؤكد على ان الجيش المصري الذي تم تدميره يحتاج 40 سنة لكي يستطيع بناء قواته مرة أخري ، و هو ما زاد رجال القوات المسلحة و من خلفهم الشعب المصري تصميمًا و عزيمة على ان ينتهوا من كافة التجهيزات العسكرية فى وقتٍ قياسي .”
و عن ساعة النصر أكد على أن “كافة رجال القوات المسلحة كانوا على أهبة الإستعداد و بقلب رجلٍ واحد مؤمنين بانهم يخوضون معركة الكرامة و تحرير الأرض المغتصبه ، هذا ما نفتقده في الوقت الحالى ؛ وهو الثقة فى قياداتنا السياسية التى يتولاها أحد أبناء القوات المسلحة المخلصين الذى يتحمل على كاهله أزمات نعلمها و اخرى لا نعلم عنها شيئ .”
و في ختام كلمته أكد على أن ا”لإعلام يجب أن يقوم بدوره المنوط به و لكن يجب أن يحرص رجال الإعلام فى مصر على توخى الحذر و توضيح الصورة بشكل كامل للمواطنين لعدم بث روح الإحباط بين أفراد الشعب مما قد يجعل البعض يظنون أن الدولة لا تسير على الخطى الصحيحة”. كما أشاد بالخطوات الجادة التى إتخذتها الدولة فى تحقيق التنمية الشاملة من خلال إنشاء مفاعل الضبعة النووى لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للبلاد و المشاريع القومية التى يتم الإعداد لها ، بالإضافة إلى شبكة الطرق و المواصلات الضخمة التى تم إنشائها لربط كل مناطق مصر ببعضها ، إلى جانب إنشاء عاصمة إدارية جديدة لجلب الإستثمارات العالمية على الأرض المصرية ، وطالب الشباب بالتحلي بالصبر و الثقة فى قيادتهم الساسية التى تسعى إلى توفير كافة سبل الراحة و الأمان للمواطنين.